أدى قيام الثورة الصناعية إلى إحداث تأثيرات واضحة على البيئة مما أثر على مستقبل الجنس البشري على كوكب الأرض، وخلال قرون طويلة قبل قيام الثورة الصناعية، عاش الإنسان بوئام مع المصادر الطبيعية للأرض، لكن حالة الوئام تلك انتهت بسبب:
قيام المدن ونشوء مجتمعات تعتمد على الزراعة المكثفة التي تحقق فائض في الإنتاج .
زيادة عدد السكان أدت إلى التوسع في الإنتاج وبلوغه مرحلة التصنيع .
أدى ذلك إلى تغير في شعور الإنسان إلى الطبيعة واصبح مالكاً لها يسيطر عليها ويتحكم فيها ويستغلها بطريقة غير متوازنة .
اما في الدول النامية، فقد ادى الأخذ بأسباب التصنيع والرغبة في التطوير إلى :
تدمير الغابات المطرية.
استنزاف الأراضي الخصبة لاعتماد هذه الدول على زراعة المنتوجات السلعية محل أنماط الزراعة القابلة للاستمرار .
إقامة مراكز صناعية تلوث البيئة .
اما في الدول الصناعية والتي يمثل مجموع سكانها نحو خمس سكان الأرض، فان أنماط الاستهلاك لدى شعوبها مرتفع ومبالغ فيه ، ويختلف استهلاك أفرادها للطاقة نتيجة إلى اختلاف نمط المعيشة.
وقد سعت الجمعيات والمؤسسات والمؤتمرات العالمية إلى النظر في قضايا البيئة والتنمية ، وخلصت إلى أن التنمية المراد تحقيقها يجب أن تكون قابلة للاستمرار .
مفهوم التنمية المستدامة :
هي حق الجيل الحاضر في التمتع واستغلال الثروات الطبيعية ، دون المساس بحق الأجيال القادمة في هذه الثروات . إن مفهوم التنمية المستدامة يوازن بين أمرين اثنين هما :
التنمية : وهي استخدام مصادر الأرض لتحسين حياة الإنسان وتأمين احتياجاته ، خاصة الاحتياجات الأساسية للفقراء في العالم .
المحافظة : وهي الاعتناء بالأرض لتأمين احتياجات الحاضر والمستقبل .
تحقيق التنمية المستدامة :
يتم تحقيقها من خلال المبادئ والسلوكيات الآتية :
إن الجنس البشري جزء من الطبيعة
الكفاءة البيئية : وتعنى عملاً أكثر ، واستخداماً أقل للمصادر وإنتاج فضلات أقل . وهذا يتضمن تطوير تكنولوجيات ذات إنتاجية أفضل وتأثير أقل سلبية في البيئة .
تحقيق الكفاية للجميع .
التركيز على التكلفة البيئية في أي مشروع اقتصادي (تقييم الأثر البيئي ).
الاهتمام العالمي بالبيئة
إنشاء الوزارات والدوائر والمؤسسات المعنية بالمحافظة على البيئة محلياً وعالمياً .
صدور كثير من القوانين على المستوى المحلي في معظم أقطار العالم مثل قانون حماية البيئة وقانون الأثر البيئي للمشروعات التنموية .
وضع معايير ومواصفات لملوثات الماء والهواء والتربة .
إقامة مناطق محمية لحماية الحياة البرية مثل المحميات الطبيعية .
إجراء مجموعة من البحوث المتعلقة بتنظيف مصادر البيئة ، ووضع أسس يسترشد بها عند إقامة كافة الصناعات لتقييم الأثر البيئي .
توعية المواطنين بمشكلات البيئة عن طريق وسائل الأعلام ، والكتب المدرسية والندوات .
عقد كثير من المؤتمرات الدولية للتباحث في شئون البيئة من جوانبها العلمية والعملية والتربوية .
تشكيل كثير من الهيئات والمنظمات العالمية لعمل برامج للمتغيرات الطبيعية لمصادر البيئة والحياة البرية ، والآثار المترتبة على ذلك ، وتحديد الأخطارالتي تهدد الأماكن الأثرية والسياحية ، مثل التلوث الكيميائي للهواء .