منصة حفر أحد آبار النفط / pixabay

نشأة هندسة البترول وتاريخها

يعود تاريخ هندسة البترول إلى التسعينات من القرن التاسع عشر في كاليفورنيا. وهناك تم استخدام الجيولوجيين في ربط مناطق إنتاج البترول ومناطق إنتاج الماء من بئر إلى بئر لمنع تسرب الماء إلى داخل مناطق إنتاج البترول.

ومن هنا جاءت معرفة إمكانية تطبيق التقنية على عمليات تطوير حقول البترول . وفي سنة 1914 أنشأ المعهد الأمريكي لمهندسي التعدين ومعالجة المعادن (AIME) لجنة تقنية خاصة بالبترول. وفي سنة 1957 تم تغير اسم المعهد (AIME) إلى المعهد الأمريكي لمهندسي التعدين ومعالجة المعادن والبترول.

وتم إدخال مناهج تقنية البترول في جامعة يتسبرج Pa. ، في سنة 1910 وتضمنت مناهج في التطبيقات القانونية والصناعية في البترول والغاز ؛ وفي سنة 1915 منحت الجامعة أول شهادة في هندسة البترول . وفي سنة 1910 أيضاً منحت جامعة كاليفورنيا في بيركلي أول مناهج في هندسة البترول وفي سنة 1915 تم عمل منهج دراسي لمدة أربع سنوات في هندسة البترول.

وبعد هذه الجهود الرائدة، انتشرت المناهج المتخصصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وفي البلدان الأخرى. وفي الفترة من 1900 إلى 1920 ركزت هندسة البترول على مشاكل الحفر مثل عمل نقط تغليف لمنع تسرب الماء وتصميم سلاسل أنابيب الحفر وتحسين العمليات الآلية للحفر وضخ البئر.

وفي العشرينات من القرن الماضي بحث مهندسو البترول عن وسائل لتحسين تطبيقات الحفر وتحسين تصميم البئر باستخدام المقاييس المناسبة للأنابيب وللاختناقات ولحشوات منع التسرب.

ولقد صمموا أشكالاً جديدة من المخارج الصناعية، بصفة مبدئية المضخات ذات القصبة ومخارج الغاز، ودرسوا كيفية تأثير طرق الإنتاج على النسب بين الغاز والبترول وعلى معدلات الإنتاج. لقد تقدمت تقنية موائع الحفر، وأصبح الحفر الموجه عملية معروفة.

وأدت الأزمة الاقتصادية الناتجة من الاكتشافات الوفيرة في حوالي سنة 1930 في حقل تكساس الشرقي العملاق إلى تركيز هندسة البترول على نظام الخزان الكلي ومحتواه من البترول والماء والغاز بدلاً من التركيز على البئر الواحد. وأدت دراسة أفضل المسافات بين الآبار في الحقل بأكمله إلى ظهور مفهوم هندسة الخزان. وأثناء تلك الفترة لم يكن هناك تجاهلاً لآليات الحفر والإنتاج. وزادت معدلات اختراق الحفر بنسبة 100 في المائة تقريباً في الفترة من 1932 إلى 1937.

وتم إدخال البتروفيزياء ( تحديد مواصفات المائع والصخر ) في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي . وبحلول عام 1940 تم تطوير التسجيل الكهربائي إلى الدرجة التي يمكن بها عمل تقديرات لتشبع صخور الخزان بالبترول والماء . وبعد الحرب العالمية الثانية استمر مهندسو البترول في تطوير تقنيات تحليل الخزان والبتروفيزياء.


ويعتبر الحدث غير العادي في فترة الخمسينيات من القرن الماضي هو ظهور الصناعة البحرية للبترول كتقنية جديدة تماماً. في البداية كان القليل معروفاً عن أمور مثل ارتفاع الأمواج وقوة الأمواج وانضم المتخصصون في علوم البحار والمهندسون البحريون إلى مهندسي البترول ليضعوا مستويات قياسية للتصميم. تحولت زوارق الحفر في الماء الضحل إلى منصات متحركة ثم تحولت إلى زوارق مزودة برافعة وأخيراً تحولت إلى سفن نصف غاطسة وسفن حفر عائمة.

المصادر
ملتقى المهندسين العرب
مدونة العلم والحياة

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

انطلاق النسخة العاشرة من معرض أبوظبي الدولي للتمور

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *