الذاكرة والتذكر وطرق تحسينها

عمليات التذكر
شروط حدوث الانتباه
أنواع الذاكرة طويلة المدى
الاسترجاع
كيف تقيس قدرتك على التذكر؟
تحسين الذاكرة

تعتبر الذاكرة، المخزن الذي يتم تجميع المعلومات فيه، لكي يتم استرجاعها وقت الحاجة من خلال عملية تعرف باسم التذكر، ويجمع عدد كبير من علماء النفس، على أن للإنسان أكثر من ذاكرة يتم أرشفة المعلومات فيها، وحسب ما توصل اليه اتكينسون وشيفرون ضمن نظريتهما الشهيرة عن الذاكرة، فان للإنسان ثلاثة أشكال أو أبنية من الذاكرة، هي الذاكرة الحسية والذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى.

التذكر كعملية :-

تدخل المعلومة أياً كان نوعها ( سمعية ، بصريه ، شمية ، ذوقية ، لمسية ) في المسجل عبر الحاسة التخصصية (الأذن ، أنف ، اللسان ، الجلد ) وتبقى فترة قصيرة ثم ينتقي الانتباه بعض هذه المدخلات ويتعرف إليها ويحولها إلى الذاكرة قصيرة المدى ويحدث هذا لاستدعاء بعض المعلومات ذات الصلة من الذاكرة طويلة المدى وهنا تبقى هذه المدخلات فترة قصيرة وبعد ذلك أما أن تحل محلها مدخلات أخرى أو أن يتم التدريب عليها ومن ثم تنتقل إلى الذاكرة طويلة المدى حتى يحتاجها الشخص ومن ثم يسترجعها .

التطورات التي حدثت في القرن التاسع عشر والتي ساعدت في تحديد ملامح البحث في مجال التذكر والتعلم:-

1-التطورات الأول :- وهي جهود وليم جيمس في التمييز بين الذاكرة الأولية والذاكرة الثانوية حيث يرى أن الذاكرة الأولية تشمل المفاهيم والأفكار الموجودة في وعي الفرد الآن ، بينما الذاكرة الثانوية الأفكار الأخرى التي لا يعيها الفرد الآن ولكم جعلها في الوعي عند الحاجة .

-2التطورات الثانوية :- حدث على يد ابينجهوس من خلال تجاربه التي أجراها في مجال التعلم والذاكرة فقد كان أول من استخدم أساليب علمية في البحث لتحديد ملامح التعلم والذاكرة .

عمليات التذكر :-

1-الانتباه والاختيار :- الانتباه هو أول عمليات الذاكرة والبيئة وهو التركيز على جزء من البيئة المادية أياً كان هذا الجزء صوت أو صورة أو ملمس أو مذاق وهو توجه الحواس إلى المعلومات المتاحة في وقت معين .

شروط حدوث الانتباه

أ- شرط يتعلق بالمعلومات مثل سيادتها على غيرها من المعلومات بسبب قوتها أو تأثيرها أو تكرارها واختلافها .
ب_ شرط يتعلق بالشخص ذاته بحالته النفسية وقدرته على التركيز التي يجب أن تتغلب على مصادر التشتيت.

أهداف الانتباه :-

أ-مراقبة عناصر البيئة .
ب-التركيز على بعض منها مثال (اندماجك عندما تشاهد مباراة تنتبه إلى بعض عناصر البيئة أو المكان الذي أنت فيه كأن تعتدل في جلستك عند دخول والدك أو أخاك الأكبر عليك الغرفة .

2-الترميز :-ترجمة المعلومات المدخلة إلى تمثيل عقلي يمكن تخزينه في الذاكرة ويمكن ترميز المعلومات لصوتهـا ( الرمز السمعـي ) أو مظهرهـا ( الرمز البصري ) أو معناها ( الرمزالسيمانتي ) مثلا إذا قمت بترميز المعلومات بصرياً فإنك تستطيع استدعائها بسهولة أكبر إذا ارتبطت بمثيرات .

ميز العلماء بين نوعين من الإعادة والتكرار

-الإعادة والحفظ :- هدفه الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة قصيرة المدى دون القدرة على تحويلها إلى الذاكرة طويلة المدى وذلك لغرض آني .
-الإعادة المطولة:-وهي تستهدف إلى الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة قصيرة المدى وتسهيل تحويلها إلى الذاكرة طويلة المدى .

3-التخزين :- هي عملية الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة الذي ، أشار اتكينسون وشيفرين لوجود ثلاثة أنظمة متفاعلة للذاكرة وهي :-

– الذاكرة الحسية :- إنه نظام الذاكرة الذي يتحكم في المعلومات الآتية عن طريق الحواس لفترة تتراوح بين جزء من الثانية عقب انتهاء المثير ولها نمطان :-

النمط الأيقوني :- يتعامل مع المعلومات البصرية وهي تبقى أقل من ثانية .
النمط السمعي أو الصدري :- وهو يتعامل مع المعلومات السمعية وهي لمدة ثلاث أوأربع ثواني .

-الذاكرة قصيرة المدى :- وهو مخزن محدود للسعة يمكنه الاحتفاظ بالمعلومات لمدة تتراوح بين عشرين وثلاثين ثانية وذلك في عدم تكرارها فان تم التكرار زادت المدة .

-الذاكرة طويلة المدى :- المستودع الدائم للمعلومات ووجودها منظمة في مناطق الذاكرة .

أنواع الذاكرة طويلة المدى :-

-نموذج الذاكرة الضمنية مقابل الذاكرة الصريحة :- تسمى بالذاكرة الإعلامية وهي مجموعة من المعلومات التي يتذكرها العقل الواعي مثل اللغة والحقائق والمبادئ والمعلومات العملية والخبرات الشخصية .
-نموذج ذاكرة المعاني وذاكرة الأحداث : وهي تتعلق بذاكرة المعاني بالحقائق الثابتة عن العالم وهي تشبه الذاكرة الصريحة وهي جزء من الذاكرة الإعلامية التي تخزن المعلومات العامة وهي دائرة المعارف العقلية الخاصة ، أما ذاكرة الأحداث تختص بالخبرات والعلاقات الشخصية أو ذاكرة السيرة الشخصية للفرد .

تختلف الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى في ثلاث أمور وهي:

1)السعة :- هي مقدار المعلومات التي تستطيع كل ذاكرة منها الاحتفاظ بها فالذاكرة طويلة المدى غير محدودة أما قصيرة المدى كما وضحها جورج ميللر أنها تستوعب مقدار 7 وحدات زائد أو ناقص وحدتين مع اختلاف الناس في سعة الذاكرة قصيرة المدى .
2)النسيان :- يحدث في الذاكرة قصيرة المدى أسرع مما يحدث في الذاكرة طويلة المدى فهو يحدث في الذاكرة قصيرة المدى بسبب عملية الاضمحلال وفي الذاكرة طويلة المدى بسبب التداخل .
3)الرموز والترميز :- طبقاً لنظرية اتكينسون وشيفرون فإن الرموز الأولية في الذاكرة قصيرة المدى هي رموز لفظية أو صوتية فونولوجية ويمثل الرمز الفونولوجي الكلمة من حيث نمط الأصوات الأساسية التي تشكل اللغة بينما يعتمـد الترميـز في الذاكـرة طويلــة المـدى على الناحيـة السيمانتيـة (المعاني ) .

الاسترجاع

العملية التي يتم بموجبها تذكر شي عند الحاجة إليه مثلاً استرجاع اسم شخص قد خطر في بالك وتعرفه ، والاسترجاع يختلف عن التخزين ، التخزين هو عملية حفظ المعلومات في الذاكرة ، أما الاسترجاع فهو استحضار المعلومات الذاكرة طويلة المدى بالاعتماد على مثير يساعد على استرجاعه .

