كيف تتعامل مع المصاب بحادث قبل وصول الإسعاف ؟

إذا رأيت شخصا وقد وقع لتوه من عل وتظن أنه ربما يكون قد كسر ساقه او ذراعه، من الضروري استدعاء الإسعاف، لكن لا بد من مساعدته في الحال وأول ما ينبغي عمله هو التأكد من أن ما سبب حادث الوقوع لن يسبب لك وللآخرين أي ضرر، لذلك يجدر البحث عن السبب الذي أدى إلى الوقوع سواء كان تيارا كهربائيا أو عثرة، وتلافيها ثم تتفحص الوضع لمعرفة حالة المصاب، هل هو واع او مغمى عليه وهل هو قادر على التنفس بشكل مريح وطبيعي؟

ثم تتحرى عن وجود اي اصابات ظاهرة بالرأس والجسم والأطراف، فقد تجده ينزف بغزارة وهناك خطر على حياته إذا استمر هذا النزيف، فما العمل ؟

إذا كان هناك نزف شديد فأفضل ما تفعله هو وضع كمادة أو قطعة قماش نظيفة فوق الجرح والضغط عليه بقوة حتى يتوقف النزف، وإذا استمر النزف بالرغم من ذلك فما عليك إلا أن تضع كمادة ثانية وثالثة إلى أن ينقطع الدم ويصل الإسعاف.

يعتقد البعض أن ربط الذراع او الساق المجروح برباط محزوق لقطع الدم هو إجراء مفيد، لكن ذلك ليس هو الإجراء السلیم، طبعا قد يميل المرء إلى عمل ذلك وهذا في الواقع يوقف النزف لكن المشكلة هي أن هذا ايضا يمنع الدم من الوصول الى الجزء الاخر من الطرف، وهذا وضع خطر جدا وقد يؤدي بسرعة عجيبة الى اصابة الطرف بالغرغرينا، في هذه الحالة من المحتمل جدا أن يفقد المصاب كامل الذراع أو الساق.

إن وضع الطرف الجروح فوق وسادة او كتلة من الألبسة قد يساعد على تخفيف النزف لكن من الضروري عدم تحريك الطرف المجروح أكثر من اللازم.

أحيانا وضع المصاب يبين بوضوح أنه يعاني من الكسر لكن كيف يمكن معرفة ذلك في الحالات غير الواضحة؟

إذا كان المصاب واعيا بإمكانه أن يخبرك عن موقع الألم الذي يشعر به وقد يظهر تورم أو رضوض في المنطقة ايضا، أو يبدو الطرف اقصر من المعتاد أو يكون في وضع غير طبيعي كأن يكون الذراع ملتويا بشكل غير عادي او القدم في وضع معاكس لوضعه الطبيعي، فاذا كان الكسر ظاهرا بوضوح هل ينصح بتصحيح العظم لإعادته إلى حالته الطبيعية؟

من الأفضل ترك الكسر على ما هو ، فقد يسبب تدخل المسعف الضرر أكثر من المنفعة، فمثلا قد تلاحظ عظما بارزا من خلال الجلد وتحاول ان تقومه، لكن ما يحدث هو ان هذه المحاولة قد تدفع العظم من الجلد وتسبب مزيدا من الضرر، وقد يكون العظم مرتكزا على شريان فيؤدي تقويمه الى الضرر بذلك الشريان.


إذا الخطوة الرئيسية لإسعاف الكسور هي تأمين الراحة للمصاب ريثما يصل الإسعاف، والغاية هي إراحة المصاب بالكسر لتخفيف ألمه وعدم تحريك العضو المكسور ما أمكن، ورفعه فوق وسادة او مسند او حتى كتلة من الأغطية لتثبيته ومنع حركته، وعندما يصل المصاب الى المستشفى يجلس كسره ويضمد جرحه، ومن المستحسن أعطاره حقنة ضد الكزاز خشية أن يكون قد تعرض لتلويث من خلال الجرح.

د. احمد عبدالحليم الغول
اختصاصي الجراحة العامة

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

انطلاق النسخة العاشرة من معرض أبوظبي الدولي للتمور

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *