طرق مواجهة العولمة والهيمنة الثقافية

خطوات مواجهة العولمة
تطوير التعليم والمناهج التربوية
التركيز على التربية المستقبلية وإعداد المعلمين
مرتكزات اعداد المعلمين في ظل العولمة

من خلال مفهوم العولمة وأنماطها وتحدياتها يمكن تقرير مدى خطورتها على المواطن في العالم العربي والإسلامي، مما يؤكد على أهمية التصدي لآثارها السلبية.

خطوات مواجهة العولمة

ومن الخطوات التي يمكن إتباعها في ذلك ما يلي:

– تطوير المناهج التربوية واشتمالها على قضايا العصر الأكثر إلحاحاً خصوصاً تلك التي تتعارض مع قيم المجتمع بما يؤدي إلى ترسيخ عقيدة الإيمان بالله، وتأكيد قيم العلم، والحرية والإنتاج، وإقامة مشاعر السلام والأمان في عقول البشر.

– التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة الاجتماعية في غرس ودعم الخصوصية الثقافة لكل شعب في نفوس وعقول النشء، وإيجاد الحصانة الثقافية التي تحول دون تأثير مختلف الآليات الحديثة التي تستخدمها الدول المهيمنة لمحو الهويات الثقافية المخالفة للثقافة الغربية.

– مواجهة الثورة التكنولوجية والتدفق المعرفي المتزايد بانتقاء النافع من المعلومات والقدرة على استخدام المعارف في إنتاج أفكار جديدة ومواد جديدة.

– إنتاج البرامج والأفلام الهادفة، وبثها من خلال الأقمار الصناعية التي يجب أن نسعى لامتلاكها لمقارعة ما يمس حياتنا الثقافية والدينية والاجتماعية.

– تعزيز مكانة اللغة العربية في نفوس أبناء الأمة ، إذ تعد اللغة العربية من العناصر الأساسية في استمرارية الثقافة العربية لأنها مستودع تراث أمتنا العربية الإسلامية بما تحمله في طياتها من خبرات وفكر ومضامين، عبرت عن العرب في مواضي الحقب نزوعاً وفكراً وتوجهاً وتاريخاً وقيماً وعادات وتقاليد وأعرافاً، ووحدت بينهم وما تزال، وكانت أمينة على حفظ التراث، وهي الطابع المميز لهوية أبناء الأمة وجامعة كلمتهم ولغة قرآنهم الكريم، الذي أنزله الله بلسان عربي مبين.

فعلى النظام التعليمي العربي أن يعزز مكانة اللغة العربية في المناهج التربوية سيرورة على ألسنة المدرسين كافة وعلى ألسنة المتعلمين في الوقت نفسه، وعدم التساهل في هذا المجال، كما أن عليه أن يحول دون استخدام العامية في جميع الأنشطة الصفية وغيرها لأن العامية عامل تفريق على حين أن الفصيحة عامل توحيد.

وعلى النظام التعليمي أن يسهم مع الإعلاميين في نقل أمهات الكتب والمراجع من اللغات الأجنبية إلى العربية إغناء للثقافة العربية وإطلاعاً للأجيال عبر وسائل على ما ينتجه الفكر البشري أنى كان.

ويتطلب هذا من النظام التعليمي العمل على تيسير اللغة المستخدمة في أثناء عمليات التواصل، كما يتطلب منه البت في موضوع يتعلق بكيان هذه الأمة وهويتها ألا وهو موضوع التعريب، إذ إن بعض جامعات وطننا العربي ما تزال تستخدم اللغة الأجنبية في التدريس خلافاً لبديهيات الأمور وتحدياً صارخاً للهوية القومية.

كما إن الحفاظ على الهوية لا يعني الجمود في إطار من الموروث القديم، بل هو عملية تتيح للمجتمع أن يتغير ويتطور دون أن يفقد هويته الأصلية، وأن يتقبل التغيير دون أن يغترب فيه، إنه التفاعل بين الأصالة والمعاصرة، وإنه التفاعل بين الإيجابي البناء من الثقافات الأخرى وما يتفق مع مناخنا وأرضنا وتربيتنا. (السيد، 1997، 550/555).

ويمكن القول إنه مهما تعددت الأساليب والرؤى لمواجهة العولمة فإنها في النهاية تصب في قالب التربية العربية الإسلامية التي تضع إطاراً واضحاً لما ينبغي أن تكون عليه السلوكيات المرغوبة لدى الأفراد والجماعات. ( لافي، 1999، 246-247 )، وهنا لا بد من تطوير التعليم والمناهج التربوية والتركيز على التربية المستقبلية.

تطوير التعليم والمناهج التربوية

يرى العديد من الخبراء والمهتمين والباحثين أن تطوير التعليم يمكن أن يكون أحد الحلول الهامة في مجتمعنا لمواجهة العولمة، ويقررون أن العالم كله يرى أن التعليم وهو المشكلة، والتعليم هو الحل في الوقت نفسه، ومن ذلك نستنتج أنه لا بد من إعادة النظر في التعليم، ووضع الأسس اللازمة لتطويره على مستوى الوطن العربي.

ويؤكد حامد عمار هذا الرأي مقرراً أن نسبة الأمية الهجائية تصل في الوطن العربي إلى 45% مع تفاوت الأقطار، وأنه إذا أخذنا متوسط الحاصلين على التعليم الجامعي في مجمل أقطار الوطن العربي فإنه يصل إلى حوالي 5% من قوة العمل.

الأمر الذي يتضح معه أن تطوير التعليم في الوطن العربي، والذي يعرف على أنه الوصول بالعملية التعليمية في جميع المراحل التعليمية إلى أفضل صورة ممكنة، أصبح أمراً ضرورياً وحتمياً، على أن يؤخذ في الاعتبار ضرورة تحسين كل العناصر التي تشتمل عليها العلمية التعليمية وهي: المعلم من حيث تطوير إعداده وتدريبه ورعايته، والمتعلم، والمحتوى الدراسي، والكتاب المدرسي، والمرجع العلمي بالجامعة، وإدخال تكنولوجيا التعليم سواء من خلال الأجهزة Hardware أم البرامج والمواد التعليمية Software وتنمية الأنشطة التعليمية، وتحسين أساليب التقويم، وتنمية الإدارة المدرسية والجامعية وتحديثها، وتنمية ربط كل من المدرسة والجامعة بالمجتمع. (نصر، 1999، 76)، وتفعيل البحث وآلياته.

وفي إطار النظام العالمي الجديدة ( العولمة ) ستكون الوظيفة الرئيسة للتعليم هي تكريس القدرة على التكيف مع التغير المستمر Cope-Ability بحيث تتم بسرعة وكفاءة، ومن ثم سيصبح على الإنسان المتعلم أن يكون لديه رؤية عن الصور المختلفة للمستقبل بما يحمله من مشكلات وتحديات، وصور التنظيم الاجتماعي والاقتصادي المناسبة لمواجهتها.

وإن وظيفة التعليم أيضاً تكمن في تطوير الإنسان المبدع القادر على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة لمواجهة مطالب المستقبل، ومن ثم فلا بد للتعليم من التأكيد على مفهوم التعليم الشامل بما يتضمنه من تزاوج التخصصات، أو فيما يسمى بالدراسات البينية، حيث أخذ العالم، وخاصة الدول المتقدمة، في ظل عصر المعرفة وانفجار المعلومات ينحو نحو وحدة المعرفة، وهذا يتطلب الربط بين العلوم الطبيعية والرياضية والإنسانية فيما يعرف باسم العلوم البينية بدلاً من اعتبار كل علم أو مجال وحدة منفصلة. (إبراهيم وعبد المنعم، 1999، 139).

لقد انتشرت برامج الدراسات البينية في العديد من دول العالم لأنها تساعد في إيجاد فرد مبدع عن طريق إشباع ميوله ورغباته، وإعطائه حرية اختيار المناهج التي تنمي ملكاته الفطرية والإبداعية، وتحقق التعاون المثمر والفعال بين الطلاب أنفسهم، وبينهم وبين أعضاء الهيئة التدريسية من خلال حلقات البحث والمناقشة والمحاضرات.

وفي ظل هذا التغيير والمفهوم الجديد للتعليم يمكن تطبيق برامج الدراسات البينية في المراحل كافة، وما يهمنا في بحثنا هو الاقتصار على المرحلة الجامعية، ويكون ذلك من خلال إيجاد الأقسام العلمية الموحدة التي تعني إنشاء قسم علمي واحد لكل فرع من فروع المعرفة داخل الجامعة، وتتبع الأقسام العلمية إدارة الجامعة مباشرة، وإيجاد نظام المراكز العلمية التي تقوم على إنشاء عدد من المراكز العلمية داخل كل جامعة، ويختص كل مركز من هذه المراكز بأحد فروع المعرفة التي تتفق مع ظروف البيئة التي تعيش فيها الجامعة والمزايا الاقتصادية التي تتمتع بها، وينحصر عمل المركز في الشؤون العلمية والتعليمية والبحثية. (إبراهيم وعبد المنعم، 1999، 154-157).

ومما هو جدير بالذكر أن اليابان وفي ظل العولمة، تأخذ من أنظمة التعليم الأجنبية، إلا أنها متمسكة بأصالتها الموروثة وفكرها الثقافي الفلسفي ذي الجذور العريقة، وأنها من أكثر دول العالم حرصاً على السعي الدائم المدروس وراء جلب أفكار من الخارج لمساعدتها على حل ما تراه من مشاكل تعليمية، كما أنها من أقل الدول حساسية في تكيف وملاءمة الأفكار التي قد تراها أكثر نفعاً وفائدة، وإنها دائماً تتطلع إلى بث روح الابتكار وحب التطوير بين أبنائها عن طريق أسرهم، وتعمل على تنميته، حيث تسأل الأسرة أطفالها يومياً ما هو ( الكايزن ) الذي تعلمتموه اليوم، والكايزن تعني باليابانية التطوير المستمر.

وهدف التعليم المستقبلي في اليابان هو الانفتاح على المجتمع الدولي، ومساعدة المواطنين على فهم وملاحقة المتغيرات الدولية، وإن نظام التعليم الجديد يشتمل على تعليم اللغة اليابانية واللغة الأجنبية، والتربية الوطنية، والأخلاق، والتعاملات. (بخيت، 1999، 179-180).

التركيز على التربية المستقبلية وإعداد المعلمين

لقد أكد توفلر في كتابه « مدارس المستقبل » عام 1970، وفي كتابه « صدمة المستقبل » عام 1975، وفي كتابه « الموجه الثالثة » عام 1981،أن دراسة المستقبل أساسية لفهم الحاضر وإدارة أزمانه، ودعا إلى تغيير جذري في أهداف التعلم ومضامينه ليتعلم الإنسان كيف يفكر وليس فيما يفكر، ويتعلم كيف يتعامل مع التغير السريع وما يصاحبه من غموض وعدم وضوح بل وفوضى في بعض الأحيان. وقال: « في العالم التقاني الجديد سوف تتعامل الآلات مع المواد بينما يقتصر تعامل الإنسان مع المعلومات والأفكار ».

وانطلاقاً من ذلك فإن التربية المستقبلية التي ينبغي للنظام التعليمي العربي أن يأخذ بها لمواجهة التحديات هي:

التربية التغيرية لا التدويمية.
التربية الإبداعية لا تربية الذاكرة.
التربية الحوارية لا التلقينية.
التربية الديمقراطية لا التسلطية.
التربية الانفتاحية لا الانغلاقية.
التربية التقانية لا اليدوية.
التربية التعاونية لا الفردية.
التربية المستقرة لا الوقتية.
التربية التكاملية المنظومية الشاملة لا الجزئية الضيقة.
التربية العلمية العقلانية الناقدة لا النقل والتسليم.
التربية التوقعية لا العشوائية.
إن التعليم والتعلم في المستقبل يجب أن يقوما على أساس:
البحث العلمي.
التفكير الناقد.
عدم التسليم بمورثات الماضي كافة.
احترام الإنسان.
إحلال التعلم مكان التعليم.
البحث مكان النقل.
الحوار بدلاً من الاستماع.
القدرة على الاختلاف بدلاً من التسليم بالمعتقدات والأفكار والمعلومات السائدة.
التركيز على كيفية التعلم.
التركيز على استمرارية التعلم وبقائه.(السيد، 1997،545).

مرتكزات اعداد المعلمين في ظل العولمة

وهنا لا بد من معرفة بعض المرتكزات المستقبلية لإعداد المعلم في ظل العولمة والهوية القومية ومن بينها المرتكزات التالية (نصر،1997،77،83).

1- تحديد فلسفة إعداد معلم المستقبل وأهدافه: ويمكن تحديدها على النحو التالي:
تنمية الوعي الثقافي لدى الطلاب المعلمين من خلال تفهمهم التغيرات العلمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على المستوى العالمي والإقليمي والقومي ومدى انعكاسها على المجتمعات ومن بينها العولمة، واتفاقية الجات، وأهمية المشروعات الكبرى وعلاقاتها بالاستثمار…وغيرها. حتى تتكون لديهم خلفية ثقافية بشأنها من جانب، وحتى يستطيعوا تواصل تفهمهم لتلاميذهم وطلابهم من جانب آخر.

تنمية مهارات التفكير الابتكاري والتفكير العلمي بما يحقق تنمية المراتب العليا للتفكير، وحتى تتكون لديهم القدرة على التمييز بين ما هو صالح وما هو طالح.

تحقيق المفهوم الشامل لعلوم المستقبل والتكامل بينها، ومدى إسهامها في تقدم الأمم والشعوب.
غرس الاهتمام بعمليات العلم من ملاحظة وتفسير للظواهر العلمية والتكنولوجية الحسية والمدركة والبعد عن التفسيرات الخرافية للقضايا والمشكلات.

إدراك أهمية استشراف فعاليات التقدم العلمي والتكنولوجي المستقبلي والعلاقة المتبادلة أو علاقة التأثير والتأثر بين كل هذا التقدم والمجتمع.

توجيه وتعديل السلوك البيئي و الصحي لدى الطلاب المعلمين وذلك من منطلق أن التعليم تعديل في السلوك وليس مجرد تراكم المعارف والمعلومات.

إدراك أهمية الجانب التطبيقي والعلمي للنظريات المختلفة – العلمية والتربوية – حتى يستطيع الطلاب المعلمون التكيف مع المواقف الحياتية المختلفة.

تزويد الطلاب المعلمين بثقافة علمية، وهي تلك التي تساعدهم على اكتساب خلفية ثقافية عملية.
تنمية التعلم الذاتي لدى الطلاب المعلمين حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم في التوصل إلى المعرفة.

ممارسة التدريب الطلابي بإتقان، من منظور أن ذلك يسهم في تنمية الجانب المهني لديهم.
تأكيد وتنمية الأصالة لدى الطلاب المعلمين، وفي الوقت ذاته تنمية الاهتمام بالمعاصرة بما لا يتعارض مع قيم المجتمع وسلوكيات أفراده.

2- إعادة النظر في الإجراءات التنفيذية لإعداد المعلم: ويتمثل ذلك في الآتي:

إجراء تعديل قبول الطلاب بكليات ومعاهد إعداد المعلم بحيث تضاف أبعاد أخرى للقبول – بالإضافة إلى المجموع الكلي الحاصل عليه الطالب بالثانوية العامة – من بينها اختبارات ومقاييس نفسية وتربوية وأكاديمية.

تعديل الإعداد التخصصي بكليات ومعاهد إعداد المعلم بما يحقق مواكبة ومسايرة تطورات العصر. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال:

الاهتمام بإدخال بعض المفاهيم الحديثة في برامج الإعداد واستخدام المدخل الدمجي مثل: العولمة، والهوية القومية، والاستثمار، ووسائل الاتصال الحديثة مثل شبكة المعلومات والإنترنت والألياف الضوئية، وكذلك إدخال بعض المفاهيم البيئية.

تحديث المقررات الدراسية الحالية المتضمنة في البرنامج الحالي للإعداد وإضافة مقررات جديدة مستحدثة مثل هندسة الجينات، والبيولوجيا الجزيئية وغيرها بما يواكب متطلبات العصر، وفي الوقت ذاته لا تؤثر على أصالة المجتمع.

الاهتمام بالجانب العملي والتطبيقي بما يسهم في اكتساب المهارات المتنوعة مثل المهارات اليدوية، والعقلية، والاجتماعية، والحركية، ومهارات الاتصال…وغيرها.

الاهتمام بربط المقررات الدراسية بقضايا المجتمع ومشكلاته، والإسهام في إيجاد حلول لها.

الاهتمام بإدخال التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية سواء من خلال استخدام الأجهزة التكنولوجيةHardware أم البرامج والمواد التعليمية software.

زيادة الترابط بين المقررات التخصصية في برامج إعداد المعلم من جانب وما سيتم تدريسه بمراحل التعليم من جانب آخر، مع توفير العمق والشمول فيها.

استخدام طرائق التدريس الحديثة التي تسهم في تفهم الطلاب المعلمين لما يدرسون، وليس مجرد استيعابهم لها من خلال استخدام الطرائق التقليدية بما يساعدهم على التعامل مع بعض قضايا المجتمع ومشكلاته.

ومن أمثلة تلك الطرائق والأساليب المدخل البيئي، والأسلوب الاستقصائي، وأسلوب العصف الذهني، والتعلم الذاتي…الخ.

إعادة النظر في الإعداد التربوي بكليات ومعاهد إعداد المعلم: ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال الآتي:

أن تكون نسبة ما يتم تدريسه من مقررات تربوية في برامج إعداد المعلم ككل في حدود 25% حتى يتحقق التوازن المطلوب وذلك في ضوء ما اصطلح عليه عالمياً في هذا الشأن.
أن يهتم بإزالة التكرار الذي يحدث أحياناً بين المقررات التربوية المختلفة حتى لا يمل الطلاب المعلمون دراستها.

أن يتم الاهتمام بإدخال الجانب التطبيقي والجانب الميداني في المقررات التربوية. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال بعض المقرات مثل: ” التربية ومشكلات المجتمع “، ” القياس والتقويم “، ” تعليم الكبار وخدمة البيئة “، ” الأصول الاجتماعية للتربية “، ” التربية البيئية “…..الخ.
أن يهتم بإدخال البعد القيمي والأخلاقي والسلوكي والتربوي في برامج إعداد المعلم، بهدف تأصيل الأصالة والهوية القومية لديه.

أن يهتم بإدخال النظريات التربوية والسيكولوجية الحديثة التي تتواءم مع متطلبات كل من الحاضر والمستقبل تحقيقاً لتحقيق المعاصرة بشرط ألا تتعارض مع مبادئ الأصالة.

إدخال بعد رابع في إعداد المعلم وهو البعد الثقافي والقيمي:

وهذا البعد أصبح هاماً في الوقت الحاضر لتأكيد وتنمية المواطنة والانتماء والولاء لدى الطلاب المعلمين التي تؤدي في النهاية إلى تحقيق الهوية القومية وتأصيلاً لها.

3- الاهتمام بربط كليات ومعاهد إعداد المعلم بالمجتمع: وذلك من منطلق أنها مؤسسات تربوية اجتماعية أنشأها المجتمع لصالح أبنائه، وذلك حتى يكون الطلاب المعلمون قريبين من واقع حياتهم اليومية.

4- زيادة الاهتمام بقيام الطلاب المعلمين بممارسة الأنشطة التربوية الهادفة والتي لا تخرج عن الإطار القيمي للمجتمع من ناحية والتي تسهم في التفاعل مع عناصر التغيرات المختلفة-العلمية والاجتماعية والاقتصادية…وغيرها من ناحية أخرى.

5- حث الطلاب المعلمين على التعامل والتفاعل مع تكنولوجيا الحاضر والمستقبل وذلك في إطار قيمي مجتمعي حتى يستطيعوا مواجهة العولمة وما ينجم عنها من آثار إيجابية وسلبية.

6- تطوير المقررات الدراسية ( تخصصية- تربوية – ثقافية ) وذلك بما يواكب مستحدثات العصر القادم. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال الاهتمام بقضايا المجتمع ومشكلاته.

7- الاهتمام باستكمال تجهيزات المعامل والورش والمختبرات والمكتبات وإنشاء مكتبات شاملة ومراكز معلومات متطورة مرتبطة بشبكات الانترنت.

8- التأكيد على تحقيق التعاون والتنسيق بين كليات ومعاهد إعداد المعلم ووسائط الإعلام ومنها (الإذاعة والتلفزيون). وذلك فيما يختص بالبرامج التعليمية الإذاعية والتلفزيونية التي يتم بثها من خلال الأقمار الصناعية.


9- التأكيد على تحقيق التعاون بين كليات ومعاهد إعداد المعلم وغيرها من المؤسسات التربوية: ومن تلك المؤسسات الأسرة، ووسائل الإعلام المختلفة، ودور العبادة، والمكتبات، والجمعيات والنوادي…وغيرها.

10- توفير التمويل المالي لمقابلة متطلبات تحقيق الأهداف التربوية المرجوة في مواجهة العولمة، وتحسين الوضع المادي للمعلمين.

الأستاذ الدكتور أحمد علي كنعان

مراجع البحث

إبراهيم، خالد قدري وعبد المنعم، ناديا (1999) الدراسات البينية في مدخل لتطوير مناهج التعليم المصري في ضوء العولمة، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
أبو حطب، فؤاد (1999)، العولمة والتعليم، بين عولمة التعليم وتعليم العولمة، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
أمين، جلال (1998)، العولمة، سلسلة اقرأ، رقم636،دار المعارف، القاهرة.
بخيت، خديجة أحمد السيد (1999) العولمة وتأثيراتها على مناهج التعليم، أهم الاتجاهات العالمية في هذا السياق وكيفية الإفادة منها في تطوير مناهج الاقتصاد المنـزلي للقرن الواحد والعشرين، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
الجابري، محمد عابد (1998)، العولمة والهوية الثقافية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط2.
جيبسون ،فريدريك (2001) العولمة والاستراتيجية السياسية ، ترجمة شوقي جلالا ، مجلة الثقافة العالمية ،الكويت ، العدد 104.
ديلور، جاك ( 1998)، التعلم ذلك الكنز الكامن، تعريب، د. جابر عبد الحميد جابر، القاهرة، دار النهضة العربية.
السويدي، وضحى(1994) الجامعة ودورها في مجال البحث العلمي، مجلة التربية، قطر العدد 110 السنة 23، سبتمبر.
السيد، محمود أحمد (1997) من التحديات التي تواجه التعليم العربي في المرحلة القادمة، بحث مقدم إلى المؤتمر التربوي الذي عقدته كلية التربية بجامعة دمشق بتاريخ 11-13-/5/1997 بمناسبة الاحتفال بالعيد الذهبي لتأسيس الكلية.
طعيمة، رشدي أحمد (1999)، العولمة ومناهج التعليم العام، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
الفقي، إسماعيل (1999)، إدراك طلاب الجامعة لمفهوم العولمة وعلاقته بالهوية والانتماء ” دراسة أمبريقية ” الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
فلوح، فايز (2000)، البحث العلمي دليل على رقي الأمة ورغبتها في التقدم، نشرة جامعة دمشق، العدد/76/ كانون الثاني.
قرم ، جورج (2003) مشكلة الهوية والانتماء القومي عند العرب ، مجلة العربي ، العدد 537 ، أب /أغسطس / الكويت .
كنعان، أحمد، (2001)، البحث العلمي في كليات التربية بالجامعات العربية ووسائل تطويره. مجلة اتحاد الجامعات العربية، العدد الثامن والثلاثون، كانون الثاني (يناير)، 2001.
لافي، سعيد عبد الله (1999) تقويم محتوى مقررات التربية الإسلامية بالمرحلة الثانوية في ضوء تحديات العولمة، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
المفتي، محمد أمين(1999)، توجهات مقترحة في تخطيط المناهج لمواجهة العولمة، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
نصر، محمد علي(1999) إعداد المعلم وتدريبه بين العولمة والهوية القومية، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، القاهرة.
وزارة التعليم العلي في الجمهورية العربية السورية(1975) اللائحة الداخلية لتنظيم الجامعات.
وزارة التعليم العالي في الجمهورية العربية السورية (1999) اللائحة الداخلية لكليات التربية.
وزارة المعارف بالمملكة العربية السعودية ، مجلة المناهج، العدد الأول ، 1422هـ/2002 م .

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *