مرض الرقبة النصية واستخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية

يتسبب استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية لساعات طويلة في الإصابة بآلام في الرقبة والظهر ، وتعرف هذه الآلام بمرض الرقبة النصية Text Neck والذي لم يكن معروفا قبل اختراع هذه الأجهزة التي غزت حياة الإنسان في الوقت الحالي.

ومرض الرقبة النصية ينتج بسبب الجلوس ‫لفترة طويلة والرأس منحنية إلى الأمام أثناء استعمال الهواتف الذكية ‫والحواسب اللوحية. وتسهم الرياضة في محاربة هذا المرض، ولكن الحل الجذري ‫يتمثل في عدم المبالغة في استعمال الأجهزة الذكية واللوحية.

وحول مرض الرقبة النصية قال الطبيب الألماني “فولفغانغ بانتر” ( إن استعمال الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية الحديثة ‫يؤدي إلى البقاء في وضعية غير طبيعية لساعات طويلة أثناء فحص البريد ‫الإلكتروني أو قراءة الأخبار أو إجراء المحادثات أو تصفح الإنترنت، ‫مسبباً الإصابة بآلام الرقبة والعمود الفقري).

ووضع بانتر (أن ‫الشباب أكثر عُرضة للإصابة بالرقبة النصية، نظراً لأن العمود الفقري ‫لديهم يكون مرناً للغاية، مشيراً إلى أن هذا الخطر يهدد أيضاً الأكبر ‫سناً في حال قراءة الجرائد الإلكترونية لساعات طويلة، إذ إن المستخدم ‫يبقى في وضعية غير طبيعية لفترات طويلة).

هذا وفي عام 2014 قام الدكتور ” كينيث هانزراج ” اختصاصي جراحة العمود الفقري في امريكا باجراء دراسة لمعرفة القوى التي تؤثر على العمود الفقري عند النظر إلى الهواتف ‫الذكية والحواسب اللوحية أو الكتابة عليها. ‫

وبينت الدراسة انه كلما زادت درجة انحناء العنق زاد العبء على الفقرات ‫العنقية وهذا يؤثر على العمود الفقري، فرأس الشخص البالغ التي تزن ما يتراوح بين أربعة ‫إلى ستة كيلوغرامات، تؤثر على العمود الفقري بقوة تبلغ نحو 13 كيلوغراماً ‫عند إمالة الرأس إلى الأمام بزاوية 15 درجة تقريباً.

وحول هذه النتائج الخطيرة بين الدكتور هانزراج (أنه كلما زادت درجة الانحناء، زاد العبء على الفقرات ‫العنقية، مشيراً إلى أن عند النظر إلى شاشة الهاتف الذكي عادةً ما تكون ‫بزاوية ميل الرقبة ستين درجة تقريباً، وبالتالي تؤثر على الرقبة والظهر قوة ‫تبلغ 27 كيلوغراماً، أي ما يعادل وزن طفل في السابعة من عمره تقريباً، وانه وكلما تكررت هذه الوضعية وطالت مدتها، ارتخت الأكتاف إلى الأمام وانبسطت ‫عضلات الرقبة وانقبضت عضلات الصدر وزاد التحميل على العمود الفقري، مما ‫يتسبب في الإصابة بالشد العضلي والصداع، وفي أسوأ الأحوال تآكُل الأقراص ‫الفقرية بشكل سابق لأوانه).

‫كذلك فقد حذر الأمين العام للجمعية الألمانية ‫لجراحة العظام والحوادث البروفيسور “بيرند كلادني”، من المبالغة في استعمال الهواتف الذكية ‫والأجهزة اللوحية، إذ إنها تتسبب في تمدد الانحناء الطبيعي للعمود‫ الفقري مما قد يتفاقم في أسوأ الحالات إلى الإصابة بالحُداب، أي تقوس ‫العمود الفقري إلى الخلف.


تدابير وقائية

إن استعمال الهواتف الذكية ‫والأجهزة اللوحية لساعات طويلة وبوضعية ثابته للرقبة والعمود الفقري قد يؤدي إلى تقوس ‫العمود الفقري إلى الخلف وينصح الطبيب الألماني بانتر بممارسة بعض ‫التمارين باستمرار، مثل النظر إلى الأفق بشكل متكرر، وذلك كتدريب لعضلات ‫العين والرقبة، وممارسة رياضة المشي مع الانتباه إلى المحافظة على استقامة العمود الفقري واهم ما يمكن ان ينصح به الخبراء هو عدم المبالغة في استخدام هذه الأجهزة الحديثة ذات التأثيرات الخطيرة على الجسم.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

نصائح غذائية في عيد الفطر المبارك

خلال شهر رمضان، اتبع الصائمون نمطا غذائيا يختلف تمام عن نمطهم الغذائي خلال الأيام العادية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *