التقويم التربوي والمنهاج التعليمي

يعتبر التقويم مكونا من مكونات العملية التعليمية التعلمية إلى جانب الوسائل والطرق والمحتوى . فما هي أنواع التقويم ؟ وما هي أهدافه؟

يشكل التقويم التربوي إلى جانب الأهداف المراد إكسابها والمحتوى والطريقة حلقة من حلقات المنهاج التعليمي إذ انه يعد مؤشرا على مدى ضبط المنهاج التعليمي وفعاليته ودرجة كفايته وبحيث انه يمكن من الحكم على النتائج المحصل عليها كما وكيفا وكذا رصد أماكن القصور والتعثرات والثغرات التي تعترض سير العملية التعليمية التعلمية قصد تحليلها ودراستها وتتبعها من اجل تتخطيها .

وعلى هذا الأساس فان التقويم التربوي يشكل جزءا من المنهاج التعليمي ويتطلب وقفة أو وقفات سريعة لفحص مدى فعالية متغير من متغيرات فعل التدريس أو وقفة طويلة المدى تضع متغيرات المنهاج التعليمي برمتها موضع الرصد والاختبار .

ما الذي ينبغي أن يقومه المدرس ؟

إن التقويم التربوي ينبغي أن يظل ملازما لجميع أنشطة العملية التعليمية التعلمية لمواكبتها ودراستها وتحليلها وتتبعها، لذلك فانه يزاوج بين انجازات المتعلمين ومكتسباتهم وبين متغيرات المنهاج التعليمي لضبط مدى ملاءمتها لاحتياجات المتعلمين ومستواهم الشيء الذي يتطلب القيام بنوعين من التقويم وهما

1- تقويم تشخيصي
أو ما يسمى بتشخيص مكتسبات المتعلمين القبلية وتحليل حاجياتهم وذلك لضمان انطلاقة صحيحة وسليمة لعملية التدريس بملائمة الطريقة المتبعة والوسائل والمحتوى والمضمون لمستوى المتعلمين المستهدفين .

والمدرس مطالب انطلاقا من هنا بإجراء تقويم تشخيصي في بداية كل سنة دراسية أو دورة من الدورات أو وحدة من الوحدات الدراسية وذلك لكون مكونات المنهاج التعليمي متداخلة ومترابطة ومتكاملة فيما بينها ومن ابرز وظائف التقويم التشخيصي رصد موضوعي لإمكانات الانطلاق في عملية التدريس وضبط الفروق الفردية بين المتعلمين والانطلاق بخطة واضحة ومناسبة لحاجات المتعلمين ومستواهم

2 – تقويم التعلمات ورصد التعثرات
ان تعلمات المتعلمين تستلزم تتبعا مستمرا لمعرفة درجة ارتقائها وتعثرها فإذا كانت التوجهات التعليمية ومقاطع التدريس تتبع مسارا منطقيا يقوم على شكل مراحل وأسس وعمليات متناسقة حسب الأهداف المسطرة فان التقويم التكويني يعتبر الأداة الضابطة لهذه المقاطع وتلك العمليات قصد تصحيحها وتوجيهها لتبين للمدرس مدى تحقق الانجازات المرتقبة وليكشف في نفس الوقت عن الصعوبات والتعثرات التي يعترض سير العملية التعليمية التعلمية قصد تخطيها ومن ابرز وظائفه

– الضبط والموازنة وهي تهم المتعلم بضبطه لمكتسباته وتعديل استراتيجياته.
– التعزيز والتثبيت تهدف إلى تعزيز المكتسبات وتثبيتها .
– التصحيح التي تمكن المتعلم من تصحيح أخطائه بنفسه
غير أن التقويم الإجمالي هو الذي يفي كل هذه الأغراض إذ انه تقويم إجمالي ونهائي يكشف عن المسافة الفاصلة بين النتائج التي يجب تحصيلها والنتائج المحصل عليها وإبراز اتساع هذه المسافة لتداركها وهو يستلزم عدة مرتكزات وأسس أهمها

تنوع الأسئلة
تدرج هذه الأسئلة
التحفيز للفهم والتحليل والدراسة والتطبيق
أي الأدوات التي يجب استعمالها أثناء انجاز التقويم ؟
قد تختلف الأدوات والوسائل التي نلجأ إليها لتقويم مكتسبات المتعلمين وانجازاتهم وذلك حسب مراحل هذا التقويم (التشخيص والتتبع والمواكبة والتحليل …… ) إلا انه يمكن إجمالها فيما يلي :


– معيار السرعة يهدف إلى الموازنة بين التلميذ في سرعة انجاز العمل
– معيار الإحصاء وذلك لمعرفة كمية الأفكار والمعلومات في ميدان ما
– تمارين التمييز لمعرفة مدى تمييز المتعلم بين معلومة وأخرى
– تمارين التنظيم وهو يسعى إلى تنظيم مجموعة من المعلومات تنظيما منطقيا .
– معيار المستوى والصعوبة يهدف إلى معرفة مدى اكتساب المتعلم لكفاية من الكفايات .

وختاما فان التقويم التربوي يعد من الأساليب التي يجب اعتمادها في سير العملية التربوية والتعليمية من اجل النهوض بمكوناتها ومعرفة مصادر التعثرات والثغرات التي قد تعترض العملية التربوية .

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *