تعتبر السمنة من المشكلات الصحية العالمية التي تتسبب في العديد من الأمراض والمضاعفات، من بينها تكون حصى الكلى. هذه الحالة الطبية المؤلمة ليست فقط مصدرًا للإزعاج الشخصي، بل تؤثر أيضًا على نوعية الحياة بسبب الألم والانزعاج الذي تسببه.
في هذا المقال الذي ننشره في موقع آفاق علمية وتربوية، سنتناول العلاقة بين السمنة وزيادة الوزن واحتمال الإصابة بحصى الكلى، مع استعراض بعض الدراسات التي تؤكد هذه الصلة، ونقدم نصائح للوقاية من هذه المشكلة.
دراسة حول العلاقة بين السمنة وحصى الكلى
أظهرت دراسة أجرتها جامعة هارفارد على 45,988 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 40 و75 سنة، أن زيادة الوزن ومحيط الخصر ترتبط بشكل وثيق بزيادة خطر تكوّن حصى الكلى.
وجدت الدراسة أن الرجال الذين زاد وزنهم بأكثر من 39 رطلاً (حوالي 16 كجم) بعد سن الـ20، لديهم خطر أكبر بنسبة 39% لتكوين حصى الكلى مقارنة بالرجال ذوي الأوزان المثالية.
كما أظهرت الدراسة أن الرجال الذين وصل وزنهم إلى 220 رطلاً (حوالي 100 كجم) أو أكثر، معرضون لخطر تكون حصى الكلى بنسبة 44% أكثر من أولئك الذين يصل وزنهم إلى 150 رطلاً (حوالي 68 كجم).
التفسير العلمي للعلاقة بين السمنة وحصى الكلى
على الرغم من أن الدراسة الأمريكية لم تقدم تفسيرات واضحة لأسباب هذه العلاقة، إلا أن دراسات أخرى في أوروبا وآسيا أشارت إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يميلون إلى وجود كميات فائضة من الكالسيوم ومواد كيميائية أخرى في البول.
هذه المواد تُعتبر مواد بناء للحصى الكلوية. السمنة تؤدي أيضًا إلى تغييرات في عملية التمثيل الغذائي وفي مستويات الهرمونات التي قد تزيد من احتمالية تكون الحصى.
كيفية الوقاية من حصى الكلى المرتبطة بالسمنة؟
للتقليل من خطر الإصابة بحصى الكلى، يُنصح بتبني نمط حياة صحي يشمل:
1. الحفاظ على وزن صحي: اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام يساعدان في الحفاظ على وزن صحي.
2. زيادة تناول السوائل: يساعد شرب كمية كافية من الماء يوميًا على تقليل تركيز المواد الكيميائية في البول، مما يقلل من فرصة تكون الحصى.
3. الحد من تناول الأطعمة الغنية بالأوكسالات: مثل السبانخ، والمكسرات، والشوكولاتة، حيث تزيد هذه الأطعمة من تركيز الأوكسالات في البول، وهي مادة يمكن أن تساهم في تكون الحصى.
4. التقليل من تناول الملح والبروتين الحيواني: يمكن أن يؤدي تناول كميات كبيرة من الملح والبروتين الحيواني إلى زيادة كمية الكالسيوم في البول.
5. الفحوصات الدورية: يساعد إجراء الفحوصات الطبية الدورية في الكشف المبكر عن أي تغييرات في الصحة، بما في ذلك خطر تكون حصى الكلى.
في الختام، تعكس الدراسات والأبحاث الطبية العلاقة الوثيقة بين السمنة وحصى الكلى، مما يستدعي زيادة الوعي حول أهمية الحفاظ على وزن صحي.
إن اتباع نظام غذائي متوازن، وزيادة النشاط البدني، وشرب كميات كافية من الماء يمكن أن تكون خطوات فعالة في الوقاية من حصى الكلى.
هذه الإجراءات لا تساعد فقط في تقليل خطر تكون الحصى، بل تعزز الصحة العامة وتساهم في تحسين نوعية الحياة.