تمييز العين للألوان وعمى الألوان

تعتبر الاضاءة التي يراها الانسان موجات كهرومغناطيسية ذات طول موجة من 396 الی 760 نانومترا، أما ألوان الطيف فهي الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق الفاتح والازرق الغامق والليلكي.

دخول اضاءة بجميع أطوال الموجات في وقت واحد الى العين يعطي الإحساس باللون الأبيض بينها دخول اضاءة بطول موجة معينة يعطي الاحساس بلون معين.

وبما ان الاشياء في الطبيعة تمتص وتعكس الأشعة الضوئية فان لون هذه الاشياء يعتمد على طول موجة الأشعة التي تعكسها هذه الأشياء. وبما أن الاشياء ذات اللون الأبيض تعكس كل الأشعة التي تصل اليها ولا تمتص شيئا منها فهي تظهر باللون الابيض بينما الاشياء حمراء اللون تمتص كل الاشعة وتعكس فقط الاشعة ذات اللون الأحمر. فتظهر اللون الاحمر وهكذا والجدير بالذكر ان العين تستطيع أن تمیز 300 لون ما بين اللون الابيض والاسود وعشرات الالاف من خليط الالوان. اما المنطقة في شبكية العين التي تميز الالوان فهي مركز الشبكية (لبقعة الصفراء)، حيث تعتبر باقي اجزاء الشبكية عمياء من ناحية الألوان.

وكل لون من الالوان له ثلاث خصائص:

1- درجة اللون وهي عبارة عن اللون نفسه ويتم تحديده من خلال طول الموجة.
2- الاشباع وهي عبارة عن كمية اللون او درجة اشباعه وتحدد بكمية اللون الأبيض المضاف الى اللون الأساسي فكلما كان اللون الأبيض المضاف اكثر كلما كانت درجة اشباع اللون اقل.
3- وضوح وتألف اللون وهو يعتمد على شدة الاضاءة المسلطة على اللون.

وهناك ثلاثة أنواع من الألوان:

١- الالوان الأساسية وهي الالوان التي اذا ما تم خلطها بنسب معينة تعطي باقي الوان الطيف وهذه الالوان هي الأحمر والأخضر والأزرق.
2- الألوان المكملة وهي اي لونين يعطيان اللون الابيض عند خلطهما.
3- العناصر وهي كل الالوان الاخرى.

هناك عدة نظريات حول كيفية استقبال العين للالوان ولكن النظرية الأكثر رواجا هي انه يوجد في العين ثلاثة انظمة عصبية متخصصة مصممة للتعرف على الثلاثة الوان الأساسية والتأثير في هذه الأنظمة بدرجات مختلفة يؤدي الى التعرف على كافة الألوان.

كي يتسني فحص قدرة العين على استقبال الالوان تم رسم لوحات بها دوائر صغيرة ذات ألوان مختلفة ولكن لها نفس الإشباع ونفس الوضوح وهذه الدوائر من نفس اللون تشكل رقما معينا أو رسمة معينة ومن حولها دوائر من الوان اخرى. الاشخاص الطبيعيون يستطيعون تمييز هذه الأرقام او الاشكال بسهولة بينما الذين يعانون من عمى ألوان لا يستطيعون ذلك.


وعمي الألوان قد يكون خلقي وقد يكون مكتسبا، ومن المفترض ان يستطيع الانسان تمييز جميع الالوان الاساسية ولكن هناك حالات لا يستطيع فيها المريض تمييز اي لون وهناك حالات لا يستطيع فيها تمييز لون واحد كاللون الاحمر او الاخضر وفي حالات نادرة اللون الأزرق كما أن هناك حالات قليلة لا يستطيع فيها المريض تمييز لونين فلا يستطيع مثلا إلا ان يميز اللون الازرق وبشكل عام فان ثمانية بالمائة من الرجال وأقل من واحد بالمائة من النساء يعانون من شكل من اشكال عمي الالوان.

ويعتبر فحص استقبال المريض بالألوان ضروري وخاصة لسائقي السيارات والفنانين والكيميائيين وغيرهم وبالذات في السنوات المبكرة قبل أن يقرر الشخص المجال الذي سيلتحق به.

د. سلمن محفوظ حبش
مستشار طب وجراحة العيون

مصدر الصورة
pixabay.com

About فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

Check Also

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *