أكدت دراسة للأمم المتحدة، أن تدهور البيئة سوف يدفع قرابة 50 مليون شخص إلى النزوح عن مواطنهم نهاية هذا العقد، وكشفت الدراسة، التي أعدها معهد البيئة والأمن البشري التابع لجامعة الأمم المتحدة، أن التصحر وارتفاع مستويات المياه في البحار والفيضانات والعواصف المرتبطة بتغير المناخ، ربما تؤدي لنزوح مئات الملايين.
وأكد جانوس بوجاردي- رئيس المعهد الذي يتخذ من بون مقرا له، أن هذه الدراسة تدق أجراس إنذار علمية وسياسية، حتى يتحرك العالم قبل فوات الأوان، مشيراً إلى أن التقديرات بخصوص 50 مليون لاجئ بيئي، وهم يقاربون تعداد سكان أوكرانيا أو ايطاليا، تعكس الوضع الأسوأ الذي يتطلب مئات الملايين من الدولارات، كمساعدات إضافية لهؤلاء اللاجئين.
وأفاد تقرير منظمة انسانية بريطانية نشر في اَيار/مايو 2007 ، بأن ما لا يقل عن مليار شخص سينزحون بحلول 2050 بسبب ارتفاع حرارة الارض الذي سيؤدي الى تفاقم النزاعات والكوارث الطبيعية الحالية، وسيتسبب بنزاعات وكوارث جديدة.وفي تقرير بعنوان «مد بشري: ازمة النزوح الحقيقية»، وجهت كريشتيان آيد «تحذيرا واضحا من وتيرة تسارع النزوح السكاني خلال القرن الحادي والعشرين»، وكالة الصحافة الفرنسية. واكدت المنظمة ان «عدد الاشخاص الذين نزحوا من ديارهم بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية، ومشاريع التنمية الكبرى (مناجم وسدود وغيرها) مرتفع اصلا بشكل كبير (163 مليونا حسب تقديرات المنظمة غير الحكومية)». واضافت المنظمة ان «التغيرات المناخية ستزيد في المستقبل من ارتفاع هذا العدد».
ودعت المجتمع الدولي الى «تحرك عاجل» والى اتخاذ «تدابير وقائية حازمة». واعتبرت انه «بالوتيرة الحالية، سيضطر مليار شخص اضافي الى مغادرة ديارهم من الآن وحتى 2050»، موضحة ان ارتفاع حرارة الارض سيزيد في تفاقم عوامل النزوح الحالية والتسريع في «ازمة نزوح ناشئة». وجاء في بيان جون دافيدسون احد معدي التقرير «اننا نعتقد ان النزوح القسري، اصبح يشكل اكبر خطر على السكان الفقراء في البلدان النامية».
كما يتوقع خبراء ان يؤدي ارتفاع درجات حرارة الأرض لنزوح حوالي مليار نسمة بحلول عام 2050. واذا اجبر ارتفاع منسوب مياه البحر سكان جزر المالديف على البحث عن وطن جديد فمن سيرعاهم في عالم اضحى بالفعل اكثر حذرا تجاه اللاجئين.وتمثل التوقعات بتحركات كبيرة للسكان نتيجة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية تحديا جديدا وشيكا لم يتوصل احد بعد لسبيل لمواجهته.فقد تنبأت وكالة “كريستيان ايد” بان يؤدي ارتفاع درجات حرارة الارض لنزوح مليار نسمة بحلول عام 2050 وهو رقم أعلى بكثير من العدد الحالي للاجئين الذين فروا من جراء حروب وقمع ويقدر عددهم بنحو عشرة ملايين ونحو 25 مليون نازح داخليا.وتقول ميشيل كلاين سولومون من المنظمة الدولية للهجرة “في جميع انحاء العالم ستؤدي نماذج متوقعة لتغيرات طويلة الامد وتغييرات فورية للحد من قدرة المواطنين على كسب رزقهم.”وتابعت “من المهم جدا ان نتوقع ما يمكن ان نواجهه في الاعوام الخمسين المقبلة. ولقد بدا هذا الان.”
من جهتها، ترى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ان المناخ السياسي العالمي تجاه اللاجئين اضحى أقسى بالفعل. ويقول وليام سبيندلر- المتحدث باسم المفوضية في جنيف:كانوا محل ترحيب بوصفهم فارين من الاضطهاد، ولكن الحال تغيرت بكل تأكيد منذ 11 أيلول/سبتمبر 2001، بل وحتى قبل ذلك.
واضاف: تنامت الرهبة من الأجانب، وعدم التسامح، والتلاعب السياسي، من جانب ساسة ذوي شعبية يخلطون القضايا .. حدث خلط في الجدل بشأن اللجوء والهجرة. ويمكن ان يصل فارون من تهديدات وباحثون عن حياة أفضل، ضمن مجموعة واحدة لشاطيء في اسبانيا. ويرى سبيندلر ان من الضروري التفرقة بينهم لتقديم حماية فعالة لمن يحتاجونها. ولكنه أضاف انه مهما كانت دوافع المهاجرين، فمن حقهم ان يعاملوا بكرامة وكبشر. ومضى قائلا “رأينا اناسا يمضون اياما على قوارب في البحر المتوسط او معلقين في شباك للصيد بينما تناقش الدول من ينبغي ان ينقذهم.”
أ.د. كاظم المقدادي