الاختبارات محكية المرجع

تعريف الاختبارات محكية المرجع
مفهوم المحك
أنواع المحكات
استخدامات الاختبارات محكية المرجع
أنواع الاختبارات محكية المرجع

صفاء سعيد عبد الحميد

إن تعدد الأنظمة المرجعية في القياس النفسي والتربوي لا يعني أن هذه الأنظمة متعارضة ,فالاختبارات والمقاييس تتنوع استخداماتها وتتباين أهدافها .ولكي نحصل على معلومات مفيدة من نتائج هذه الاختبارات والمقاييس ينبغي أن يستند تفسيرها إلى واحد أو أكثر من هذه الأنظمة المرجعية.

غير أن تزايد الاهتمام بالنظام المحكي المرجع إنما يرجع إلى ما وجهه علماء القياس والتقويم من نقد إلى فلسفة النظام المعياري المرجع ,حيث أنه تبين قلة فاعلية هذه الاختبارات في قياس فاعلية البرامج التعليمية والتدريبية وتقويم المتعلمين تقويما تشخيصيا يحدد جوانب القوة والضعف لديهم بما يمكن من تعزيز جوانب القوة ومعالجة جوانب الضعف والتغلب عليها ؛ من أجل تحسين نواتج هذه البرامج ,وتحقيق الأهداف التعليمية والتدريبية لدى المتعلمين ؛ لأن هذه البرامج تهدف لاكتساب كل متعلم المعارف والمهارات المطلوبة ومساعدة كل منهم للوصول إلى مستوى كفاءة مرتفع من خلال استراتيجيات تعليمية مناسبة لقدراته واستعداداته , وتعتمد هذه الاستراتيجيات على أهداف إجرائية محددة تعبر عن نواتج قابلة للقياس باستخدام الاختبارات محكية المرجع .

وهذه الاختبارات تقيس مدى تحقيق المتعلم لهذه الاهداف في ضوء مستوى أداء محدد مسبقا .وبذلك يتحول الاهتمام من الموازنة بين المتعلمين إلى التحقق من كفاءة كل منهم ومدى اكتسابه للمعارف والمهارات , وتشخيص الصعوبات التي تعوقهم عن تحقيق ذلك استنادا إلى الاختبارات مرجعية المحك , ومن ثم تصميم برامج علاجية مناسبة للتغلب على هذه الصعوبات

تعريف الاختبارات محكية المرجع

لقد تعددت وتنوعت تعريفات الاختبارات محكية المرجع وربما يرجع ذلك إلى حداثة مفهومها , وتعدد أنوعها كما يرجع إلى عدم الاتفاق حول مفهوم المحك criterion كما سأوضحه فيما بعد .ولكن قبل تعريفها سأذكر بعض الاعتبارات للاختبارات محكية المرجع منها :

تعريف النطاق السلوكي الذي يقيسه الاختبار تعريفا دقيقا مما يساعد على اختيار المفردات تمثل هذا النطاق .
استخدام نتائجها لاتخاذ القرارات الخاصة بتحديد مستوى كفائة الطالب مما يساعد على تشخيص نواحي قوته وضعفه .

مقارنة أداء الطالب بمستويات محددة يتخذ في ضوءها قرارات تربوية متعلقة بمدى اتقان الطالب .

تعريفها : هي الاختبارات التي يتم تفسير نتائجها في ضوء محك محدد مسبقا ويتم الحكم على آداء الفرد في ضوء هذا المحك

أو هي الاختبارات التي ينصب التركيز فيها على مدى وصول التلاميذ إلى مستوى من الآداء على المهارة أو المهارات التي تغطيها أسئلة الاختبار .

أو هي الاختبارات التي تستخدم لتحديد مكانة الفرد بالنسبة لمجال سلوكي حسن تعريفه
(مجال سلوكي حسن تعريفه يشير إلى فئة من العناصر السلوكية للمتعلم كالقدرة على أن يضرب ضربا صحيحا أي زوج من الأعداد ذات الرقم الواحد )

يرى جيمس بابام أن الاختبار المحكي هو ذلك الاختبار الذي يستخدم في تقدير أداء الفرد في نطاق سلوكي محدد تحديدا دقيقاً.

والخلاصة أن القياس المرجعي المحك هو
أن نحدد مجالا سلوكيا تحديدا واضحا .
أن نحدد العلاقة بين آداء الفرد وهذا المجال السلوكي

مفهوم المحك

هناك عدة وجهات نظر في المحكات المقصودة في الاختبارات محكية المرجع ويمكن اجمالها على النحو التالي :

المحك هو أساس خارجي للحكم على الآداء في الاختبار
أو هو مقياس مناسب ومباشر للسمة أو السلوك موضوع الاختبار
أو هو معيار مقبول يمثل مقياسا للسمة أو القدرة التي يهدف المقياس إلى التنبؤ بها .
يرى بعض علماء القياس مثل جليزر Glaser ونيتكوNitko أن مفهوم المحك يعني نطاق شامل من المعارف والمهارات المحددة تحديدا جيدا بحيث يمكن نتيجة لموازنة أداء الفرد في الاختبار بهذا النطاق أن نعرف ما يستطيع الفرد أن يؤديه وما لا يستطيع أن يؤديه
بينما يرى البعض الآخر أن المحك هو مستوى الآداء أودرجة القطع .
ويرى البعض الآخر أن المحك هو ما يمتلكه الفرد من معارف ومهارات وكفايات في وقت معين .

أنواع المحكات

اختلفت آراء بعض العلماء في المحكات على النحو التالي

هدف تعليمي
مستوى كفائة المتعلم المرغوب فيه .
نتيجة مرغوب في تحقيقها بعد التعلم مثل الأنماط السلوكية المرغوب فيها للمواطن
في حين أن بعض العلماء يرى أن المحكات تختلف باختلاف ما يهدف المقياس لقياسه وتتضمن هذه المحكات ما يلي :

التحصيل الأكاديمي العام :
الموشرات التي تستخدم كمقياس لهذا المحك : الدرجات المدرسية , درجات الشرف , الجوائز والمنح . وقد استخدم في حساب صدق اختبارات كثيرة مثل اختبارات الذكاء ,والاستعدادات الفرقة .

الأداء في برنامج تعليمي أوتدريبي معين :
المؤشرات التي تستخدم في قياس هذا الآداء : التحصيل في بعض المقررات التي ترتبط بالعمل في مهنة معينة أو آداء الأفراد في مواقف التدريب الفعلية ومؤشراته مثل تقديرات المدربين أو النجاح أو الفشل في التدريب وقد استخدم هذا المحك في حساب صدق الاستعدادات الموسيقية الفنية .

الأداء على العمل نفسه (الأداء الواقعي والفعلي للأفراد في العمل )
والمؤشرات التي تستخدم في قياس الآداء على العمل نفسه :مقدار الإنتاج ,ونوع الإنتاج والمرتبات .وقد استخدم هذا المحك في حساب صدق اختبارات الذكاء والشخصية

استخدامات الاختبارات محكية المرجع

تستخدم في كثير من الأغراض التربوية التي تتعلق بتقويم كفايات الأفراد وما يمتلكون من معارف ومهارات وظيفية مكتسبة من برامج تعليمية أو تدريبية محددة بالأهداف والنواتج .

وسأوضح فيما يلي بعض الاستخدامات العامة لهذه الاختبارات :

تسكين الطلاب على متصل التعلم: حيث تقدم بروفيل عام لآداء الطلاب في مختلف الوحدات الدراسية أو التدريبية , وتطبق اختبارات التسكين عادة في بداية العام الدراسي أو البرنامج التدريبي .

تشخيص تحصيل الطلاب : حيث تشخص جوانب القوة والضعف لدى الطلاب , وتفيد المعلومات المستمدة منها في تحديد المجالات التي تتطلب العديد من العناية .

مراقبة تقدم الطلاب : وهذا الاستخدام يعد أساساللامتحانات التي تجري عقب الانتهاء من تعلم وحدات دراسية معينة .

تشخيص تحصيل الصف المدرسي : يمكن تطبيق الاختبارات التشخيصية على مستوى الصف المدرسي بنفس طريقة استخدامها لتشخيص تحصيل كل طالب على حدة .

مراقبة تقدم الصف المدرسي : يمكن تجميع البيانات المتعلقة بكل طالب في الصف المدرسي , لكي تقدم للمعلم صورة كلية عن تقدم مجموعة طلاب الصف .

تقويم المناهج : حيث يمكن استخدام معاينات المفردات والطلاب في تقويم آداء منهج أو برنامج دراسي معين بدلا من تقويم كل طالب على حدة, فإذا لم يكن هناك وقت كاف متاح لإجراء الاختبارات ,فإنه يفضل استخدام معاينات المفردات الاختبارية وهو ما يعرف بمعايانات المصفوفة , فبدلا من تطبيق جميع المفردات على جميع الطلاب ,ويمكن تطبيق مجموعات فرعية من المفردات على مجموعات فرعية من الطلاب .

تقويم البرامج التربوية المستحدثة : حيث تستخدم في التقويم القومي للتقدم التربوي.

عقود الآداء : ارتفعت الأصوات منادية بتقويم عائد العملية التعليمية في ضوء مدى تحقيقها للمستويات التي يتم تحديدها والاتفاق عليها مسبقا , وبناء الاختبارات مرجعية المحتوى , ويصبح المعلم مسئولا أمام القانون عن تقديم الأدلة التي تبرهن على أن طلابه قد حققوا هذه الأهداف , وتستمد هذه الأدلة من نتائج الاختبارات , وكأن المعلم مرتبط بعقد آداء يكون مسؤولا عن الالتزام به أمام القانون .

أنواع الاختبارات محكية المرجع

تنقسم هذه الاختبارات اعتمادا على درجة تحديد النطاق السلوكي الذي يستند إليه بناء كل منها إلى :

الاختبارات مرجعية الهدف :وهي تلك الاختبارات التي تبنى على أساس مجموعة من الأهداف التعليمية المصاغة صياغة سلوكية ,وتكون هناك مزاوجة بين المفردات وهذه الاهداف غير أن النطاق السلوكي الذي تمثله هذه الأهداف لا يكون محددا , وبالتالي فإن عدد المفردات يكون قليلا , وتطبق هذه الاختبارات عند الإنتهاء من وحدة تعليمية في مجموعتين أحداهما حققت الأهداف والأخرى لم تحققها في ضوء نسبة مئوية من المفردات التي ينبغي الأجابة عليها إجابة صحيحة والتعرف على الأهداف التي لم يستطع كل منهم تحقيقها .


الاختبارات مرجعية النطاق : تبنى هذه الاختبارات بتحديد نطاق سلوكي شامل من المهارات أو المتطلبات تحديدا واضحا ودقيقا ,وتنتقى المفردات التي يشتمل عليها الاختبار من هذا النطاق انتقاء عشوائيا أو بطرق معاينات عشوائية طبقية , ثم تعمم نتائج الاختبار على النطاق الشامل وعلى غيره من النطاقات الاخرى التي تشترك معه في بعض الخصائص .

اختبارات التمكن أو الإتقان : تصمم هذه الاختبارات من أجل تحديد ما إذا كان فرد معين اكتسب السلوك الذي يهدف البرنامج التعليمي إلى تنميته لديه , وتساعد في اتخاذ قرارات تتعلق بإتقان الفرد لهدف تعليمي أو مهارة معينة أو نطاق من المهارات المحددة , ولذلك يمكن أن يكون الاختبار مرجعي الهدف أو مرجعي النطاق وفقا لدرجة تحديد واكتمال النطاق السلوكي للآداء الذي يقيسه الاختبار .

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *