آفاق علمية وتربوية موقع متخصص بالثقافة العلمية والتربوية
لعبت الروبوتات بالفعل دورًا مهمًا في استكشاف الفضاء، وستواصل القيام بذلك في المستقبل. تعتبر الروبوتات مناسبة تمامًا لاستكشاف الفضاء لأنها يمكن أن تعمل في بيئات قاسية جدًا أو خطرة على البشر، ويمكن تصميمها لأداء مهام محددة بدقة ودقة لا تصدق.
على سبيل المثال، تمكنت مركبات مارس روفر، مثل كيوريوسيتي، من استكشاف سطح المريخ وجمع بيانات علمية قيمة دون تعريض حياة البشر للخطر. تم تجهيز هذه الروبوتات بكاميرات ومقاييس طيفية وأدوات أخرى تسمح لها بتحليل الخصائص الكيميائية والفيزيائية لسطح المريخ والبحث عن علامات الحياة الميكروبية في الماضي أو الحاضر.
من جهة أخرى يعكف فريق من الباحثين من جامعة أريزونا على تصميم جيل جديد من الروبوتات الذكية القادرة على اكتشاف الكون والأجرام السماوية.
وحسب ما ذكره البروفيسور “وولفجانج فينك” فان هذه الروبوتات عبارة عن رجال آليين أذكياء سوف يعملون كفريق واحد، حيث سيكون في مقدرتهم التواصل فيما بينها والتحكم ببعضهم، بحيث تحل تلك الروبوتات محل الإنسان في الفضاء وتتواصل مع المحطات الأرضية بشكل مستمر.
هذا وقد شهدت صناعة الرجال الآليين تطور ملموساً حيث أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” إطلاق رجال آليين للمريخ في إطار مشروع “اكزومارس” لاستكشاف الكوكب الأحمر المشترك بين الوكالتين.
بالإضافة إلى استكشاف الكواكب، يمكن أيضًا استخدام الروبوتات في مهام فضائية أخرى، مثل صيانة وإصلاح الأقمار الصناعية، وتعدين الكويكبات، وحتى بناء موائل على الكواكب الأخرى. مع استمرار تقدم التكنولوجيا، يمكننا أن نتوقع أن تصبح الروبوتات أكثر تعقيدًا وقادرة على أداء مهام معقدة بشكل متزايد في الفضاء.
هذا وستلعب الروبوتات دورًا مهما في مستقبل استكشاف الفضاء، مما سيمكننا من جمع معرفة جديدة عن كوننا مع الحفاظ على البشر في مأمن من مخاطر الفضاء.
