عرفت مهنة صيد اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي منذ القدم /pixabay

صيد اللؤلؤ .. مهنة مارسها الإنسان منذ القدم

في البحار الحارة ، وعلى شواطئ الخليج العربي ، وفي بحار الهند وسيلان … نجد نوعا من الحيوانات الرخوة يحيط به غشاء . وهذا الحيوان الرخو يعيش داخل محارتين منطبقتين .

و يتهيج هذا الغشاء الذي يحيط بالحيوان الرخو ، بأن يدخل جسم غريب کدودة صغيرة جدا ، أو حبيبات من الرمل إلى هذا الغشاء ، فيحدث فيه ما يحدث بجلد الإنسان ، إذا ما أصابته حروق ، أي تظهر عليه فقاقيع ممتلئة بسائل حول هذا الجسم الغريب .

وتتغير طبيعة هذا السائل وتركيبه، ويتركز و يصبح كالعجين، وتتكون فيه مادة قريبة الشبه من المواد القرنية .

و تنكمش هذه المادة ، وينشأ عن انكماشها طبقة رقيقة ، بعضها فوق بعض ، وبذلك تتكون اللؤلؤة داخل المحارتين.

وفي الكويت والبحرين يبدأ موسم صيد اللؤلؤ بأن تخرج مراكب الصيد في طبل وزمر وفرح وسرور ، وينزل الغواص إلى البحر ، مربوطة بحبال ، مثبتة في مراكب الصيد.

وينزل الغواص إلى الماء ، وفي أحد رجليه ثقل يعاونه على الهبوط إلى قاع البحر ، وفي رقبة الغواص ( زنبیل ) ، ليجمع فيه المحار .

ويبقى الغواص في البحر مدة دقيقة أو دقيقتين ، ومتی شعر بضيق في تنفسه أعطى بحبله إشارة إلى زملائه فوق السفينة، فيشدونه إليهم ، ليستريح بعض الوقت .

وهذه الطريقة في صيد المحار طريقة بطيئة ، وفيها يتعرض الغواص لقنديل البحر ، فيلسعه ، ويسبب له هرشا في الجلد ، هذا عدا ما يسببه كلب البحر من أذى ، وضرر .

لهذه العيوب استخدم الآن لباس الغوص الحديث، ويتركب هذا اللباس الحديث من رداء من المطاط يغطي الجسم بأكمله ، ومن غطاء للرأس صنع من الصلب ، يخرج منه أنبوبتان متصلتان بالسفينة أو المركب ، واحدة لتقدم للغطاس الهواء النقي ، والأخرى لإخراج الهواء الفاسد ، أما الجزء المواجه للعينين مصنوع من الزجاج ليسمح بالرؤية و يمسك الغواص في يده أداة ليلتقط بها المحار .

وقد استطاع صيادو المحار واللؤلؤ بهذا الجهاز الحديث ، البقاء في قاع البحر مدة أطول.

ومن الغريب أن كلاب البحر المفترسة لا تهاجم عادة الغواصين الذين يرتدون هذا النوع من اللباس الحديث ، ظنا منها أنهم صخور لا حياة فيها .

وعندما يعود إلغواصون إلى الشواطئ يجدون تجار اللؤلؤ في انتظاره لشراء ما صادره من محار ، وقد يسعد الحظ أحد التجار ، فيجد فيها اشتراه من محار كمية من اللآلئ الثمينة ، وقد يخونه الحظ فلا يجد إلا أردأ اللآلى .


وقد استطاع اليابانيون أن ينتجوا بعض اللآلي بطريقة صناعية ، واللؤلؤ الصناعى يتكون بنفس الطريقة التي يتكون بها اللؤلؤ الطبيعي ، وذلك بإدخال حبيبات رملية أو أجسام غريبة في الحيوان الذي يعيش في المحارتين ، فيتكون ما يشبه اللؤلؤة الطبيعية ، ولكنها أقل منها قيمة ودقة في الصنع … ولهذا كانت اللآلئ الصناعية أرخص ثمنا من اللآلئ الطبيعية .

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

سفينة فليب العجيبة.. أعجوبة هندسية تدور بزاوية 90 درجة وتقف في الماء

سفينة فليب هي منصة الأداة العائمة (FLIP) وهي سفينة أبحاث فريدة تتميز بقدرتها الاستثنائية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *