مدينة فاراناسي الهندية تعد من المدن الغريبة في العالم ، فهذه المدينة والتي وصفها الكاتب الأمريكي ” مارك توين ” بانها مدينة أقدم من التاريخ، وأقدم من التقاليد، وحتى أقدم من الأساطير.
ومدينة فاراناسي هي العاصمة الروحية للديانة الهندوسية من الف عام، وهي تعيش في حالة عزلة عن التطور الذي يحدث في القرن الحادي والعشرين.
انها مدينة لا تعطي اهمية للمستقبل فهي مدينة الموت حيث يحتفل بالموت الذي عتبر طريقا للعبور من جانب الى آخر، لدرجة جعلت شوارعها تمتلئ بالأشخاص الذين يمارسون تقاليد متعلقة بالموت.
وتتميز مدينة فاراناسي وتشتهر بين اتباع الديانة الهندوسية بانها واجهة الموت حيث يتم حرق جثث الموتى فيها على مدار الساعة ، وان عملية الحرق سوف تحرر ارواح الموتى وتجعلها جزء من الروح الإلهية الخالدة في النعيم.
وعملية حرق الجثث تتم بطقوس متعددة وأن عملية تحرير روح الميت تبدأ من على عتبات الدرج الذي يقود الى نهر غانج حيث توجد كثير من محارق جثث الموتى.
وخلال مراسم الحرق يتم تغطية الجثة بكميات كبيرة من خشب الصندل وتزين الميت ببعض الأقمشة ذات الألوان الزاهية بتقاليد اجتماعية خاصة ، وبالنسبة للمتدينين من أتباع الديانة الهندوسية، مدينة فاراناسي هي المكان الأمثل لمفارقة الحياة.
هذا ويتم تُجمع أجساد الموتى على أعتاب الدرج الذي يقود إلى نهر “غانغ” في طقس غنائي، ويتم حرقها هناك أمام جموع من المشاهدين.
وفي مدينة فاراناسي تعد تجارة الموت مزدهرة بشكل كبير، حيث توجد فنادق خاصة للأشخاص الذين على “فراش الموت”، مثل فندق “كاشي لاب موكتي بافان”، الذي لا يقبل سوى النزلاء الذين من المتوقع أن يوافوا منيتهم في فترة لا تتجاوز الـ 15 يوماً، ما يعني أن الفندق يوفرأسرّة للموت.
وبالرغم من تلوث مياه نهر غانغ برماد الموتى وغيرها من الملوثات الأخرى إلا انه يعد لدى الهندوس ممثلا للنقاء والطهارة حيث تستحمون بمياهه ويغتسلون وينثرون رماد موتاهم فيه، انها قصة غريبة بين الموت والحياة في هذه المدينة التي تفوح منها رائحة الدخان وأجساد الموتى المحترقين.