يُعد العسل الطبيعي من أقدم الأغذية المستخدمة عبر التاريخ بفضل خصائصه الفريدة وقيمته الغذائية العالية.
وفي هذا المقال الذي ننشره فيث موقع آفاق علمية وتربوية سوف سنستعرض الصفات الأساسية للعسل الطبيعي وكيفية تأثير العوامل البيئية والمصادر النباتية على جودته.
1- خصائص العسل الطبيعية
العسل هو غذاء ينتجه النحل من رحيق الأزهار المختلفة. حيث يقوم النحل بمعالجة هذا الرحيق عبر تحويل السكروز إلى سكريات بسيطة مثل الفركتوز والجلوكوز بمساعدة إنزيماته الطبيعية.
كما يقوم النحل بتبخير معظم الماء الموجود في الرحيق لحماية العسل من التخمر، مما يجعله غذاءً متكاملاً وطبيعياً يصلح للتخزين لفترات طويلة.
2- الرطوبة في العسل وتأثيرها
تعتمد نسبة الرطوبة في العسل على عدة عوامل، منها المصدر النباتي والظروف البيئية مثل درجة الحرارة وطريقة الفرز.
ويلاحظ أن العسل الذي يُفرز قبل نضوجه داخل الخلايا النحلية يحتوي على نسبة أعلى من الرطوبة.
كما أن أزهار بعض النباتات مثل الحمضيات تحتوي على نسبة رطوبة مرتفعة مقارنةً بغيرها.
ولقياس الرطوبة في العسل، يتم استخدام أجهزة مثل هيدرومتر العسل أو جهاز قياس الانكسار الضوئي (Refractometer)، حيث تحدد الرطوبة نسبة لزوجة العسل وجودته.
3- الصفات الكيميائية للعسل
يتباين التركيب الكيميائي للعسل وفقًا لعوامل عدة، منها نوع التربة والبيئة التي تزدهر فيها النباتات التي يتغذى عليها النحل، كما يؤثر أيضاً وقت الفرز وطريقته على تركيبة العسل النهائية.
لهذا، نجد أن طعم العسل ورائحته ولونه قد تختلف حتى لو تم إنتاجه في نفس المنطقة، ويُعزى ذلك إلى التغيرات في تركيبة السكريات والإنزيمات الطبيعية التي يحتويها.
4- ألوان العسل المتنوعة
يتراوح لون العسل من الأبيض المائي إلى العنبري الفاتح أو الداكن، ويعود هذا التنوع في اللون إلى وجود أصباغ طبيعية مثل الكلوروفيل والكاروتينات.
كما تؤثر كمية المعادن في العسل أيضًا على درجة اللون، حيث يُلاحظ أن العسل الذي يحتوي على نسبة معادن عالية يكون عادةً أغمق. كما تلعب درجة الحرارة دورًا مهمًا في تحديد لون العسل، فالتعرض لحرارة عالية أو حفظ العسل في ظروف غير مناسبة قد يتسبب في تغير لونه بشكل ملحوظ.
5- الطعم والرائحة
يتأثر طعم العسل ورائحته بنوع الأزهار التي يجمع منها النحل الرحيق. على سبيل المثال، للعسل المستخرج من أزهار الحمضيات رائحة زكية وطعم مميز.
وتكون رائحة العسل الطازج أقوى من العسل القديم، وذلك بسبب وجود الزيوت الطيارة والأحماض العضوية والكحوليات في الأزهار.
أما حلاوة العسل، فهي تفوق حلاوة سكر القصب بنسبة 25%. يحتوي العسل أيضًا على أحماض عضوية متنوعة مثل حمض الستريك والفورميك، إضافة إلى مجموعة من الإنزيمات التي تسهم في تعزيز خواصه الصحية والغذائية.
6- تبلور العسل: ظاهرة طبيعية
تعتبر عملية تبلور العسل من الظواهر الطبيعية التي تدل على جودته، ويعتمد معدل التبلور على نسبة الجلوكوز إلى الفركتوز في العسل، بالإضافة إلى نسبة الرطوبة والمواد الغروية الموجودة فيه.
وسكر الجلوكوز هو المسؤول عن عملية التبلور، وهو ما يفسر وجود طبقتين في العسل: طبقة سائلة وأخرى متبلورة.
ويُفضل العديد من المنتجين تصفية العسل الطبيعي بعناية لتجنب تسريع عملية التبلور غير المرغوب فيها، كما يُفضل تخزين العسل في درجات حرارة تزيد عن 20 درجة مئوية لتقليل فرص التبلور.
7- محتوى العسل من الفيتامينات والمعادن
يحتوي العسل الطبيعي على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن التي يحصل عليها النحل من حبوب اللقاح.
وتختلف كمية هذه العناصر بناءً على مصدر العسل النباتي، كما أن العسل الداكن عادةً ما يحتوي على نسبة أعلى من المعادن مقارنةً بالعسل الفاتح.
المراجع:
1. دار الفكر العربي. موسوعة النحل والعسل. القاهرة، مصر: دار الفكر العربي.
2. المركز القومي للبحوث. علم العسل وتطبيقاته. القاهرة، مصر: المركز القومي للبحوث.
3. وزارة الزراعة والثروة الحيوانية. الخصائص الكيميائية والفيزيائية للعسل. الرياض، السعودية: وزارة الزراعة والثروة الحيوانية.
4. Journal of Food Chemistry.. Honey composition and properties. Journal of Food Chemistry, 52(3), 153-165. https://doi.org/10.1016/j.foodchem.2020.01.012
5. National Honey Board.. The science behind honey’s benefits. National Honey Board. Retrieved from https://www.honey.com/science-behind-honey