تعد صعوبات التعلم من التحديات التي تواجه العديد من الأطفال، مما يستدعي ضرورة تشخيصها بشكل دقيق لضمان تقديم الدعم التعليمي المناسب.
ويعتمد تشخيص الأطفال ذوي صعوبات التعلم على ثلاثة معايير رئيسية تضمن التفريق بين صعوبات التعلم واضطرابات أخرى قد تشابهها في الأعراض.
تشمل هذه المعايير محك التباعد أو التباين، ومحك الاستبعاد، ومحك التربية الخاصة.
1. محك التباعد أو التباين: مؤشرات واضحة لصعوبات التعلم
يشير هذا المعيار إلى وجود تفاوت ملحوظ في نمو الطفل يمكن ملاحظته في جوانب متعددة، منها:
– التباين في القدرات النفسية: يظهر الأطفال ذوو صعوبات التعلم تفاوتاً في تطورهم النفسي، مثل صعوبة الانتباه، وضعف التمييز الحسي، ومشكلات في اللغة، بالإضافة إلى تحديات في القدرة البصرية الحركية والذاكرة وإدراك العلاقات.
– التباين بين النمو العقلي والتحصيل الأكاديمي: يعاني بعض الأطفال من اختلاف واضح بين مستوى ذكائهم العام أو الخاص ومستوى تحصيلهم الأكاديمي. حيث يمكن ملاحظة هذا التفاوت في مرحلة ما قبل المدرسة من خلال عدم التوازن في النمو، في حين يظهر التخلف الأكاديمي في مستويات صفية مختلفة.
2. محك الاستبعاد: تحديد الصعوبات التعليمية بوضوح
يركز هذا المعيار على استبعاد أي أسباب أخرى قد تؤدي إلى صعوبات في التعلم، مثل:
– استبعاد التخلف العقلي العام: حيث يجب التحقق من أن صعوبات التعلم لا تعود إلى تخلف عقلي عام.
– استبعاد الإعاقات الحسية: كالصمم أو فقدان البصر، حيث تؤثر هذه الإعاقات على القدرة التعليمية بشكل مباشر. في هذه الحالة، يتطلب الطفل برنامجاً تربوياً خاصاً يتناسب مع نوع الإعاقة.
– استبعاد الاضطرابات الانفعالية: والتي يمكن أن تؤثر على الأداء الأكاديمي للطفل.
– استبعاد نقص فرص التعلم: مثل الأطفال الذين لم تتح لهم فرص تعليمية كافية، حيث يجب استبعاد هذا العامل عند تشخيص صعوبات التعلم.
3. محك التربية الخاصة: أهمية التعليم المتخصص للأطفال ذوي صعوبات التعلم
يشير هذا المعيار إلى أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم لا يمكنهم التعلم بالطرق التقليدية ويحتاجون إلى وسائل تعليمية خاصة. يشمل ذلك:
– استخدام استراتيجيات تعليمية مخصصة: تعتمد على تحليل دقيق لاحتياجات الطفل التعليمية.
– تحديد برنامج علاجي ملائم: يتم ذلك من خلال إجراء اختبارات تشخيصية دقيقة لقياس الفجوة بين قدرات الطفل وتحقيقه الأكاديمي. يُعد هذا المعيار ضرورياً لتقديم الدعم التعليمي المناسب الذي يمكن الأطفال من تحقيق تقدم ملموس في التعلم.
إن تشخيص صعوبات التعلم لدى الأطفال يعد خطوة حاسمة في تحديد الأساليب التعليمية المناسبة التي تساعدهم على التغلب على التحديات الأكاديمية.
ويتطلب ذلك اتباع معايير دقيقة تضمن التفريق بين صعوبات التعلم والاضطرابات الأخرى، مما يسهم في توفير بيئة تعليمية ملائمة تدعم نمو الأطفال وتطوير قدراتهم الأكاديمية والاجتماعية.