الرشوحات وأمراض البرد من أمراض الشتاء عند الأطفال والوقاية منها

أمراض الشتاء عند الأطفال كثيرة ومن أبرزها الرشوحات ونزلات البرد ، التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والذي قد يصابون به مرات عدة وخاصة في السنتين الأوليتين من العمر. كما تكثر هذه الاصابة بين الأولاد في السنوات الأولى لدخولهم المدرسة، وتكثر الرشوحات بين اطفال الحضانات فإصابة طفل واحد فيها تؤدي الى التسبب بالعدوى عند بقية الأطفال. كما أن طبيعة الجهاز التنفسي من الناحية التشريحية والفسيولوجية عند الاطفال تجعلهم عرضة لمضاعفات اكثر ومعاناة اكبر عندما يصابون بالرشوحات.

وفي العادة فان الطفل يصاب عدة مرات بالزكام طوال السنة وسبب كثرة الاصابة أن جهاز المناعة عند الطفل لم يتعرف بعد على العناصر الفيروسية في بيئته حتى يستطيع أن يشكل مانعا ضد الإصابة بها، وهذه الفيروسات هي العنصر الرئيسي في الإصابة وهناك اعداد كثيرة منها تصيب الجهاز التنفسي.

إن فترة العدوى للزكام تمتد من عدة ساعات قبل ظهور الأعراض الى يوم او يومين بعد ظهور أعراض المرض، وهي تنتقل بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الجهاز التنفسي خلال المحادثة والتقبيل واستعمال نفس الأدوات بين الأطفال.

أعراض الرشح معروفة لدى الأمهات ولكن شدتها تكون اكبر عند الأطفال الصغار، فالطفل يعاني من ارتفاع في الحرارة وخاصة في الفئة العمرية ما بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات، ويعاني من صعوبة بالتنفس وافراز مائي في الأنف وارق وعطش وحين يشتد عليه المرض يعاني من الرعشة واوجاع عضلية عامة وسعال جاف.

وقد ينتهي الزكام ببساطة ولا يحتاج الى تدخل كبير لمساعدة الطفل ولكن قد تحصل المضاعفات التي تصيب بقية أجزاء الجهاز التنفسي او خارجه، فقد يحصل التهاب الاذن الوسطى والذي يؤرق الطفل كثيرا ويمنعه من النوم والرضاعة او يحصل التهاب الجيوب او يمتد المرض الى القصبات والرئتين.

وقد تسأل الأم ماذا يمكنني ان افعل لمساعدة طفلي اذا اصيب بالبرد؟

والإجابة لها أن الرشح مرض بسيط ويمكن مساعدة طفلك بان يلجأ إلى الراحة ومحاولة تنظيف الأنف من الإفراز لمساعدته على التنفس بحرية واستعمال بعض المسكنات البسيطة والإكثار من أعطاء السوائل الدافئة والاستمرار بالرضاعة الطبيعية.

لكن هل من ضرورة لزيارة الطبيب؟

على الأم أن تلاحظ وجود الأعراض المرضية على طفلها والتي تستدعي زيارة الطبيب وعدم التلكؤ في ذلك وخاصة ذلك ظهور هذه الأعراض في الأشهر الثلاثة الأولى من العمر والتي تعني حصول المضاعفات، وهذه الأعراض هي:

الأرق أو البكاء الشديد، رفض الطفل للرضاعة، زيادة واضحة في سرعة التنفس، ارتجاع داخلي لعظام الصدر، صوت الصفير المنبعث من الصدر، الارتفاع الكبير والمستمر للحرارة، السعال الشديد المؤرق وحصول الازرقاق في لون الطفل، والطبيب وحده يستطيع تشخيص الحالة المرضية ومن ثم اعطاء العلاج والنصح اللازمين.

اما الوقاية من هذه الأمراض فهي عنصر مهم وهي تشمل الوقاية من الأمراض بشكل عام ومن الأمراض التنفسية بشكل خاص، فالرضاعة الطبيعية والتغذية الجيدة المتوازنة والمواظبة على اعطاء المطاعيم والنظافة العامة ارکان اساسية في المحافظة على صحة الطفل.

وهناك عدة أمور مهمة على الأم أن تدركها جيدا لوقاية طفلها من الرشوحات وهي:

• تجنب مخالطة الطفل المصاب .
• تجنب الاماكن المزدحمة.
• عزل الطفل المصاب في الحضانة.
• الانتقال التدريجي من المكان الدافيء الى البارد.
• عدم التعرض لتيارات الهواء البارد.
• تقبيل الاطفال وسيلة لنقل العدوى فيجب تجنبها.
• ترطيب الهواء الجاف في المنزل بوضع غلايات فوق اجهزة التدفئة يقلل من الإصابة.
• الامتناع عن التدخين فالبيت الذي يدخن فيه احد الابوين تكثر أمراض الجهاز التنفسي لدى اطفاله.


• عدم المبالغة في تدفئة الأطفال بالاكثار من الملابس الشتوية.
• تجديد هواء المنازل والسماح لأشعة الشمس بالدخول.
• هناك مطعوم للوقاية من الانفلونزا يعطى سنويا وهو يقي من هذا المرض، ويمكن اعطاؤه لجميع الأطفال خاصة الطفل الذي يعاني من مرض مزمن كالربو الشعبي والسكري وسوء التغذية وعيوب القلب الخلقية.

د. عبدالإله الحاج عید
استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة

مصدر الصورة
pixabay.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *