تؤثر ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل كبير على المناطق المتجمدة على الأرض / pixabay

تأثير الاحتباس الحراري على المناطق المتجمدة والجليد البحري

أهمية الجليد
شواهد على ذوبان الجليد
الذوبان في المجمد الشمالي
الذوبان في المجمد الجنوبي
النتائج الكارثية لذوبان الثلوج

فاروق ابو طعيمة

يشكل الاحتباس الحراري كابوسا مفزعا يقلق العلماء والباحثين والدارسين والمهتمين في شؤون البيئة , فمنهم من يصفه بالقنبلة الموقوتة , ومنهم من ينعته بالقنبلة النووية , والأحتباس الحراري في غالبه مرده الى الانسان في هذا العالم الذي فتح الباب على مصراعيه لثورته الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر ولم يتخذ الاجراءات الاحتياطية لما تنفثه مصانعه ومعامله من الغازات الضارة بغلافه الغازي الذي يشكل سترا وحماية لبني الانسان من تلك الاشعاعات الضارة التي أخذت تهدد بعض مناطق الكرة الأرضية .

وتشير الدراسات أنّ الاحتباس الحراري المتثل بزيادة تراكيز غاز ثاني أوكسيد الكربون عن النسبة الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى وجعلها متوازنا كما تشير الدراسات العلمية 375 جزء بالميون أخذ يتصاعد تدريجيا الامر الذي جعل نسبته حوالي 380 جزء بالمليون مما أثر بشكل واضح على تماسك الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي وبعض مناطق مختلفة في العالم حيث تواجد بها كميات كبيرة من الجليد والجبال الجليدية

أهمية الجليد

يتصف الجليد بارتفاع معامل انعكاسه في الطيف الشمسي وارتفاع معامل اشعاعيته في الطيف الحراري ( أي الطويل الموجات ) ويعمل الجليد المتكون على سطح الماء على عزل البحار والمحيطات في العروض العليا عن الغلاف الجوي وبالتالي تؤدي هذه الوضعية الى تقليل الفقد الحراري من المسطحات المائية في الفصل البارد وتظهر الدراسات الحديثة أن التغيرات المناخية الهامة تنشأ أثنا حدوث تغيرات سريعة في الغطاء الجليدي سواء أكان ذلك عن طريق ذوبان أو انتشار الغطاء الجليدي ) ونتيجة الاختلاف الكبير في معامل الانعكاس بين السطوح الجليدية والسطوح الأرضية الأخرى خصوصا الماء فأن أي تغيير في مساحة الغطاء الجليدي سيكون له آثار هامة على النظام المناخي للأرض وكمثال بسيط لو كانت الأرض مغطاة تماما بالجليد وبمعامل انكاسس مقداره 80% مع استثناء دور الغلاف الجوي فان ّ درجة حرارة الأرض الفعالة ستبلغ حوالي 100درجة مئوية تحت الصفر.

ويمنع الجليد ارتفاع درجة حرارة الكرة الارضية عن طريق عكسه الاشعه الشمسية التي تسقط على الارض مباشرة الى الفضاء الخارجي مما يؤدي الى الحفاظ على برودة الكرة الارضية.

وفقدان مزيد من القشرة الجليدية في القطب الشمالي سيزيد من كمية الاشعة التي تمتصها مياه البحار واليابسة مما يؤدي في النهاية الى ارتفاع درجة حرارة الارض بمعدلات أسرع من معدلات الوقت الراهن.

شواهد على ذوبان الجليد

حذّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن جبال الجليد والمحيطات المتجمدة تتقلص بمعدلات قياسية، وأن العديد منها قد يذوب ويتبخر خلال عقود. ووفق الوكالة الأممية فأن العلماء الذين يقيسون وضع 30 منطقة جليدية حول العالم، وجدوا أن ذوبان هذه المناطق بلغت مستويات قياسية حول العالم، وجدوا أن ذوبان هذه المناطق بلغت مستويات قياسية عام 2006. وحذّر البرنامج أن مزيدا من ذوبان الجليد قد يكون له تداعيات خطيرة خصوصاً في الهند، التي تتغذى بحيراتها بجبال الهملايا الجليدية الشاهقة وأضاف أن الساحل الغربي لأمريكا الشمالية الذي يتغذى من مياه جليد جبال الروكيز وسييرا نيفادا قد يتأثر بدوره جراء هذه الظاهرة. ويبلغ متوسط انكماش المناطق الجليدية بقرابة 4.9 أقدام عام 2006، وهي البيانات الأحدث المتوفرة مؤخراً.

أما التقلص الأكبر فحاصل في منطقة “بريدالبليكبريا” الجليدية في النرويج حيث تقلصت 10.2 أقدام عام 2006، تبعتها منطقة “إيشورين نورتي” الجليدية في شيلي في أواخر عام 2006، وكشف علماء من الصين والهند، عزمهم القيام برحلات بحث ميدانية على المنحدرات الجليدية لجبال الهملايا، والتي يخشى أن تكون قد تأثرت بظاهرة الاحتباس الحراري، الأمر الذي، إذا تأكد حصوله، سيكون من شأنه تهديد مجمل نظام الأنهر التي تغذي المناطق الزراعية الخصبة أسفل الجبل .

ويُعتبر الغطاء الثلجي في منطقة بيرو أكبر غطاء ثلجي على امتداد خط العرض المار به في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية؛ لذا كان يمثِّل مركزًا لاهتمام فريق العلماء الذي يرأسه ثومبسون على مدار العقدين الماضيين، ولكنه ليس الغطاء الثلجي الوحيد الذي يتعرَّض لعمليات ذوبان بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الكرة الأرضية، بحسب النتائج التي توصَّل إليها ثومبسون وفريقه. بل يمكننا التأكيد على عدم وجود أي تقدم ونمو في معظم الأغطية الجليدية في المدارات القطبية وشبه القطبية.

ويؤكد ثومبسون على أن العديد من الجبال الجليدية سوف تذوب وتتلاشى خلال العشرين سنة القادمة ومن الأمثلة الدَّالة على هذه النتيجة الجبل الجليدي الأفريقي الذي يدعى كيلمانجارو حيث فقد 82% من مساحات الجليد التي تكسوه منذ عام 1912م ميلادية، ففي تلك السنة كان كيلمانجارو يغطي ما مساحته 12.1 كيلو مترًا مربعًا من الجليد، أما اليوم فلا تتجاوز المساحة الجليدية 2,2 كيلو متر مربعًا. ويتوقع ثومبسون أن الجليد على كيلمانجارو سيذوب بالكامل خلال السنوات الخمس عشرة القادمة إذا استمرَّ معدل الذوبان بوضعه الحالي، ولكن المؤسف في الأمر أن معدَّل الذوبان مرشَّح للزيادة، وبالتالي فإن السنوات المتوقعة مرشحة للتقاصر.

ولعلَّ معضلة ذوبان الثلوج التي أشرنا إليها فيما سبق ليست محصورة في المناطق القطبية، بل هي ظاهرة ممتدة في البلاد الأوروبية، وروسيا، ونيوزلندا، والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها. ووصل الداء إلى آلاسكا وكولومبيا اللتين تعتبران مضرب المثل في الحجم الهائل للأغطية الجليدية، حيث انحسرت تلك الأغطية مسافة 10 كيلومترات خلال القرن الماضي.

وفي دراسة لمجموعة من الجيولوجيين في جامعة كولورادو تنبأت بأن الكتلة الجليدية الضخمة للمتنزه الوطني الشهير في مونتانا ستتلاشى بالكامل بحلول العام 2070م ميلادية. واشار تقرير علمي في كندا الى اختفاء مساحات هائلة من الجبال الجليدية في المناطق القطبية من كندا. واوضح التقرير ان ربع الجبل الجليدي الهائل الذي كان متصلا بجزيرة “الزمير” الجليدية قد انفصل عنها بسبب ارتفاع درجة حرارة الهواء في المنطقة وتغيير مناخها الذي لم يعد يساعد على تشكل الجليد.

واشار الدكتور ديريك مولر من جامعة ترنت الى ان اختفاء هذه الجبال الجليدية دليل على التغييرات المناخية المتسارعة التي تشهدها المنطقة القطبية. وتشهد هذه المنطقة هذا العام ايضا تراجعا في كميات الجليد مما يؤثر على كمياته المرتبطة بالجزيرة الجليدية او تلك الموجودة في عرض البحر وتشهد هذه المنطقة هذا العام ايضا تراجعا في كميات الجليد مما يؤثر على كمياته المرتبطة بالجزيرة الجليدية او تلك الموجودة في عرض البحر كما تراجعت مساحات الجليد البحري التي تربط ما بين الجبال الجليدية الى اقل من خمسة ملايين كيلو متر مربع .

وتعتبر هذه المساحة الاقل منذ المباشرة بتصوير المنطقة بواسطة الاقمار الاصطناعية قبل 30 عاما. ولاحظ العلماء ان اكبر كمية من المساحات الجليدية قد انفصلت عن الجبال الجليدة في هذه الجزيرة وهو ما حدث ايضا في اربعة من الجبال الجليدية الاخرى حيث يطفو الان ما مساحته اكثر من 50 كيلو مترا مربعا من الجليد في عرض مياه المحيط بعد الانفصال عن الجبال الجليدية والجبال الجليدية العملاقة التي كانت متصلة بجزيرة الزمير

الذوبان في المجمد الشمالي

خلصت دراسة مناخية أميركية جديدة أعدتها ناشيونال جيوغرافيك إلى أن جليد المحيط المتجمد الشمالي يذوب بوتيرة أسرع مما توقعته النماذج الحاسوبية المناخية. وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كولورادو بمدينة بولدر بقيادة جولين سترويف، ونشرت نتائجها بمجلة جيوفيزيكال ريسيرتش لترز المتخصصة. وقام الباحثون ببناء نماذج مناخية حاسوبية، واستخدموها في التنبؤ بتراجع مستوى جليد المحيط المتجمد الشمالي بين عامي 1953 و2006 بأثر رجعي. ثم قارن الباحثون النتائج بما تم تسجيله فعليا بواسطة مراصد أرضية وأقمار اصطناعية خلال تلك الفترة. ووجد الفريق البحثي أن 18 نموذجا حاسوبيا استخدمت في تقرير 2007 للجنة تغيرات المناخ العابرة للحكومات (IPCC) قد قدرت في المتوسط التراجع في جليد القطب الشمالي بثلاثة أمثال. وقدرت سترويف أن التراجع الراهن في جليد القطب الشمالي يتجاوز توقعات النماذج المناخية الحاسوبية القائمة بثلاثين عاما. يذكر أن تقرير لجنة تغيرات المناخ العابرة للحكومات قد توقع استمرار ذوبان بعض الجليد في القطب الشمالي على مدار العام حتى 2050، حيث سيخلو الإقليم بعدها من الجليد خلال فصول الصيف.

وقالت أكبر دراسة تنشر حتى الآن عن المناخ في القطب الشمالي وأعدها 250 عالما إن تسارع ذوبان الجليد من الممكن أن يكون نذيرا لاضطرابات أشد نتيجة النشاط الإنساني الذي يؤدي إلى انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.

ويقول التقرير الذي جاء بعنوان (تقييم أثر مناخ القطب الشمالي) إن مناخ القطب الشمالي يزيد حرارة بسرعة ومن المتوقع حدوث تغييرات أكبر كثيرا.

وترتفع حرارة القطب الشمالي بمقدار المثلين عن المتوسط العالمي ومن الممكن أن تقفز ما بين أربع وسبع درجات مئوية بحلول عام 2100 أي بزيادة المثلين عن المتوسط العالمي الذي تكهنت به تقارير الأمم المتحدة، فبالفعل ارتفعت الحرارة في سيبيريا وألاسكا بالفعل بين درجتين وثلاث درجات مئوية منذ الخمسينيات وعلى سبيل المثال فإن الجليد المحيط بالقطب الشمالي من الممكن أن يختفي تقريبا في الصيف بحلول نهاية القرن الحالي إذ إن سمكه قد تقلص بالفعل بما بين 15 و20% خلال السنوات الثلاثين الماضية .

الذوبان في المجمد الجنوبي

ويؤكد باحثون أمريكيون أن الجليد في القطب المتجمد الجنوبي يذوب بسرعة أكبر من تلك التي تدلنا عليها الحواسيب الإلكترونية المصممة لهذا الغرض. ومنذ عام 1979 يفقد القطب المتجمد 9% من كتلة الجليد فيه كل عشر سنوات بينما تقول النتائج التي تظهرها تلك الحواسيب إن مقدار ما يذوب من الجليد هو نصف هذه النسبة
يقول العلماء إن تلك النتائج التي تعتمدها اللجنة الحكومية لمراقبة التغير المناخي قد تكون متحفظة للغاية.
وتتوقع بعض الدراسات أن يذوب الجليد في القطب الجنوبي تماما بحلول منتصف القرن الحالي.

ويضيف البروفيسور تيد سكامبوز من المركز القومي لبيانات الثلج والجليد بجامعة كولورادو الأمريكية أن الجليد في القطب الجنوبي قد يختفي تماما في النصف الثاني من القرن الحالي.

ويؤكد الباحث ان البرامج الالكترونية التي تعمل على مراقبة ذوبان الجليد تتوقع حدوث فترات تكون فيها حساسية القطب مرتفعة جدا مما يهدد النظام الجليدي هناك بالانهيار المفاجيء.

النتائج الكارثية لذوبان الثلوج

وكان بحث نشر في مجلة نيتشر (الطبيعة) يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2005 قد اظهر أنه في حال تسبب الاحتباس الحراري في ذوبان الأنهار والجبال الجليدية والكتل الثلجية السنوية، فمن المحتمل أن تواجه المجتمعات التي تعتمد على هذه المصادر كوارث طبيعية مدمرة ، أيضا ونتيجة ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي خلال القرن الماضي نصف درجة مئوية أخذ الجليد في القطبين وفوق قمم الجبال الأسترالية في الذوبان بشكل ملحوظ. ولاحظ علماء المناخ أن مواسم الشتاء ازدادت خلال الثلاثة عقود الأخيرة دفئًا عما كانت عليه من قبل وقصرت فتراته. فالربيع يأتي مبكرًا عن مواعيده. وهذا يرجحونه لظاهرة الاحتباس الحراري. ويعلق العالم (جون مورجن) علي هذه الظاهرة المحيرة بقوله: إن أستراليا تقع في نصف الكرة الجنوبي. وبهذا المعدل لذوبان الجليد قد تخسر تركة البيئة الجليدية خلال هذا القرن. وقد لوحظ أن الأشجار في المنطقة الشبه قطبية هناك قد ازداد ارتفاعها عما ذي قبل. فلقد زاد ارتفاعها 40 مترًا على غير عادتها منذ ربع قرن. وهذا مؤشر تحذيري مبكر لبقية العالم .لأن زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري قد تحدث تلفًا بيئيًا في مناطق أخرى به. وهذا الإتلاف البيئي فوق كوكبنا قد لا تحمد عقباه .فقد يزول الجليد من فوقه تمامًا خلال هذا القرن. وهذا الجليد له تأثيراته على الحرارة والمناخ والرياح الموسمية.

وفقدان مزيد من القشرة الجليدية في القطب الشمالي سيزيد من كمية الاشعة التي تمتصها مياه البحار واليابسة مما يؤدي في النهاية الى ارتفاع درجة حرارة الارض بمعدلات اسرع من معدلات الوقت الراهن.

ويقول كلاوس توبفر رئيس برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إن التغيرات في القطب الشمالي تمثل إنذارا مبكرا، وأضاف أن الذي حدث هناك يهم الجميع لأن ارتفاع حرارة القطب الشمالي وتداعياته يؤثر على العالم أجمع. ومن المتوقع أن يؤدي ذوبان الجليد إلى رفع منسوب البحار بمعدل نحو عشرة سنتيمترات بحلول نهاية القرن وتفوق المخاطر التي يسببها ذوبان الجليد بالنسبة للسكان ومواطن الحيوانات والنباتات المزايا المحتملة التي يمكن أن تتحقق مثل زيادة المزارع السمكية الأكثر إنتاجا أو سهولة الوصول إلى ترسيبات النفط والغاز أو مسارات الشحن عبر القطب الشمالي .

وقال التقرير إنه من غير المرجح أن تبقى الدببة القطبية على قيد الحياة في حالة حدوث اختفاء كامل للغطاء البحري الجليدي بفصل الصيف، أما على البر فإن حيوانات مثل الأموس والرنة والأيل الجبلي والبوم سوف يقتصر وجودها على مساحة أضيق شمالا. ويلقي التقرير باللوم في ذوبان الجليد على الغازات المنبعثة من الوقود الأحفوري الذي يحرق في السيارات والمصانع ومحطات الطاقة. وترتفع حرارة القطب الشمالي أسرع من المتوسط العالمي لأن الأرض والمياه الداكنة تحتبس حرارة أكثر من الثلج والجليد اللذين يعكسان الحرارة وذلك بمجرد زوال طبقة الجليد .

كذلك فان من نتائج الاحتباس الحراري ، انقراض أنواع كثيرة من الطيور والنباتات. ‏ وقد أكد الخبراء أن نحو 70 نوعًا من الضفادع انقرضت بسبب التغيرات المناخية، كما أن الأخطار تحيط بما بين 100 إلى 200 من أنواع الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة.

‏تقول الاختصاصية في علم الأحياء بجامعة تكساس كاميل بارميسان: أخيرًا نحن نشاهد انقراض عينات من الأحياء.. لدينا الأدلة.. إنها هنا.. إنها حقيقة.. إنها ليست مجرد حدس علماء الأحياء بل حقائق تحدث). ‏ ويبدي العلماء قلقًا بالغًا تجاه بعض حيوانات المناطق الباردة مثل البطريق والدببة القطبية وكيفية تأقلمها مع سرعة ارتفاع حرارة الأرض، فقد تراجعت أعداد البطريق الإمبراطور من 300 زوج بالغ إلى تسعة فقط في القطب الغربي فضلاً عن الدببة القطبية التي تراجعت أعدادها وأوزانها. وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة البريطانية عن تقرير كانت قد أعدته عن ظاهرة الاحتباس الحراري الكوني، أكد أن فرص بقاء الإنبعاثات الغازية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري تحت المستويات «الخطرة»، ضئيلة جدًا.

أيضا يسهم الاحتباس الحراري في زيادة معدل انتشار الأمراض والأوبئة المستوطنة مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفود والكوليرا بسبب هجرة الحشرات والدواب الناقلة لها من أماكنها في الجنوب نحو الشمال، وكذلك بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة ونقص مياه الشرب النظيفة.

هذا وقد وجد الباحثون أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تدمير أو انخفاض إنتاجية بعض الموائل الطبيعية الحيوية، وعلى رأسها الشعاب المرجانية والغابات المدارية، وهي من أهم الموائل على ظهر الأرض ومن أكثرها عطاء للإنسانية، تتبع ذلك زيادة معدلات انقراض الكائنات الحية كنتيجة مباشرة لتدمير مثل هذه الموائل وعدم قدرة الكثير من كائناتها على التأقلم مع التغيرات الجديدة.


ومن جانب آخر يؤدي هذا الخلل البيئي الخطير إلى زيادة نسبة الأراضي القاحلة وانخفاض الإنتاجية الزراعية كنتيجة مباشرة لزيادة نسبة الجفاف وتأثر عدد كبير من المحاصيل الزراعية سلباً بتغير درجة الحرارة والمناخ ، وتغير أنماط الأمطار والثلوج وتيارات المحيطات وارتفاع ملوحة وحموضة مياه البحر، وما يتبع ذلك من زيادة موجات الجفاف وحرائق الغابات وحدة العواصف وغير ذلك من الاضطرابات المناخية .

يقول الدكتور زغلول النجار : وخطر الاحتباس أنه يؤدي إلى إذابة الثلوج على الأرض في القطبين وبالفعل بدأت بعض الثلوج تنصهر في جرين لاند وجبال الألب ، ولا تتخيل أن هذه الثلوج تبدأ في الانصهار عند ارتفاع درجة حرارة الأرض 0.6 من الدرجات المئوية ، و4 إلي 5 درجات تصهره بالكامل ، ولو صهر يرفع منسوب الماء في البحار والمحيطات لأكثر من 100متر ، ولك أن تتخيل أن منسوب الماء ارتفع إلى هذا الحد ستغرق الدنيا وأغلب العمران على بعد 50 متر من البحار والمحيطات ، وليس هذا فقط بل أن الاحتباس الحراري يؤدي أيضا إلى اختلاف مناطق الضغط المرتفع والمنخفض ، ويسبب أعاصير ، ويسبب خراب كبير في المناخ ، مناطق كاملة خضراء وعامرة تصاب بالجفاف ، مناطق جافة تغرق بالأمطار ، يسبب وجود هذا الخلل ، فسبحان الله تجد أن أي اختلاف في النظام البيئي على الكرة الأرضية إذا كان طبيعيا من عند الله فأنه يأقلم نفسه بنفسه ، أما إذا كان من عند الانسان فتذكر قوله سبحانه وتعالي ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) الروم ، والحقيقة أن هذا الإفساد من عمل الإنسان.

farouqselawee@yahoo.com

للاستزادة يمكن الرجوع الى المصادر التالية

1 – التغير المناخي في الميزان د . ابراهيم العرود ص 49 )
2 – الانسان والبيئة صراع أم توافق د. ايمان غيث و منى دهبية ص 138-142
3 – تلوث البئة وملوثاتها د حسين العروسي ص 153 – 165
4 – ارض واحدة ومستقبل واحد تشريل سيمون سيلفر ترجمة د سيد هدارة ص 88 – 96
5 -http://bb.ss.org.sa/bb/showthread
6- http://www.al-yemen.org/vb/showthread
7- http://www.al-yemen.org/vb/showthread
8 – http://www.saudiinfocus.com/ar/forum/showthread
9- مقالات حول الاحتباس الحراري
https://al3loom.com/tag/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%b1%d9%8a/

عن الاستاذ فاروق أبو طعيمة

باحث وكاتب في القضايا العربية والإسلامية المعاصرة والبيئة والتربية

شاهد أيضاً

مبادرة الحزام الأزرق لحماية التنوع البيولوجي للمحيطات

محمد التفراوتي من الجميل أن تلتف القارة الافريقية بحزام الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي البحري، والاجود …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *