قالت دراسة حديثة ان ممارسة التمارين الرياضية تحمي الدماغ من الإصابة بعدد من الامراض، ومن اهمها مرض الزهايمر.
ان ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لا تفيد الجسم فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا حاسمًا في تعزيز صحة الدماغ.
لقد كانت العلاقة بين النشاط البدني والوظيفة المعرفية موضوع بحث مكثف.
وتشير الأدلة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تحمي الدماغ وتعزز جوانب مختلفة من الأداء المعرفي.
مرض الزهايمر
إن المصابين بمرض الزهايمر في مراحله المبكرة الذين يتمتعون بلياقة بدنية أفضل تكون مناطق المخ لديهم أكثر مقاومة للمرض من غيرهم.
وأشارت الدراسة، التي عرضت في المؤتمر الدولي للزهايمر في شيكاجو، إلى ان اللياقة والتمرينات تعمل على ابطاء التغيرات المرتبطة بالعمر في المخ بين الاشخاص الاصحاء.
وحول هذه الدراسة، قال الدكتور سام جندي رئيس مجلس الاستشارات الطبية والعلمية في اتحاد الزهايمر “إن هذه الدراسة تحمل رسالة مفادها انه اذا كنت مصابا بمرض الزهايمر فليس من المتأخر جدا ان تصبح لائق بدنيا”.
وتمت هذه الدراسة في المركز الطبي لجامعة كانساس في كانساس سيتي حيث تم بحث العلاقة بين اللياقة وحجم المخ لدى 56 بالغا بصحة جيدة و 60 بالغا مصابين بالمرض في مراحله المبكرة.
وانتهت الدراسة إلى ان الاشخاص في المراحل المبكرة للزهايمر واللائقين بدنيا تكون لديهم مناطق بالمخ مهمة للذاكرة اكبر حجما مقارنة بالمصابين الاقل لياقة.
وكانت دراسة أسترالية قد أشارت في وقت سابق إلى ان المصابين بخرف الشيخوخة الذين شاركوا في برنامج تمرينات لمدة 12 شهرا قل سقوطهم على الارض وتحسنت حياتهم.
تحسين تدفق الدم
إحدى الطرق التي تساهم بها التمارين الرياضية في صحة الدماغ هي تحسين تدفق الدم.
حيث يزيد النشاط البدني من تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، مما يضمن حصول هذا العضو الحيوي على إمدادات ثابتة من الأكسجين والمواد المغذية.
هذا التدفق الدموي المعزز له تأثير إيجابي على بنية ووظيفة الدماغ، مما يدعم نمو الأوعية الدموية الجديدة ويعزز تكوين خلايا عصبية جديدة.
الناقلات العصبية
علاوة على ذلك، ثبت أن التمارين الرياضية تحفز إطلاق الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين.
تلعب هذه المواد الكيميائية أدوارًا رئيسية في تنظيم الحالة المزاجية وترتبط بمشاعر السعادة والرفاهية.
فمن خلال التأثير الإيجابي على مستويات الناقلات العصبية، يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تقليل التوتر والقلق، مما يساهم في الصحة العقلية العامة.
بالإضافة إلى ذلك، تم ربط النشاط البدني المنتظم بإنتاج عوامل التغذية العصبية، بما في ذلك عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)
و (BDNF) هو بروتين يدعم بقاء ونمو الخلايا العصبية، وترتبط المستويات الأعلى من BDNF بتحسين الوظيفة الإدراكية وتقليل خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي.
وبالتالي، يمكن اعتبار التمرين وسيلة طبيعية لتعزيز عوامل الحماية العصبية هذه.
الوظائف المعرفية
علاوة على ذلك، تم ربط ممارسة التمارين الرياضية بشكل خاص بالتحسينات في الوظائف المعرفية المختلفة، مثل الذاكرة والانتباه.
اذ ثبت أن الأنشطة الهوائية، مثل الجري أو المشي السريع، تزيد من حجم منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.
ويشير هذا إلى أن التمارين الرياضية قد يكون لها تأثير إيجابي على الذاكرة طويلة المدى والقدرات المعرفية الشاملة.
تشير الدراسات أيضًا إلى أن التمارين الرياضية يمكن أن يكون لها تأثير وقائي ضد التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
حيث يميل كبار السن الذين يحافظون على نمط حياة نشط إلى تجربة معدلات أبطأ من التدهور المعرفي مقارنة بنظرائهم المستقرين.
ويشير هذا إلى أن دمج النشاط البدني المنتظم في روتين الفرد قد يساهم في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية مع تقدم الأفراد في العمر.
في الختام، إن العلاقة بين ممارسة الرياضة وصحة الدماغ متعددة الأوجه.
فالآثار الإيجابية للتمرين على تدفق الدم، ومستويات الناقلات العصبية، وعوامل التغذية العصبية، ومناطق محددة في الدماغ تساهم بشكل جماعي في حماية الوظيفة الإدراكية وتعزيزها.
ومع استمرار الأبحاث، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن دمج التمارين الرياضية المنتظمة في نمط حياة الفرد هو إجراء استباقي وفعال للحفاظ على دماغ صحي ومرن.