دور المعلم في التعلم الالكتروني
يعد المعلم أحد المدخلات الرئيسة في أية عملية تعلميه ، لكن دوره أصبح يختلف عما كان سابقاً ، و خاصة في ظل منظومة تكنولوجيا المعلومات، إذ لم يعد مجرد ناقل للمعلومات من كتاب مدرسي إلى أذهان تلاميذه بل إنّ عليه العمل على مشاركتهم بإيجابية في الحصول على المعلومات، أي تقديم الخطوط العريضة للمحتوى التعليمي، وتوجيه التلميذ إلى أن يبحث عن بقية المعلومات المرتبطة بالموضوع من مصادرها المختلفة باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ؛ لأنّ الهدف من عملية التعلم لم يعد مجرد اجتياز للاختبارات فحسب ، بل إنّها تعمل على بناء العقل وتنمية المهارات العقلية واليدوية والتفكير العلمي بأنواعه المختلفة.
وحتى يكتمل دور المعلم ، فإن عليه أن يغير هذا الدور من ملقن للمحتوى العلمي ليصبح متعدد الأدوار، فقد يكون مديراً للموقف التعليمي، ومصمماً للعملية التعليمية، ومنتجاً للمواد التعليمية، ومرشداً للمتعلم، ومقوماً للنظام التعليمي تقويماً مستمراً.
لذا ، فقد تعدّت حاجات المعلمين عن الإعداد الأكاديمي فأصبحوا بحاجة الى الإعداد التربوي والمهني أيضا ، وخاصة فيما يتعلق بعمليات التطوير التعليمي ، مثل صياغة الأهداف السلوكية ، وتحليل الحاجات ، وتحديد السلوك المدخلي للمتعلم ، وتحديد خصائص التلاميذ ، وتحليل المهمّات ، واستخدام مصادر التعلم، وإعداد وتطبيق الاختبارات محكية المرجع. و عليه ، فإنّه لا بد له من التزود بالعلوم التكنولوجية المتطورة والقيم المرتبطة باستخدامها، فضلاً عن إتقانه لمجموعة من المهارات العملية في إنتاج الوسائل، وتشغيل بعض الآلات والأجهزة ؛ كي يستخدمها في تعليم طلابه.
لهذا فإن دور المعلم في التعلم الإلكتروني أكثر أهمية وأكثر صعوبة من دوره في عملية التعليم التقليدي، فهو شخص مبدع ذو كفاءة عالية يدير عملية التعليم بقيادة وتوجيه مستمر لكل طالب نحو المعرفة المنشودة والوجهة الصحيحة للاستفادة من التكنولوجيا المتوافرة. وبشكل عام فإنّه ينبغي له القيام بما يلي:
أن يدرك خصائص وصفات كل طالب يدرسه ، وذلك من خلال التفاعل المستمر بينه وبين طلابه، وأن يشجع باستمرار على التفاعل بين طلبته والعالم الخارجي.
أن يعمل بكفاءة عالية كمرشد وموجه ومسهل للوصول إلى المعرفة المنشودة.
أن يستخدم مهارات تدريسية تراعي احتياجات الطلبة المتنوعة ، منها مهارة المحاور الايجابية ، ومهارة حسن الاستماع ، ومهارة احترام الرأي والرأي الآخر، …الخ
لذا فإن المعلم يحتاج إلى تدريب وتأهيل مستمرين على تعلم أفضل الطرائق لتحقيق التكامل ما بين التكنولوجيا والمباحث التي يدرسها ، كاستخدام الحاسوب والإنترنت -على سبيل المثال- من جهة ، وما بين المباحث بعضها بعضاً من جهة أخرى ، وذلك كي يمتلك القدرة على التدريس بمهارة متميّزة وكفاءة عالية.
دور المتعلم في التعلم الالكتروني
نظراً لما يتمتع به التعلم الإلكتروني من مصادر متنوعة للمعرفة ، فان على المتعلم أن يغير دوره من متلقّ للمعلومات إلى باحث عن امتلاك المهارات الآتية:
استخدام الحاسوب والإنترنت بما في ذلك البريد الإلكتروني.
التعلم الذاتي.
القدرة على البحث عن المادة العلمية المنشودة.
تحديد المعلومات المطلوبة للمحتوى الدراسي.
تقييم المعلومات التي يستخرجها من هذه المصادر واختيار ما يناسبه منها.
القدرة على التفاعل مع الآخرين إلكترونيا.
دور الطاقم الفني في التعلم الالكتروني
يعد دور الفني مهماً في التعليم الإلكتروني، فهو الشخص الذي يساعد المتعلم على التغلب على بعض الأمور الفنية وعلى عملية التعامل مع المشاكل ذات العلاقة بالأجهزة المستخدمة، فمثلاً قد يكون متخصصاً في الحاسوب وفي إدارة شبكات الإنترنت بالإضافة إلى المعرفة في برامج الحاسوب، لذا فإن دوره الفني مكمل ومتمم لدور المعلم، خاصة وأن المعلم قد لا تتوافر لديه تلك المهارات الفنية.
دور الإدارة المدرسية في التعلم الالكتروني
إن لنظام الإدارة أهمية عالية، فالإدارة مسؤولة عن وضع أسس عملية التعلم، وعن عملية القبول والتسجيل، ومتابعة الطالب، وإدارة القرارات والواجبات، وإدارة الاختبارات وضبط الجودة لجوانب العملية التعليمية كافة ، إضافة إلى توفير الخدمات الضرورية جميعها للمتعلم ومحاولة إزالة أية معيقات أو صعوبات محتملة.
رائع المقال السابق اشكركم