كيف تقيس قدرتك على التذكر؟

1. طريقة توفير الزمن أو إعادة التنظيم :- عندما تحفظ قصيدة شعرية وتقوم بعد فترة زمنية ثم تعيد تسميعها في ربع ساعة فانك توفر بذلك 57% من الوقت .
2. طريقة الاسترجاع :- عندما تحفظ القصيدة الشعرية وبعد أيام وفي الامتحان لم تستطع إلا تذكر خمسة أبيات من القصيدة فانك بذلك قد وفرت 25% مما حفظت ونسيت 75% منها .
3. طريقة التعرف :- وهو يختلف عن الاسترجاع في أن التعرف هو تذكر شي ماثل أمام حواسنا ويتضح ذلك عند تحديد الإجابة الصحيحة من بين عدة إجابات تلي سؤالا ما .
والتذكر هو معرفة أن ما نسترجعه سبق أن مر بنا حقيقة ، وأنه جزء من خبرتنا ، والتعرف أسهل من الاسترجاع الذي نجد صعوبة في استحضار ما حفظناه ، ولكن إذا عرض عليك الشيء فإنك تتعرف عليه بسهولة ، فمثلا إذا قدم لك زميل أحد أصدقائه في مناسبة من المناسبات وذكر لك اسمه وعمله وخدماته للمجتمع ، وبعد ذلك بمدة من الزمن قابلت هذا الشخص ، فإذا أنت تذكرته باسمه وعمله فإنك تكون قد قمت بعملية استرجاع ، أما إذا نسيت اسمه وعمله وظروف مقابلته ، ولكنه ذكرك بذلك فتعرفت عليه ، فإنك تكون قد قمت بعملية تعرف ، وتأكدت فيها من مطابقة معلوماتك السابقة لما هو قائم أمامك .
4. طريقة إعادة الترتيب :- عندما نذكر للتلميذ عناصر قصة غير مرتبة ليحفظها ، ومن ثم نطلب منه ترتيبها كما سبق ليحفظها .


تحسين الذاكرة :-

هناك عوامل تؤثر في الذاكرة هي :-

1- عوامل خاصة بالمتعلم ذاته :- مثل عوامل النضج والسن والاستعدادات والميول والدافعية والخبرة والحالة الجسمية والنفسية للمتعلم وقت الحفظ والاسترجاع .
2- عوامل خاصة بالمادة المراد تعلمها :-
– وضوح المعنى :- يكون من السهل حفظ وتذكر المادة إذا استطاع المتعلم أن يفهم معناها .
– الترابط بين وحدات المادة :- كلما كانت عناصر المادة المراد حفظها مترابطة ساعد ذلك على وضوح معناها وبالتالي يسهل تذكرها .
– موسيقى المادة وتأثيرها في عملية التذكر :- كلما تميزت المادة بإيقاع موسيقي سهل حفظها وتذكرها .
– طول المادة :- كلما زاد طول المادة المراد حفظها زاد الزمن والجهد اللازمان لذلك .
– ارتباط المادة بحياة المتعلمين وميولهم :- يحفظ الفرد الوحدات التي تتفق مع ميوله واتجاهاته وتشبع حاجاته .
3- عوامل تتصل بطريقة الحفظ وتتمثل فيما يلي :-
– إتقان المتعلم للمادة وتجاوز حد الحفظ عند تسميعك للدرس ومن ثم تركه لابد من مراجعته عدة مرات فالمراجعة تلعب دور في عملية التذكر.
– تداخل مادتين معاً :- ويقصد بها أن المادة الجديدة تتداخل مع المواد القديمة أو أن تؤدي المادة الجديدة إلى محو المادة السابقة التي تعلمها .
– الفترة الزمنية الفاصلة بين الحفظ والاسترجاع :- أي كلما كانت الفترة قصيرة كان الاسترجاع أفضل .
– الاستقرار الانفعالي للمتعلم :- كلما كان المتعلم مستقرا من الناحية الانفعالية كان من السهل عليه حفظ المادة وتذكرها .
– الاستخدام :- يزداد حفظ المتعلم للمادة التي يستخدمها في حياته اليومية داخل المدرسة وخارجها أفضل من تلك المواد التي لا يستخدمها ولا يوظفها .

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهمية وفوائد وجبة السحور في رمضان

تعد وجبة السحور من الوجبات الرئيسية في شهر رمضان المبارك، وتعود فوائد وجبة السحور في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *