أسباب تدهور أعداد البرمائيات والزواحف

• أسباب انخفاض اعداد البرمائيات
• تحوير وتلف البيئة الحياتية
• خطر الأنواع الدخيلة
• خطر تلوث البيئة على الزواحف والبرمائيات

ظاهرة الانقراض Extinction ظاهرة طبيعية تحصل لعموم انواع الاحياء منذ بداية تطور وظهور الأحياء على كوكب الأرض قبل مئات الملايين من السنين حتى الان. وقد شهدت السنوات الأخيرة اختفاء انواع من النباتات والفطريات واللافقاريات والفقاريات ضمنها انواع من البرمائيات والزواحف.

أسباب انخفاض اعداد البرمائيات

وقد توصلت الدراسات العلمية الى ان تدهور اعداد ة البرمائيات والزواحف واختفاء مجموعات منها في الولايات المتحدة الأميركية وكندا وشمال أوروبا واستراليا وأميركا الجنوبية هو نتيجة عوالم عديدة تشمل التغيرات المناخية على كوكب الأرض وعوالم التلوث البيئي وتزايد نشاطات الانسان في مختلف بقاع العالم وخاصة استثمار الأراضي وقطع الغابات من اجل اقامة المدن والشوارع والمزارع للوفاء بمتطلبات التزاید السكاني على الارض اضافة الى زيادة رفاهية الجنس البشري مطلع القرن الجديد.

ويعتقد العلماء المتخصصون بدراسة الأحياء البرية باحتمال تفاعل عوامل کونية متعددة اثرت بشكل ملموس على كثافة البرمائيات والزواحف في المعمورة.

وقد اقترحت الدراسات العلمية الحديثة بان ادخال في الأحياء المفترسة والمنافسة في مناطق مختلفة من العالم بعد نقلها من قبل الانسان اضافة الى استعمال المبيدات الكيميائية والملوثات الصناعية وتلف البيئة الطبيعية وخاصة تدمير مواطن التكاثر واستنزاف الثروة البيولوجية الطبيعية قادت الى تناقص اعداد الأحياء في العالم.

وتلعب الأمطار الحامضية وتغير مستوى الامطار وقطع الغابات والجفاف دورا ملموسا في تناقص اعداد الأحياء ايضا.

ويعتقد الباحثون بان تعرض الاحياء المتزايد للأشعة فوق البنفسجية نتيجة ثقب الأوزون هو من العوامل الاضافية المؤثرة على التنوع الطبيعي. وقد اوضح الباحثون بان العوامل المؤثرة هي غير خطيرة بحد ذاتها ولكن اشتراك عدة عوامل سوية يؤثر على الجهاز المناعي للاحياء ويؤدي إلى موتها. وان الاجهاد والاصابة البكتيرية قادت الى انقراض ضفدع الطين «العلجوم» Bufo boreas في ولاية كولورادو في الولايات
المتحدة الأميركية، قاد الى الفتك بالضفادع والسلمندرات، وان الملوثات العضوية التي تتجمع في التربة تمثل سموما حقيقية لبيوض الضفادع وبقية البرمائيات، وان التعرض للأشعة فوق البنفسجية يزيد من سرعة اصابة بيوض واجنة الضفادع بفطريات saprolegnia.

تحوير وتلف البيئة الحياتية

ادى الضغط المتولد من نمو السكان والتطور الاقتصادي العالمي إلى التأثير السلبي على البيئة الحياتية التي تعيش فيها الأحياء وتتكاثر. وقد حصل التلف والتدهور بشكل رئيسي في الغابات الاستوائية حسب تقارير منظمة الغذاء والزراعة الدولية. ويعتقد الباحثون بان قطع الغابات سيؤدي في المستقبل المنظور «حوالي سنة ۲۰۳۰» إلى اختفاء الغابات واختفاء انواع الاحياء التي تعيش تحت ظلالها. وان مراقبة الغابات في العالم يشير الى تدهورها بشكل ملموس وتحولها الى مدن حديثة ومناطق سكنية وطرق مواصلات وملاعب وحقول لزراعة الذرة. وأن القطع المتبقية من الغابات هي قطع صغيرة متناثرة هنا وهناك. وان الأحياء في المستقبل سوف لا تكون قادرة على الانتشار بین الغابات المتباعدة، اضافة الى احتمال انقراض الحيوانات المحصورة في الغابات المعزولة عن بعضها بالأراضي التي عمرها الإنسان بالمدن والمزارع والمصانع ويتوقع الباحثون حصول كوارث بيئية وكوارث سكانية في اعداد الحيوانات في المستقبل.

وقد شهدت المناطق الجنوبية من فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية خلال السنوات الأخيرة زيادة ملموسة في اعداد السكان القاطنين هناك مما ادى الى تدهور الغطاء النباتي وأنواع وأعداد الحيوانات في البيئة الطبيعية وادي ذلك إلى التأثير في دورة الماء الطبيعية وخاصة المياه السطحية مما هدد انواع التماسيح التي تقطن الاهوار والمستنقعات المائية هناك.

ان تجفيف المستنقعات المائية هناك من اجل تحويل الارض الى مناطق سكنية ادى الى تدمير العادات التناسلية للبرمائيات والزواحف. وان السلمندر يفضل المستنقعات الرطبة الصغيرة والمعزولة في التكاثر ولكن تحوير الانسان هذه المناطق البيئية ادی الى اختفاء انواع عديدة من السلمندرات في فلوريدا، وتشير الدراسات العلمية إلى أن قطع اشجار الغابات ادی الى تناقص اعداد مجموعات سكانية تعود إلى سبعة انواع السلمندرات في غابات شمال غرب القارة الاميركية وكذلك 16 نوعا من السلمندرات في المناطق الجنوبية من جبال الابلاستيان في جنوب شرق الولايات المتحدة الأميركية. وقد تناقصت انواع البرمائيات بمقدار 70% في الغابات الساحلية في كندا، ويعتقد الباحثون بان تحوير الغابات حراثة الأرض، تغيير البيئة ادى الى التداخل بشكل سلبي مع بيولوجية السلمندرات وخاصة طرق الهجرة ومناطق التكاثر والتغذية وادي الى فشل فقس البيوض وفشل عمليات التطور الجسمي بعد فقس البيوض وخروج اليرقات.

خطر الأنواع الدخيلة

قاد ادخال انواع القطط والكلاب الداجنة الى تدهور انواع السحالي والزواحف من نوع cyclura carinata في جزر جنوب الكرة الأرضية، وادی ادخال النمس mongooses في جامايكا عام 1872 الى تناقص اعداد السحالي والاغوانة cyclura collei والحيات Alsophis ater لانه يفترسها بعد ان كان الهدف الاساسي من وراء جلب النمس هو لإبادة القوارض هناك.

ويعتقد أن القطط ادت الى تناقص اعداد الاغوانة المخططة والاغوانة ذات العرف في مناطق جنوب المحيط الهادي خلال القرن العشرين. وقد اختفت الاغوانة من جزر قارة استراليا ونيوزلندا بسبب وجود القطط الوحشية.

ان ادخال الخنازير والماعز الداجنة في استراليا ادى الى تدهور الغطاء النباتي مما عرض الزواحف والسحالي التي كانت تختفي تحتها لخطر الافتراس. ولا بد من الاشارة الى ان القوارض التي دخلت استراليا مع المستوطنين والبضائع التجارية ادت الى اختفاء انواع البرمائيات حيث كانت الجرذان تفترس الافراد اليافعة من ضفادع Leiopelma هناك. وادى قيام الانسان بإدخال حيات الاشجار البنية نوع B . oigo iregularis في جزيرة كوام الى تدهور اعداد الطيور المستوطنة.

ان ادخال اسماك التراوت في كوستاريكا ادى الى استئصال الضفادع نوع Atelopus لإن الاسماك تتغذى على يرقات هذه الضفادع، وان الاسماك salmonid fish سببت انقراض الضفادع ذات الارجل الصفراء Rana mucosa في جبال سيراتيفادا في كاليفورنيا في الولايات المتحدة.

وقد اشارت تقارير علمية اخرى الى ان ادخال اسماك mosquito fish والسر طان وهي احياء مفترسة ادی الى ت دهور البرمائيات في كاليفورنيا من نوع Taricha torosa.

خطر تلوث البيئة على الزواحف والبرمائيات

يمثل التلوث البيئي أحد الاسباب المهمة وراء تناقص اعداد البرمائيات لذلك يمكن اعتبار هذه الاحياء حساسة جدا لمؤشرات التلوث الكيميائي ويمكن استخدامها بسهولة لمعرفة مقدار التدهور البيئي حيث ان الجلد عند البرمائيات يسمح بنضوج المواد ويساعد على امتصاص المواد السامة بسهولة.

تشمل المواد الكيميائية الخطيرة على البرمائيات مبيدات الحشرات والمعادن الثقيلة التي تتسرب الى اماكن التكاثر والسموم المتولدة من حفر المناجم والامطار الحامضية. وتودي الامطار الحامضية الى قتل البويضات، وان انصهار الجليد في الربيع في المناطق التي تتعرض الى الامطار الحامضية كما هو الحال في عموم قارة اوروبا يولد برك حامضية. وان الصخور في المناطق التي تتعرض للامطار الحامضية هي ذات قدرة محدودة على معادلة الحامضية المتولدة في المياه. وتشمل تأثيرات الحامضية العالية للتربة ولمياه البرك والمستنقعات ما يأتي:

* تقليل حركة النطف الذكرية للبرمائيات في مياه البرك.
* ضمور النطف الذكرية وتلاشيها.
* تقليل فرص اخصاب البويضات التي توضع في مياه البركة والمستنقع.
* حدوث تشوهات في عمليات النمو الجنيني في البويضات المخصبة.

وقد اشارت التقارير العلمية الى ان الامطار الحامضية كانت السبب المباشر في تناقص اعداد السلمندرات نوع Ambystoma tigrinum في الجبال الصخرية في كولورادو وأنواع الضفادع Bufo calamita في بريطانيا.

واشارت التقارير العلمية الى ان بعض المبيدات والملوثات الكيميائية تؤثر على الغدد الصماء وخاصة تحويل وتغيير جنس الحيوان اي ان مادة P . oly chlarinated biphenyl تولد الاناث بدلا من الذكور في السلاحف Trachemys scripta.

وقد قام الباحث لويس جوليت وجماعته بدراسة اسباب فشل تكاثر التماسيح في البحيرات الملوثة في فلوريدا وتوصلوا الى أن مادة DDT ومبيد ديكوفول ادتا الى تناقص قدرات التكاثر عند التماسيح وارتفعت مستويات الهرمونات الانثوية في الدم عند الاناث وانخفض مستوى هرمون التستوستيرون عند الذكور اضافة الى ان العضو الذكري في الأجيال الجديدة كان صغيرا جدا.


في ضوء هذه الحقائق يمكن القول بان تأثيرات التلوث الكيميائي في العالم على الانسان والأحياء الأخرى وصلت إلى مستويات مخيفة تثير القلق عند العلماء والباحثين في العالم. ولا بد من طرح سؤال منطقي من خلال هذا المنبر العلمي الاعلامي على العلماء والأساتذة والباحثين في جامعات العالم العربي حول المنجزات العلمية التي اعدها هؤلاء العلماء خلال القرن الماضي وها هو الوضع البيولوجي والايكولوجي الذي تعيش فيه الأحياء بشكل عام في البيئة العربية ”

وهل يمكن اعتبار البيئة الحياتية في المنطقة العربية هي بيئة مثالية للتنوع الطبيعي ام ان البيئة تتعرض ايضا الى عوامل الاستنزاف والتدهور والتلوث الكيميائي في بقية مناطق المعمورة؟

أ.د. محمد حسن الحمود

مصدر الصورة
pixabay.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

التلوث البيئي أزمة عالمية تقتل الملايين سنوياً

يُعَدّ التلوث البيئي أحد أكبر التحديات الصحية التي تواجه العالم في الوقت الحالي، إذ يتسبب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *