أهمية تدريس الأدب للأطفال والطلبة

يشكك العمليون “البراغماتيون” في قيمة الأدب والتركيز عليه في المناهج الدراسية؛ فهذه القيمة تتلاشى أمام اتجاهات تعليم القوى العاملة والتأقلم معها.

وتشير الوقائع إلى ضرورة الدفاع عن قيمة الأدب والرد على الإدعاءات الموجهة ضده . فللأدب ما يبرر وجوده في المناهج الحديثة لمساهمته في زرع الخيال وتنميته والتعاطف مع الآخرين، وهي مهارات أساسية وضرورية للقرن الواحد والعشرين.

أما الأسباب التي أدت إلى تجريد الأدب من قيمته بهذه السهولة ، فإنها تكمن في قلق التربويين حيال حياة اليافعين التي تتصف بالفقر ، والتمييز العنصري ، والتوقعات المتدنية ، والعزلة الثقافية ، وغيرها من الظروف التي تلهيهم عن رؤية ما هو أبعد من حدود مشاكلهم الخاصة .

ويغفل التربويون بذلك ما يقدمه الأدب من رؤى ومشاهد عن حياة الآخرين ، وهو أمر يعمق أحاسيس هؤلاء اليافعين ويوسعها ، ويعرفهم على أسباب محتملة أخرى في الحياة ، وهذه قيمة تقليدية لا يمكن إغفالها ؛ لأن الأمل بعالم أفضل ، والإيمان بإمكانية تحسين أوضاع الإنسان يولد التفاؤل .

إن البينات عن قيمة الأدب كثيرة ، فقارئ الأدب لا يقرأه ليجد نفسه فيه فقط، وإنما ليبني ذاته ، من خلال تعرفه على أنماط متنوعة للحياة ، ومناطق وآفاق جديدة واطلاعه على وجهات نظر مختلفة . وفي هذه الخبرة تنمو لدى القارئ أشكال من الخيال والتعاطف والتسامح مع الآخرين ، والسفر عبر الماضي والمستقبل ، والتعرف إلى الثقافات والشعوب الأخرى .

فالأدب يقدم للطلبة النوع الذي لا يملكه من لا يقرأ الأدب . إن الأدب الوعي لا يبالغ في تبسيط الأزمات الأخلاقية بخلاف الرؤية المادية العفوية السريعة للحياة التي يصورها التلفاز . فالأدب الوعي يعالج اهتماماتنا الملحة التي تتصل بالعائلة ، كالموت ، والديانة ، والحب ، والخير، والشر، والقدر ، والإرادة ، والعدالة ، والشجاعة ، وهي قضايا لا تعالجها الاتصالات التطبيقية التي تركز عليها مناهجنا وأماكن العمل .

كيفية تدريس الأدب للأطفال والطلبة :

إن التركيز على القضايا الجمالية فقط يفقد الأدب أهميته ؛ فالمعلمون مدعوون إلى التفكير بالقضايا الإنسانية لا بالقضايا الجمالية فحسب ، يقول المسرحي Bertolt Brecht : نحتاج الأدب ليساعدنا على الاستمرار في حياتنا ، لأن الأدب والحياة يلتقيان في مجال العلاقات الإنسانية ، وإن ما يميز الأدب القيم عن غيره يكمن في قدرته على كشف الحقيقة عمقا واتساعا وبلاغة والإهتمام بالآخرين والكرم ، وهي الأمور نفسها التي تميز الحياة المسؤولة .


إن أهم الأخطار التي تواجهنا حاليا، العدمية والبربرية وإنكار إنسانية الآخرين والسخرية والفجور وهي نفسها التي يحاول الأدب مواجهتها . لذلك يمكن أن نقول : كلنا بحاجة إلى قراءة الأدب .

ترجمته بتصرف : جهاد أبو الشعر

مصدر الصورة
pixabay.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

طرق التربية بين الماضي والحاضر

لطالما كانت التربية أحد الأسس الرئيسية لتشكيل شخصية الإنسان وتطوير المجتمع. ومع تغير الزمن، شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *