بدايات مدرسة المستقبل
ماهية مدرسة المستقبل
مقارنة بين مدرسة المستقبل والتقليدية
أهداف مدرسة المستقبل
للمدرسة دور في قيادة عملية التغيير والتطوير التربوي.. ولكن يا ترى ما نوع المدرسة التي نطمح بها لمواجهة التحديات والثورات العلمية والتعليمية التي ذكرناها سابقاً.. هذه المدرسة وإن كانت هي مدرسة المستقبل إلا أننا وفي وقتنا الحاضر نعيش بداياتها ونلمس مكوناتها وانطلقت كثير من المشاريع التربوية التي هي في حقيقتها إحدى مؤشراتها… لدينا مشروع المدارس الرائدة في نظامنا التعليمي.. وكذلك نظام التعليم الثانوي المطور…
إضافة إلى التطوير الحاصل في عناصر العملية التعليمية مثل التقويم المستمر… نظام الترفيع… الإشراف المتنوع…. الإشراف التطوري… هذه نماذج لمشاريع ستسهم بإذن الله في بلورة العمل المؤسسي التربوي في المدرسة المأمولة… مدرسة المستقبل…
بدايات مدرسة المستقبل:
شهد عام 2000م طرحاً محدداً لقضية مدرسة المستقبل بدأ بالمؤتمر الثاني لوزراء التربية والتعليم والمعارف العرب بدمشق في يوليو 2000م، والذي اهتم بعنوان واحد هو “مدرسة المستقبل” وجاء إطار الدراسات المرجعية التي اعدت لهذا المؤتمر أكثر تحديداً ودقة حيث تناول بالبحث قضايا “منهج مدرسة المستقبل”، تأثير تكنولوجيا المعلومات على التعليم، والتقويم والمبنى والتمويل وغيرها “ثم توج هذا الأمر بإصدار ما عرف بإعلان دمشق حول مدرسة المستقبل وهي تعد وثيقة رسمية تؤسس للفكر المستقبلي حول الدراسة العربية ودورها في القرن الجديد، وتشكل مرتكزاً للكثير من الندوات والمؤتمرات العلمية الأخرى على مستويات محلية وعربية الأمر الذي يجعلنا غير غائبين عن هذا المجال من الفكر التربوي.
إن مدرسة المستقبل هي قاطرة المستقبل وهي مؤسسة التغيير والتطوير فإذا وضعنا في هذه القاطرة ما تحتاجه من الوفود الملائم لطبيعة الرحلة (مسافة وزمناً ومكاناً). يستطيع أن نقول إن المستقبل الذي نريده يمكن أن نصنعه بإرادة الله.
ماهية مدرسة المستقبل:
يعرّف مكتب التربية العربي مدرسة المستقبل بأنها المدرسة التي تعمل على إعداد المتعلمين لحياة عملية ناجحة مع تركيزها على المهارات الحياتية التي تلبي احتياجات المستقبل بما يخدم الجانب القيمي لدى المتعلمين (مكتب التربية العربي لدول الخليج 1420هـ).
بينما عرفها العبد الكريم بأنها المدرسة المتطورة التي يسعى التربويون لإيجادها لتلبي حاجات المتعلمين المختلفة ولتزويدهم بالأسس المناسبة لمواصلة دراستهم الجامعية أو ما في مستواها، وتزودهم بما يؤهلهم للعيش بفاعلية وبتكيف في مجتمعهم الحديث (العبد الكريمـ، 1423هـ). واعتقد أن العبد الكريم تجاوز النظرة التحليلية الفلسفية ودخل مباشرة في التعريف الإجرائي وهو تعريفاً يبدو أكثر واقعية ووضوح.
هذا وقد نحى التربويون من خلال ما ورد في الأدب التربوي ثلاث مناح في النظرة إلى مدرسة المستقبل: الأول النظرة الجزئية: حيث ينظر إلى مدرسة المستقبل من خلال عنصر واحد، بحيث يظن إن تطوير هذا العنصر كفيل بنقل المدرسة إلى أن تكون صالحة للمستقبل.
الثاني النظرية التقنية: وهي التي تفترض وتركز على الجانب التقني المعلوماتي في التدريس، وتفترض أن ثقافة المعلومات تمتلك عصا سحرية لنقل المدارس من مدارس بدائية تقليدية إلى مدارس المستقبل، مدارس القرن الواحد والعشرين، مدارس الألفية الجديدة، المدارس الإلكترونية، المدرسة الذكية.
الثالث: النظرة الشمولية: وهي النظرة التي تفترض أن تطوير المدارس عملية معقدة يشترك فيها عناصر عديدة وتتأثر بعوامل كثيرة ويرى أصحاب هذه النظرة أن تطوير المدرسة لصنع ما نسميه مدرسة المستقبل يحتاج إلى جهد متعدد الأبعاد.. وترى هذه النظرة أننا لا نتعامل مع مدرسة خيالية نختلقها في أذهاننا، بل نتعامل مع مدرسة على أرض الواقع بكل عوائقه وبكل نواقصه وبإمكاناته المتواضعة، مدرسة مرتبطة تطوراً وتأخراً بمنظومة ومؤسسات المجتمع الأخرى… واعتقد أن هذه النظرة هي النظرة الواقعية التي تلامس مشاعر وعقول الكثيرين منا.
مقارنة بين مدرسة المستقبل والتقليدية
هذا وقد أورد العبد الكريم مقارنة بين مدرسة المستقبل والمدرسة التقليدية من خلال الجدول الآتي:
أهداف مدرسة المستقبل:
تتباين الدراسات في تحديد أهداف مدرسة المستقبل.. إلا أن هذه الورقة ستركز على أهم هذه الأهداف والتي تكاد تتفق عليها معظم الدراسات وهي:
– تحسين المخرجات التعليمية من خلال تجويد العمليات التعليمية.
– التطلع إلى المستقبل والقدرة على التعامل مع متغيراته مع المحافظة على ثوابت الأمة وقيمها.
– بناء الفرد بناء شاملاً للجوانب العقلية الوجدانية والمهارية والسلوكية وإعداد المتعلمين لمواجهة التحديات الصعبة والمتغيرات المتلاحقة.
– توظيف التقنية الحديثة لخدمة العمل التربوي.
وأضافت المنظمة العربية للتربية أهداف أخرى لمدرسة المستقبل منها:
– إكساب المتعلم مهارات التعلم الذاتي، والبحث والحصول على المعرفة والتعامل معها واستخدامها.
– إكساب الفرد أنماط التفكير، وبخاصة التفكير الناقد، التفكير الإبداعي العلمي، والتفكير الموضوعي…
– تحقيق ودعم المشاركة والمسؤولية المجتمعية، في تخطيط التعليم وإدارته، بما يضمن مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية (المنظمة العربية للتربية، 1401هـ).
إن الأهداف التي تنشدها مدارس المستقبل تتطلب منهجاً ذا مواصفات عالية، وقد أبرزت الدراسات والأبحاث التربوية ما يلي:
– التحول من التعلم المتمركز حول المنهج إلى التعلم المتمركز حول الطالب (العبد الكريم، 1423هـ).
– الاهتمام بالجانب العملي والتطبيقي والتخصصات المهنية والرؤية المستقبلية لمتطلبات التنمية (إدارة تعليم عسير، 1423هـ).
– إتباع أسلوب اللامركزية في وضع المناهج لمراعاة الاختلافات البيئية.
– أن تولي المناهج اهتماماً كبيراً بالأنشطة اللاصفية مثل زيارات النوادي العلمية والمتاحف ومؤسسات البحث العلمي والمراكز الإنتاجية (أبو نبعة، 1423هـ).
– التركيز على منظومة القيم والأخلاق لمواجهة الأخطار الناجمة عن التطور العلمي والتقني (المنظمة العربية للتربية، 1421هـ).
– مساعدة الطالب على إتقان أكثر من طريقة للتعلم كالتعليم التعاوني والابتكاري والاستشكافي (مصطفى، 2005م).
– الاهتمام باللغات الحية الأجنبية باعتبارها أداة للتواصل مع الآخرين (الشوملي، 2001م).
– اعتماد تقانات التعليم الحديثة كأساس في التعليم ليس كوسيط وتوفيرها بأشكالها المختلفة للوصول إلى المعلومات بأسهل الطرق وأقلها تكلفة…
بطبيعة الحال وعلى ضوء ما ورد في مناهج مدارس المستقبل والأهداف التي تنشدها فإن الأمر يحتاج إلى نوع معين من التقويم، ومن المباني المدرسية أو التجهيزات وعملية التمويل برمتها.
وفي إطار جهود واهتمامات الدول وبخاصة المتقدمة منها لتطوير أنظمتها التربوية والتعليمية من أجل مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجهها، انطلقت مجموعة من التجارب العلمية في مجال المدرسة الحديثة القادرة على الوفاء بمتطلبات المستقبل وأعبائه ومن هذه التجارب:
– مدارس كسر القالب Break The Mold Schools
– مدارس الميثاق Chatters Schools
– المدرسة المتعلمة The Learning Schools
– المدرسة الإلكترونية The Electronic School
– المدرسة النوعية School Driven Quality
– المدرسة المبدعة The Creative School
إعداد/ سعاد بنت إبراهيم البراهيم