تعد قدرة بعض النباتات على انتاج الحرارة من الظواهر الطبيعية الغريبة، حيث اكتشف الباحثون قدرة بعض النباتات العجيبة على توليد الحرارة وبشكل طبيعي في المناخات الباردة، حيث تعمل على اذابة الثلوج الذي يحيط بها والذي تصل حرارته الى اقل من 15 درجة تحت الصفر، وهذه العملية تعرف باسم التوليد الحراري.
والتوليد الحراري هو العملية التي تولد من خلالها نباتات معينة الحرارة من خلال عمليات التمثيل الغذائي من أجل الحفاظ على درجة حرارتها الداخلية. وغالبًا ما تستخدمه النباتات للمساعدة في جذب الملقحات أو للمساعدة في إنبات البذور.
الباحثون الذين درسوا تلك النباتات، تبين لهم قدرتها الفائقة على توليد طاقة حرارية تكفي لإذابة الجليد من حولها، فبالرغم من انخفاض الحرارة حولها إلا أن حرارة النبات كانت ما بين 30 و 36 درجة سلسيوس، فكيف تمكنت هذه النباتات العجيبة من إطلاق هذه الحرارة؟
معجزة إلهية
زود الله تلك النباتات العجيبة بنظام خاص لتحسس درجة الحرارة من حولها، فعندما تنخفض درجة الحرارة من حولها، تحدث في داخل تلك النباتات تفاعلات كيميائية تولد طاقة حرارية تعمل على تسخين الجليد من حولها وإذابته، وبالتالي تستطيع العيش في مثل تلك الأجواء المتطرفة والقاسية.
ومن تلك النباتات القادرة على إنتاج الحرارة، نبات يدعى skunk cabbages واسمه العلمي Symplocarpus foetidus وهو من أنواع الملفوف، وينمو النبات على المنحدرات الثلجية، حيث يستطيع أن يولد حرارة تكفيه للنمو في الثلوج والجليد، وتكون درجة حرارة النبات بحدود 30 درجة سلسيوس.
وهذا النباتات معروف بأوراقه الكبيرة الشبيهة بالكرنب ورائحته المميزة. توجد عادة في الأراضي الرطبة والبيئات الرطبة الأخرى في أمريكا الشمالية وآسيا.
يأتي اسم skunk cabbages المعروف باسم “ملفوف الظربان” من الرائحة القوية الكريهة التي ينتجها النبات. تشبه هذه الرائحة رائحة رذاذ الظربان ويستخدمها النبات كآلية دفاع لردع الحيوانات عن أكلها.
يُعرف ملفوف الظربان أيضًا بقدرته الفريدة على توليد الحرارة الخاصة به، مما يسمح له بالازدهار مبكرًا في الربيع عندما تكون درجات الحرارة لا تزال باردة. ينتج النبات الحرارة من خلال عملية تسمى التوليد الحراري، والتي يعتقد أنها ناتجة عن انهيار النشويات المخزنة.
بالإضافة إلى خصائصه المثيرة للاهتمام، تم استخدام ملفوف الظربان للأغراض الطبية من قبل بعض القبائل الأمريكية الأصلية. تم استخدام النبات لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك الصداع والسعال والروماتيزم.
يقول الباحثون الذين درسوا تلك النباتات، أنهم لا يمتلكون لغاية الآن تفسيرا علميا دقيقا للكيفية التي يتحسس بها النبات درجة الحرارة المحيطة به، كما أنهم لا يعرفون كيفية توليد الحرارة، وأنهم يسعون لمعرفة ذلك من اجل الاستفادة منها مستقبلا في تطوير معدات ووسائل لتوليد الطاقة الحرارية بطريقة تحاكي الآلية التي تمت برمجة تلك النباتات بها، فسبحان من أبدع في خلقه.