البراكين بين الكوارث والنعم

نحن لا ننظر إلى البراكين باعتبارها ظاهرة من ظواهر الطبيعة المريعة فحسب، بل وباعتبارها قوة منتجة محتملة في المستقبل هذا ما يقوله الدكتور في الرياضيات والفيزياء بافل توكاريف والذي يتحدث عن البراكين فيتساءل على اية اسس تعتمد اساليب التنبؤ بثوران البراكين سواء كان ذلك على المدى القصير او على المدى الطويل.

ثم يجيب على ذلك بإعطاء مثال التكرر النمطي (المحدد) لبعض الأنواع من ثورات بركان ما والتي يمكن على أساسها حساب احتمالية نشاط البركان في فترات معينة من الزمن. هذا هوالتنبؤ لفترة طويلة وان دقته لا تزال بسيطة ولكنه يوفر فرصة التخطيط لإجراء البحوث وتقييم خطر البراكين المحتمل.

والمعيار الثاني، يتمثل في استمرار زيادة الضغط في الأقسام العليا من القناة التي تنفث منها الحمم قبل حدوث الثوران. ويسبب الضغط المتزايد تدريجيا تشوه في شكل البركان المخروطی او تحطم الصخرة الصلبة وبالتالي تحدث هزة أرضية. وبالتالية إمكانية التنبؤ قبل بضعة أيام بموقع ووقت ثورة البركان والطاقة المتوقعة منه، وهذا هو التنبؤ لفترة قصيرة.

يذكر ان كثير من دول العالم التي تنشط فيها البراكين ، أسست مراكز خاصة للتنبؤ بثورات البراكين ورصدها، وقد زودت تلك المراكز بأجهزة قياس المسافات، وهي أجهزة ضوئية ليزرية تحدد الأشياء من على بعد مائة كيلو متر واكثر وجهزوا ايضا بالسيارات الكبيرة والطائرات العمودية ومجموعات من الأجهزة العلمية المتصلة بالحواسيب المركزية وتصلهم بصورة منتظمة معلومات الرصد الفضائي الكوني ويجري تحليل كافة المعلومات وترسم الخطوط البيانية لسلوك اكثر البراكين نشاطا.

طاقة محتملة هائلة

تمتلك البراكين طاقة حرارية هائلة يمكن الاستفادة منها، فالماغما المتوهجة ووفق كثير من الدراسات تتجاوز حرارتها 800 درجة سلسيوس ، ووفق حسابات الاختصاصيين، فإن عشر هذه الحرارة يمكن ان تشغل محطة كهربائية قدرتها مليون کلیوواط لفترة 100 – 20 سنة ولكن هذا المرجل لم يستخدم بعد، لأنه لم تحل نهائيا حتى الأن مسألة الحصول على الحرارة منه.

هذا وقد تم طرح أفكار لمشاريع أخرى وتم تنفيذ بعض منها، مثلا، يمكن ان تحفرالى باطن البركان الثائر بئران يضخ في الأولى ماء، وعبر الثانية نحصل من الأعماق على بخار جاف ذي ضغط عال. وليس معقدا توجيه هذا البخار الى التوربينات، لأغراض العمليات التكنولوجية، والى منظومات التدفئة. وبفضل صمامات الحفر، قد يتسنی حل معضلة أخرى لا تزال خيالية ، وهو الحصول على الحرارة الفائضة من البركان لاستخدامها في تدفئة المنازل والمزارع في المناطق الباردة.


ولا يجوز كذلك إهمال أن مسألة تكون الخامات مرتبطة بالنشطات البراكنية، ونفس المياه الساخنة الجوفية، التي تعتبر المصدر الواقعي الذي تعلم الناس أن يستخلصوا منه عددا كبيرا من المعادن النادرة والحصول على المواد الثمينة الأخرى .

مصدر الصورتين
pixabay.com

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

انطلاق النسخة العاشرة من معرض أبوظبي الدولي للتمور

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *