المهندس أمجد قاسم
آفاق علمية وتربوية – تستخدم كثير من السيدات وكذلك بعض الرجال صبغات الشعر الكيميائية لتلوين الشعر، بهدف إكسابه لون غير طبيعي أو لتغطية ظهور الشيب في الرأس، ومن الملاحظ ان الأسواق تحتوي على أنواع كثيرة من تلك الصبغات الكيميائية التي لم تحصل على موافقة الجهات الصحية المختصة، ويجهل كثير من مستعملي تلك الملونات والصبغات مخاطرها الجسيمة على صحتهم، حيث يعتقدون أن لا ضرر من تلك المواد الكيميائية ذات التركيب المجهول للكثير من الناس.
السعي خلف الموضة
قديما استخدمت الصبغات الطبيعية لتلوين الشعر، لكن ومع تعدد أذواق الناس وتغيرها والرغبة في الحصول على ألوان مركبة للشعر، اصبح استخدام الصبغات الكيميائية الصناعية أمرا لا بد منه لتلبية تلك الأذواق، حيث أن أنماط الموضة العالمية أصبحت معقدة حاليا، حيث تجد سيدات يسعين للحصول على شعر لونه نحاسي او فخاري ولون شعورهن الأصلي اسود قاتم، كما تجد من تبحث عن لون بنفسجي او احمر قاني أو حتى رمادي .
وقد أسهم رواج الموضة عالميا ووجود كثير من المجلات والمحطات الفضائية ومواقع الإنترنت للترويج لتلك الصرعات العالمية، وأصبح كثير من الناس يتابعون آخر المستجدات العالمية بغض النظر عن تأثيراتها الصحية السلبية والخطيرة وكلفتها المادة العالية.
ويبين الباحثون أن ضرر الصبغات الكيميائية لا يقتصر على الشعر، بل أن ذلك يطال صحة الجسم العامة، وقد تظهر الأعراض المرضية بعد سنوات من الاستخدام المتكرر لتلك المواد الكيميائية الخطير بعضها، والملاحظ هنا أن استخدام تلك الملونات يخضع في الدول المتقدمة لرقابة صارمة، وان على من يعمل في تلك مهنة تزين الشعر أن يخضع لتدريب طويل ودراسة كاملة تتناول مواضيع الصحة العامة والكيمياء والأحياء وتشريح الجسم وغيرها من المواضيع العلمية الدقيقة، كما يجب أن يحصل على شهادة علمية وشهادة مزاولة مهنة وان يخضع لاختبارات نظرية وعملية، لكن مع الأسف تكاد كثير من الدول النامية تخلو من أي جهة رقابية تدقق في مدى أمان تلك الكيمياويات التي توضع على الرأس والشعر، وان الحبل متروك على الغارب في تلك البلدان.
أنواع متعددة من صبغات الشعر
توجد في الأسواق أنواع كثيرة جدا من صبغات الشعر الكيميائية والتي يصعب حصرها وخصوصا في أسواقنا ، وبعض تلك الصبغات عبارة عن شامبو أو مستحلب سائل أو جل هلامي او على شكل كريمات وبعضها على شكل مسحوق ناعم يتم تحضيره قبل استعماله، وهذه الصبغات في غالبيتها مركبات كيميائية عضوية وهي تختلف عن صبغات الشعر المدنية التي كانت تستخدم في الماضي.
وتصنف صبغات الشعر إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي:
1- صبغات الشعر الدائمة
وهي من أكثر أنواع الصبغات المباعة في الأسواق وتعرف باسم صبغات الأكسدة نظرا لوجود نسبة من فوق أكسيد الهيدروجين فيها، وتمتاز بثباتها وفعاليتها وهي تحسن لون الشعر الطبيعي كما أنها تكسب الشعر لونا جديدا يختلف تماما عن اللون الطبيعي للشعر، والصبغات الدائمة تستطيع ان تزيد من لون الشعر الطبيعي وتغمقه أو تفتح اللون أو إضافة بريقا جذابا على الشعر كما أنها تستخدم لتغطية لون الشعر الأبيض والتخلص من الشيب.
2- صبغات الشعر نصف الدائمة
هذا النوع من صبغات الشعر يستخدم لإضافة ظلال على الشعر الطبيعي ولتلوين بعض الخصلات ويعمل على التغطية المؤقتة للون البيض، ومدة بقاء تلك الصبغات على الشعر حوالي 6 غسلات.
3- صبغات الشعر المؤقتة
تستطيع هذه الصبغات أن تغير لون الشعر الطبيعي وتمنح الشعر لونا ج\ابا لكنها تزول بسرعة مع اول استحمام.
كيف يحدث التلوين للشعر؟
يعتقد كثير من الناس أن عملية تلوين الشعر بسيطة جدا وهي تقوم على طلاء الشعر باللون المطلوب، لكن ما يحدث علميا أمر معقد، حيث أن المواد الملونة بعد أن يتم خلطها بالمادة المؤكسدة تنتج صبغا ينفذ الى داخل كيراتين القشرة الشعرية لتشكل مادة صبغية داخل ساق الشعرة نفسه، ولذلك فان أصباغ الشعر تحتوي على مركبات كثيرة كمولدات أساسية للصبغ يتغير تركيبها ووظيفتها عند أكسدتها والمولدات الثانوية والملونات المباشرة ومضادات الأكسدة ومثبتات اللون النهائي، بالإضافة إلى الأمونيا ومواد حاملة كالزيت والدهن والشمع وعطور وبعض المشتقات البروتينية وغيرها.
مضار صبغات الشعر
تتسبب صبغات الشعر بمضار خطيرة لمستخدميها، وهذه الأضرار تنجم عن خليط المواد المكونة لها، فمولدات اللون التي توضع على ارأس قد تصل إلى فروه الرأس في بعض الأحيان وقد تلامس الوجه والرقبة، وهذه المواد المولدة للون يستمر وضعها على الشعر نحو نصف ساعة مما يتسبب في امتصاص الجلد وفروة الرأس لها، وتشير الدراسات إلى أنها ليست مواد آمنة فبعضها سام ومنها يعتقد انه يتسبب بالسرطان، وقد تم منع استخدامها في كثير من دول العالم.
أنا المواد المؤكسدة وخصوصا ماء الأكسجين والذي يجعل الشعر أكثر مسامية ونفاذا للصبغة فهو يدمر الكيراتين والتركيز المسموح به عالميا 12 بالمائة لكن لوحظ أن كثير من أماكن تزين الشعر يستخدمون تركيز يصل الى 60 بالمائة بهدف تفتيح لون الشعر وهذا يدمر تركيب الشعر الطبيعي ويجعله عرضة للتكسر، وكذلك الأمر بالنسبة للأمونيا السامة والتي تؤثر على السلاسل الكيراتينية للشعر .
إن الاستخدام المتكرر لصبغات الشعر يتسبب بحساسية للجلد وآفات جلدية خطيرة كما أنها تؤثر على صحة الجنين وهنا تحذر كافة النساء الحوامل من استخدام كافة أنواع صبغات الشعر أثناء الحمل والرضاعة.
وبشكل عام فان كثير من صبغات الشعر ومنها تلك التي يروج على أنها من مواد طبيعية تحتوي على مواد سامة تدخل في الجسم وتتراكم فيه ، كما ان عددا كبيرا من صبغات الشعر موجود فيها مواد مثل صبغة البرافيلين دايمين أو ميتافلين دايمين أو أورثوفينلين دايمين، ومادة الريزوسينول، أو الأمونيا أو النشادر المؤثر على الجهاز التنفسي، أيضا فان مادة الأنالين التي تضاف إلى الأصباغ ثبت أنها مادة مسرطنة وخطيرة بالإضافة إلى مضارها على الجلد.
أيضا فان مادة البارافينلين داي امين والتي يطلق عليها اسم الحجر الأسود والتي استخدمت قديما في صبغ الجلود والملابس والأوراق وصناعة الحبر تلحق ضررا كبيرا في تركيب الشعر، وقد تتسبب بتقرحات جلدية واحمرار لفروة الرأس والوجه.
يذكر أن بعض صبغات الشعر تحتوي على عنصر الرصاص السام والذي يتسبب بإعاقة للجنين إذا استخدمته الم الحامل كما يؤثر على صحة الأطفال الرضع، أيضا فان الرصاص يتسبب بهشاشة العظام والفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم والوفاة المبكرة