المعنى اللغوي للتقويم:
يمكن تحديد معنى التقويم من الناحية اللغوية كما يلي :
في قواميس اللغة :قوم السلعة تقويما أي أعطاها قيمة مادية.
وقوم الشيء أي عدله أو أزال اعوجاجه وجعله قويما أو مستقيما
(وقوم الشيء أي قدر قيمته مثل قوم السيارة أي جعل لها قيمة معلومه وسعرها ).
وفي قواميس اللغة ,لفظ التقويم مشتق من الفعل”قوم” , وقوم الشيء بمعنى قدره ووزنه وحكم على قيمته وعدله.والتقويم بهذا المعنى يعني بيان قيمة الشيء,وكذلك تصحيح ما اعوج ,فنحن حين نقوم أداء الطفل فإنما نقوم بذلك لنقومه ,أي نثمنه ونبين قيمته ونخلصه من نقاط الضعف.
التقويم في القرآن الكريم:
يقول الله عزوجل ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم))(سورة التين,آيه4)
ويتضح من الآية الكريمة فضل الله على الإنسان فلقد أحسن شكله وصورته , وصفاته وميزه بالعقل.
وكذالك يقول تبارك وتعالى : ((والسماء رفعها ووضع الميزان*ألا تطغو في الميزان * وأقيمو الوزن ولا بالقسط تخسروا الميزان))(سورة الرحمن,آيه 7-9)
وعندما تولى عمر بن الخطاب الخلافة خطب الناس قائلا:” إن أحسنت فأعينوني ,وإن أسأت فقوموني…من رأى في إعوجاجا فليقومه “.
مفهوم التقويم:
ومن تعريفات التقويم التي وردت في الأدبيات ما يلي:
التقويم هو تقدير مدى صلاحية أو ملائمة شيء ما في ضوء غرض ذي صله.
ويعرف فؤاد أبو حطب وسيد عثمان التقويم بأنه ” عملية إصدار الحكم على قيمة الأشياء أو الأشخاص أو الموضوعات”.
مفهوم التقويم التربوي :
وفي مجال التربية ,يعرف التقويم بأنه:” العملية التي يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها المنهج.وكذالك نقاط القوه والضعف به ,حتى يمكن تحقيق الأهداف المنشودة بأحسن صوره ممكنة”.
التقويم والقياس والتقييم:
تتداخل بعض المصطلحات مع مصطلح التقويم مثل: القياس والتقييم, ولا يمكن القول أنه لا توجد علاقة بينهم بل إن هناك علاقة وثيقه بينهم من جانب , وأن لكل مصطلح دور يتميز به من جانب آخر.
القياس والتقويم:
القياس لغة من الفعل الثلاثي “قاس” بمعنى قدر ,ونقول قاس المرء الشيء بغيره أو على غيره أي قدره على مثاله ,وتقدر الأشياء تقديرا كميا عن طريق استخدام أداة مقننة.
والقياس هو العملية التي نحصل من خلالها على قيمة رقمية”درجة”لصفة من الصفات أو خاصية معينة وفقا لبعض المعايير والمحكات.
ويعرف القياس بأنه تقدير الأشياء كميا وفق إطار معين من نفس الشيء أو الخاصية بهدف معرفة كم من الوحدات يتضمنها هذا الشيء.
أبرز الفروق بين القياس والتقويم:
القياس يهتم بوصف السلوك ,أما التقويم فيحكم على قيمته.
القياس يقتدر على التقدير (الوصف) الكمي للسلوك, مما يجعله يعتمد على الأرقام في إعطاء النتيجة النهائية للموضوع المقاس .أما التقويم فيشمل التقدير الكمي والتقدير الكيفي للسلوك.
القياس يكون محدودا ببعض المعلومات عن الموضوع المقاس, أما التقويم فيعد عملية تشخيصيه علاجيه في آن واحد.
القياس يعتمد على الدقة الرقمية فقط ,أما التقويم فيعتمد على عدد من المبادئ والأسس.
القياس يقتصر على إعطاء وصف للموضوع المراد قياسه دون أن يعطي اهتماما للربط بين جوانبه.
التقييم والقياس والتقويم:
التقييم أو التقدير يختلف عن القياس فإذا كان القياس يعني ” إعطاء قيمة رقمية لصفة من الصفات “فإن التقييم يعني “تقدير قيمة الشيء”.
ومن ذالك يتضح أن التقييم هو تحديد قيمة الشيء فمثلا يمكن أن نصف حقيبة ما عند حملها بأنها ثقيلة أو خفيفة وقد لا يعتمد هذا الحكم على القياس (استخدام مقاييس) أي وزنه ,ومن جانب آخر فهذا الحكم يعتبر تشخيصيا فقط لحالة الحقيبة دون الانتقال إلى مهام أخرى.
مراحل التقويم:
1. التقويم القبلي ( قبل بدء العملية التعليمية ) يهدف هذا التقويم إلى تحديد درجة امتلاك المتعلم لمجموعة من المهارات تعد لازمة للتعليم الجديد ومن ثم يمكن للمعلم أن يتخذ قرارات في ضوء ذلك و من وظائف هذا التقويم ما يلي :
أ – تحديد مستوى الطلاب لدراسة معينة .
ب – تحديد الاستعداد أو المعلومات السابقة و تشخيص الضعف أو صعوبات التعلم .
2. التقويم البنائي (في إطار استمرارية التقويم أثناء العملية التعليمية ) و يهدف إلى تزويد المعلمين و الطلاب بتغذية راجعة مستمرة عن مدى تعلم الطلاب و مدى تحقق الأهداف السلوكية أولا بأول .
3. التقويم التشخيصي العلاجي : ويكون أثناء عملية التعليم و التعلم لتصحيح و تعديل المسار.
4. التقويم النهائي ( في نهاية العملية التعليمية ) يهدف إلى تزويد المعلمين و الطلاب بمعلومات عن مدى تحقق الأهداف التعليمية ومن وظائفه:
أ – تقويم فاعلية التدريس .
ب – مقارنة النتائج التي حصلت عليها مجموعة من الطلاب بنتائج مجموعة أخرى .
ج – نقل الطلاب من مستوى تعليمي إلى مستوى تعليمي آخر.