نشأة مفهوم التنمية المستدامة ومجالاتها واهميتها

يعد مفهوم التنمية المستدامة Sustainable Development من المفاهيم الحديثة نسبيا، حيث ظهر في عام 1980 في نشرة خاصة لحماية البيئة، وفي عام 1987 تم استخدام هذا المصطلح في أحد التقارير الصادرة عن اللجنة العالمية للبيئة والتنمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وقد استخدم مصطلح التنمية المستدامة في حينه للدلالة على ان التنمية بمفهومها الشامل تلبي حاجات الحاضر دون ان تتسبب بالخطر للأجيال القادمة.

مفهوم التنمية المستدامة

تتعدد تعريفات مصطلح التنمية المستدامة تبعا للجهة أو المنظمة أو الهيئة التي تتعامل مع هذا المفهوم.

فحسب منظمة الفاو فيما يتعلق بالزراعة فهي تعتبر التنمية الزراعية من متطلبات التنمية المستدامة، حيث تتمثل في استدامة السلسلة الغذائية (ابتداءً من المنتجين حتى المستهلكين مرورا بالتصنيع وحتى التسويق) واستدامة استخدام الأراضي لضمان سبل معيشة وافية وأمن غذائي داخل البلدان وفيما بينها.

أي باختصار تقوم التنمية المستدامة على تحسين ظروف المعيشة لجميع الأفراد دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض على التحمل.

ومفهوم التنمية المستدامة لم يتوقف على المفهوم الزراعي الذي بدأ منه انما تطور ليشمل كافة أوجه الحياة وهي باختصار حسب تعريفي ومفهومي ووجهة نظري والشعار الذي انادي به دائما ” بناء الإنسان و إحياء الأرض” حيث تبدأ التنمية المستدامة من عملية بناء الإنسان الذي بدوره يقوم بعملية تطوير وإحياء الأرض والمجتمعات والأعمال التجارية بشرط ان تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها، أي انها أصبح لها أبعاد توافقية تشمل بعد النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعي وحفظ الموارد الطبيعية والبيئية. لذلك كان الاهتمام بعدم استنزاف الثروات الطبيعية غير القابلة للتجدد.

مثلا برميل النفط الذي نحرقه اليوم يحتاج الى مليون سنة كي ننتج مثيله إذا توفرت الشروط لإنتاجه مثل وجود الديناصورات على سبيل المثال، هذه الشروط لا يمكن أن تتوفر، لذلك يوما ما سنفقد النفط الى الأبد.. ومن واجبات التنمية المستدامة التفتيش عن البديل غير النفطي.. اليوم يوجد نباتات تؤمن الوقود الحيوي المتجدد وله نفس مميزات الديزل وصديق للبيئة.

علاقة التنمية المستدامة بالتربية والتعليم

مما لا شك به أن التربية والتعليم هما مدخل التغيير والإصلاح والحلول لتراكم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وما أفرزته من فقر وجهل واستبداد وصراع ونزاعات وحروب.

والاعتماد على الإصلاح التعليمي والتربوي لوحده لا يكفي وسيكون اصلاحا منقوصاً وسيأخذ وقتا طويلا .. لا بد أن يترافق مع الإصلاح المجتمعي ليكون لدينا اصلاحات شاملة لأن إصلاح المجتمع هو الذي يحقق إصلاح التربية واصلاح التربية هو الذي يثبت اصلاح المجتمع ويحقق له التنمية المستدامة للأجيال المقبلة.

التنمية المستدامة وتحقيق معادلة الإنتاج والاستهلاك

ليس كل من يمتلك المال يستطيع أن يهدر الموارد كما يريد.. المال لك لكن الموارد للجميع.. لذلك يمكن اعتبار الاستهلاك والإنتاج هما وجهان لعملة واحدة فعندما يحدث خلل بأي منهما فإنه يؤدي إلى إلحاق الضرر بالآخر أيضا ، فعندما يتم التخطيط الجيد لكل منهما ضمن تنمية مستدامة فإن ذلك يساعد في استهلاك موارد أقل وتحقيق نتائج أعلى .


التنمية المستدامة والبيئة والطاقة

كما ذكرنا الإقلال من استعمال النفط وايجاد البدائل المتجددة الغير نفطية هي من الأشياء التي تم التخطيط لها من قبل مفهوم التنمية المستدامة ومن أهم آثارها إزالة الكربون من الطاقة وعدم استخدام الكربون أو الفحم في إنتاج الطاقة مرة آخرى ، وذلك بحلول عام 2050 وهذا سوف يساعد في توفير قدر كبير من الطاقة النظيفة الغير ملوثة للبيئة وسوف يتم تقديمها أيضا للمستهلك بسعر أقل.

أما ابعاد التنمية المستدامة تتجسد في :

•الكرامة من أجل القضاء على الفقر ومحاربة عدم المساواة
•الازدهار في تنمية اقتصاد قوي وشامل وتحولي
•العدالة من أجل تعزيز المجتمعات الآمنة والسلمية والمؤسسات القوية

الدكتور عامر الدهان. سوريا

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

النمو السكاني وتأثيراته البيئية.. تحديات وفرص

النمو السكاني Population Growth موضوع يشغل العالم اليوم لما يحمله من تأثيرات كبيرة على البيئة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *