تطور علم الفلك في العصر الحديث

شهد عام الفلك تطورات كبيرة منذ أن نظر الإنسان الى السماء وأخذ يبحث عن أجوبة لأسئلته التي لا تنتهي حول هذا الكون الفسيح والنجوم والشمس والقمر، وقد كان النظام السائد لسنوات طويلة هو نظام بطليموس ، الذي اعتبر أن الأرض هي مركز الكون وهي ساكنة لا تتحرك، والذي ينحرك، هي الكواكب السيارة التي تتخذ من الأرض مركزا لدورانها، ثم طرح كوبرنيكوس نظريته حول الكون فوضع الشمس في وسط النظام الشمسي، واقترح أن الكواكب والأجرام السماوية تدور حولها في مسارات وأفلاك دائرية، ولكنه لاقى مقاومة عنيفة من قبل الكنيسة.

وبعد ذلك بسنوات اقترح عالم الفلك كبلر تعديلا على نظرية كوبرنيكوس، يتمثل في أن مدار الأجرام والكواكب السماوية ليست دائرة تامة كما كانت قواعد الكون عند اليونان، ولكنه قطع ناقص إلى حد ما وأن الشمس تحتل إحدى بؤرتيه . وكان هذا أول قانون من قوانين كبلر الثلاثة التي تحكم النظام الشمسي، أما القانون الثاني الذي اقترحه كبلر،فهو أن الكواكب السيارة تزيد سرعتها عندما تقترب فى مداراتها البيضاوية من الشمس،عن سرعتها فى أجزاء مداراتها النائية ،والقانون الثالث هو أن المدد المختلفة التي تستغرقها الكواكب السيارة في مداراتها يتناسب مربعها تناسباً طردياً مع مكعب أبعادها من الشمس .

هذه القوانين الثلاثة للعالم كبلر، وكذلك افكار وتصورات جاليليو للنظام الشمس وكذلك نظرية كوبر نيكوس، مكنت العالم اسحق نيوتن من اكتشاف قانون الجاذبية العام ، والذي ينص على أن القوى التي تحفظ الكواكب السيارة في مساراتها يجب أن تتناسب عكسياً مع مربع المسافات من المراكز التي تدور حولها ، وأن هناك قوتان تؤثران في حركة الأجسام السيارة في مدارها حول الشمس ،الأولى هي القوة الطاردة الناشئة من مجرد دورانه والتي تجعل السيار يحاول أن ينطلق فى الفضاء على خط مستقيم، أما القوة الثانية فهى الجاذبية وهى أشبه بحبل لا ينقطع.

هذا وقد أوضح العالم اسحق نيوتن مقدار جاذبية الأرض على القمر، وكذلك أن كتلة القمر تجذب السوائل الموجودة على سطح الأرض ، وتتسبب فى ظاهرتي المد والجزر في المحيطات .ولقد خضعت كل الكواكب السيارة للرياضيات بفكرة نيوتن عن الجاذبية . وعلى أساس تلك القواعد فقد أمكن اكتشاف الكوكبين نبتون وبلوتو حسابياً قبل اكتشافهما بالمناظير الفلكية .


هذه النظريات التي وضعها العالم نيوتن اسهمت وبشكل هائل في تطور علم الفلك الحديث، بحيث امكن التعرف لاحقا على النظام الكوني برمته كما تم التوصل الى قوانين الضوء وطبيعة الموجات الكهرومغناطيسية، كما تم اثبات أن النظام الشمسي هو احد مكونات النظام الكوني، وان هذا الفضاء الفسيح يحتوي على ملايين النجوم والكواكب والأجرام.

تاليا عرض مصور قصير يبين مدى روعة وجمال واتساع هذا الكون، وقد تم التقاط تلك الصور من تليسكوب الفضاء هابل

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

الجمال الغامض لسديم السرطان

يقع سديم السرطان Messier، ضمن النسيج السماوي لكوكبة برج الثور، ويمثل أعجوبة فلكية. تعود أصول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *