ادت الثورة التكنولوجية الى تغير حاد في حياة الإنسان / pixabay

الإنسان وتحديات المستقبل

الدكتور طارق عبد الرؤف عامر

يواجه الإنسان في العصر الحالي العديد من التحديات و التغيرات المتنوعة و لم يعد أمام المجتمع سوى أن ينظر فى أساس التقدم و التطور، و هو التعليم لاستشراف المستقبل بما يحمله من تقدم حديث و تطور مفاجئ و أن التحديات التى تواجه الإنسانية فى عصرنا الراهن تسبب لإنسان هذا العصر القلق و تثير فيه الخوف و الرعب إلا أنها تضع الإنسان أمام مستقبله بشكل سريع و عنيف و أنها تجعل الإنسان كثير التفكير بالمستقبل
و زاد الاهتمام فى السنوات الأخيرة بوضع الجامعات و دورها فى المجتمع المعاصر، و بمستقبل التعليم الجامعى و أهدافه و التحديات التى تواجهه الجامعات فى مختلف المجالات الاجتماعية ،و الاقتصادية، و السياسية ،و الثقافية، و الأساليب ، و الوسائل التى يمكن أن تستعين بها الجامعات لمواجهة هذه التحديات و التغلب عليها او تذليلها و تطويعها لصالحها و تحقيق أهدافها و خدمة رسالتها العلمية .
و هناك بعض التحديات التى تهددنا و لذلك يجب علينا أن نحدد بعض الوسائل و الأساليب لمواجهة هذه التحديات المستقبلية ونحن ندرك ما يمكن أن تفعله هذه التحديات المستقبلية 0 فالهدف الاساسى لنا اليوم هو ضرورة إعطاء الأفكار الحديثة الفرص لتنمو و تنتشر و من خلالها كيفية مواجهة هذه التحديات .
و التعليم العالى له دور كبير فى تكوين و تقدم المجتمع و تحقيق أهدافه و فى مواجهة التحديات المعاصرة و التغيرات السريعة الهائلة فى مختلف المجالات و فى تلبية احتياجات المجتمع من الموارد البشرية و له دور كبير فى متابعة التقدم العلمى و التكنولوجى و ملاحقة هذا التقدم عن طريق إعداد الباحثين و خلق الطاقات المبدعة و العمل على تنميتها و يتفق المربون على أن إعداد معلم المستقبل مرتبط بما سيوكل اليه القيام به فى القرن الحادى و العشرين ،و بذلك يجب أن ياخذ الإعداد الحالى فى كليات التربية مطالب المستقبل خاصة، و أن الأساليب المتبعة فى كليات التربية أساليب قاصرة لا تصلح لتأهيل معلم المستقبل فى عصر الفضاء و الألكترونيات و الأقمار الصناعية.
و يتفق أيضا مع المربون كثير من القادة السياسيين أن تنمية الموارد البشرية هى المفتاح لمستقبل التعليم العالى و خاصة من أجل إنتاج قوة عمل فنية و صناعية و إدارية و يزداد اتساعا بتنوع الكفاءات و القدرة على العمل الجاد و الانضباط و الإخلاص فى أداء العمل و من الضرورى تنويع مؤسسات التعليم العالى و ليس لمجرد تلبية احتياجات السوق بل أيضا لكفالة توافر النطاق الواسع من المعرفة و القدرات اللازمة فى جميع الدول من أجل دخول القرن الحادى و العشرين
و التغيرات السريعة فى مختلف مجالات المعرفة، و التى تؤثر على المجتمع فى مختلف مجالات حياته سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و تعليميا تتطلب ضرورة موائمة ،و مسايرة مقررات إعداد المعلم لهذه التغيرات بحيث يجب ألا تكون مقررات الإعداد جامدة بل تتسم بالمرونة لدرجة تسمح معها بتعديل مقررات الإعداد بما يتفق، و التغيرات الحادثة فى المجتمع
ويتطلب ذلك بالضرورة تحرر التعليم الجامعى من الأنماط التقليدية القائمة الأن سواء فيما يتعلق بالمناهج أو بعض المقررات أو بعض طرق التدريس مع اتساع النظر فى تصور أهداف الجامعة بحيث تضفى على التعليم الجامعى طابعـا ثقافيا إنسانيا نابعا من التجربة الخاصـة ومن الاتصال بالثقافات العالمية المختلفة . و تواجه الأمة العربية و هى تخطو نحو القرن الحادى و العشرين العديد من التحديات الدولية و الاقليمية و المحلية ،و التى تجعل من التطوير خيارا استراتيجيا لا بديل عنه فالأمة العربية لا تعيش بمعزل عن الدول الأخرى بل تعيش منفتحة على العالم كله بما لها من تراث ثقافى و حضارى يؤهلها للانفتاح على ثقافات العالم و التكيف مع متغيراته .
و أن على كليات التربية باعتبارها أحد مراكز التعليم العالى فى مواجهة هذه التحديات عن طريق الإعداد الجيد للمعلم التى تتوافر فيه الخصائص و المستوى الذى يجعل ذلك المعلم قادرا على مواجهة هذه التحديات، و التغيرات الحالية و المستقبلية و توفير الأعداد اللازمة من المعلمين لسد احتياجات المجتمع من المعلمين .

أولاً: تحدى الثورة التكنولوجية:-

يتميز العصر الذى نحياه بأنه عصر التكنولوجيا بما ينطوى عليه من تطبيق للعلم الحديث فى مختلف المجالات ومن أبرز مظاهر ذلك العصر ، ثورة الاتصالات ، وثورة تكنولوجيا المعلومات فقد أدى التطور الهائل فى تكنولوجيا الاتصال إلى تحويل العالم إلى ما يشبه القرية الصغيرة وربط الشعوب المتباعدة بعضها ببعض وأصبح الإنسان قادراً على رصد ما يجري عل الطرف الآخر من الكرة الأرضية بالصوت والصورة فى لحظة قيم الحدث وأسهمت تلك الثورات فى ظهور مفهوم جديد للعصر الذى نحياه الآن وهو عصر العولمة ، فقد غيرت ثورة الاتصالات من طبيعة وسائل الإعلام العالية وأدت إلى انتشار المعلومات من خلال البث بالأقمار الصناعية ونقل الصوت والصورة إلى جميع المناطق فى الكرة الأرضية .
تعد الثورة العلمية و التكنولوجية من أهم الظاهرات التى تميز العصر الحالى و تعود أهميتها إلى التأثير العميق الشامل الذى تحدثه فى كافة جوانب الحياة و إلى المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية التى تثيرها و لقد نجم عن هذا الانفجار المعرفى و التكنولوجي العديد من التغيرات فى كافة المجالات إذ زادت حدة التغير الاجتماعي و بخاصة فى القيم و المؤسسات ،و العلاقات الاجتماعية فالتغير فى القوى المنتجة سيلقى بظلاله على أنماط الحياة الاجتماعية بأسرها فمع زيادة الحاجة إلى عمالة جديدة و الأتجاه الى اللامركزية الإنتاج بفضل عصر المعلومات ستتجه الدول الصناعية إلى نشر السكان و عدم تركيزهم فى المدن كما يتوقع الزحف على المدن فى الدول النامية و زيادة عدد سكانها كما يتوقع أيضا زيادة الإستهلاك الفردى و نقص ساعات العمل و زيادة وقت الفراغ نظرا لزيادة القدرة الإنتاجية زيادة هائلة كما يتوقع أن يحدث تغيير فى الطبقة العاملة و طبيعة عملها و من ثم عقليتها المهنية و الاجتماعية
يعتمد امتلاك زمام التقدم العلمى والتكنولوجى علىتعليم جامعى قادر على إعداد قوى بشرية قادرة على التعامل مع التقدم العلمى والتكنولوجى ، حيث لا مكان فى الوقت الحالى لتعليم جامعى منعزل عن المجتمع وما يلحق به من تغيرات ، وإن التعليم الفعال هو القادر على توثيق الصلة بين المجتمع وأفراده وإحداث التنمية الشاملة فى ظل هذا العالم المتغير ، فلم يعد دور الجامعات إعداد الطلاب لوظائف تقليدية فقط بل إعدادهم للتفاعل بفعالية واقتدار مع وسائل الإنتاج المتجددة لأن الوظائف التى يلتحقون بها بعد انتهاء دراستهم ربما تختفى من جراء طبيعة المتغيرات التكنولوجية .
ويقصد بالتقدم والتكنولوجى التغير السريع فى مختلف جوانب الحياة والتطور العلمى وما يرتبط به من تطبيق تكنولوجى فى هذه الجوانب الحياتية والإبداع العقلي والمعرفة العلمية المتقدمة والاستخدام الأمثل للقدرات البشرية والمادية وزيادة فاعلية المنظومات الحياتية والتحكم فيها .
و الثورة التكنولوجية هى ثورة تعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة و الاستخدام الأمثل للمعلومات المتدفقة و يعتبر خبراء الدراسات المستقبلية أن حجم المعرفة العلمية سيتضاعف كل سبع سنوات أى أن حجم التراكم فى هذه المعرفة خلال السنوات المتبقية من هذا القرن و هذا الكم الهائل و المهول من المعرفة يحتاج إلى تنظيم سريع و مستمر لمن يريد أن يستخدمه و هذا التنظيم السريع لتدفق المعلومات و التعرف على طرق استخدامها هو محل التقدم فى القرن القادم .
و العلم يتطور فى عالمنا بسرعة مذهلة حيث تتضاعف المعرفة و تتولى الكشوفات العلمية بمعدلات متسارعة يتبعها تزايد المبتكرات التقنية و اتساع التطبيقات الإكترونية ، و ساعد على ذلك تبدل أساليب العمل و الإنتاج و زيادة التخصص و ازدياد الاحتكاك الثقافى بين المجتمعات و تدخل العلم و التقنية فى حياة الفرد، و المجتمع ،و المدرسة فى عصر العلم، و التكنولوجيا بدعوة إلى تغير طرقها و أساليب فى تربية النشئ و تعمل على تزويدهم بأدوات الكشف عن المعرفة و المهارات الأساسية فى التفكير و التعبير و أن تنمى، لديهم القدرة على الملاحظة و البحث و غيرها من الطرق التى تمكن من أن يعلم نفسه بنفسه
و سوف تؤدى تكنولوجيا المعلومات فى مجتمعات ما بعد الصناعة إلى وجود فراغ أو فجوة بين الذين يملكون المعلومات و يستخدمونها و يستفيدون منها و بين الذين لا يملكون تلك المعلومات، و لا يستطيعون استخدامها أو يستفيدون منها و نتيجة لذلك سوف تزداد حجم تلك الفجوة كما زاد هذا الكم الهائل من وسائل المعلومات و الاتصال
و بناء على ذلك فإن تكنولوجيا المعلومات مكنت الإنسان من أن يراجع عقله فى أى وقت و فى أى نوع من المعلومات فى وقت قصير جدا إذا احتاجها لأن عملية التسجيل للمعلومات و الوعى بها يجعلها قابلة للتحسين و الإضافة و التعديل بالاعتماد على قواعد أساسية لذلك التطوير أو التعديل أو التحسين و على ذلك فالتعليم العام يجب التزويد بالمستوى الأعلى من المعارف و الحقائق بشكل مطلق فهو يقدم المعلومة مجــردة و يؤكد و جعلها مفيدة فى عالم الواقع
و لم تقتصر هذه الثورة العلمية على الجوانب النظرية بل تعدتها الى الجوانب التطبيقية فقد تقلصت الفجوة الزمنية بين النظرية و تطبيقها بصورة واضحة ملحوظة .
ولا يقتصر مفهوم التكنولوجيا على الأدوات و الوسائل التى يمكن أن تسهم عملية التعليم ،و التعلم بل يتعدى ذلك الى الطرق، و الاستراتيجيات التى يتم من خلالها تطبيق النظريات و الأفكار، و المعارف الى أدوات منتجة يمكن من خلالها تحسين العمل
و ما يشهده العالم اليوم من تغير فى مجال تكنولوجيا المعلومات ، و مصادر الحصول عليها يعد من أكبر العوامل ذات التأثير فى المنهج المدرسى فارتباط المنهج المدرسي التقليدى بالكتاب، و بالمعلم أخذ بالانحسار لصالح مجموعة متعددة من مصادر المعرفة التى أصبحت فى متناول الجميع 0 ففى الوقت الراهن تقوم مراكز مصادر التعلم العالمية بتوفير المعلومات لطالبيها فى جميع مجالات المعرفة عن طريق وسائل و أدوات متطورة تعمل بكفاءة و فعالية
و نـجد أن تكنولوجيا المعلومات الحديثة، و العولمة واقعا جـديدا فى مجال التعلي و بخاصة التعليم العالى إلى جانب المجالات الحياتية الأخرى و يتطلب الأمر أن تغير جامـعات الوطن العربى من فلسفاتها و مناهجها و مؤسساتهـا التعليمية التقليدية ،حيث أن الأساتذة و الطلبة بدؤا يدركون بـعض الـتغيرات التى جاءت بـها التكـنولوجيا الحديثة و العولمة و أولـى هذه التغيرات القنـاعة بأن عملـيات الـتعليم و التـعلم يـمكـن أن تــكون خارج أسوار الجــامعة و أن المفهوم التقليدى للجامعة و الكلية يمكن أن يطور و يجدد بل يتغير كليا و ياخذ شكلا آخر مختلفا عن الشكل القديم و هذا الاتجاه يزداد قوة و سرعة ليس فى الوطن العربى فقط بل فى جميع أنحاء العالم تقريبا
و كل تغير مجتمعى لابد أن يصاحبه تغيير تربوى و أن هناك من يرى النقلة المجتمعية التى ستحدثها تكنولوجيا المعلومات ما هى فى جوهرها إلا نقلة تربوية ، و تبرز علاقة المعلومات بالتربية خاصة جانبها التعليمى بشكل مباشر إذا ما نظرنا إلى التعليم بصفته فى اقتناء المعرفة
و لذلك فمن الواجب دراسة التكنولوجيا المستخدمة اليوم للوصول الى الفوائد و الحدود لمختلف الوسائل للتعليم العولمى للغد
و استثمارانا فى مجال التكنولوجيا قد طورت بشكل واضح قدرتنا على الاستجابة للظروف المتغايرة أنه على أساس يوحى بأننا جميعا نتفاعل مع أنظمة المعلومات و فى المستقبل سنعتمد أكثر على نظم المعلومات إن معرفة قدرة نظم المعلومات ،و القدرة على وضع هذه المعرفة محل العمل أن تنتج مؤسسات ووظائف شخصية و التى تصل لأهدافهم و إلى مجتمع بنوعية حياة سامية و يتضح من ذلك أن للعلم دورا كبيرا و مؤثرا فى العصر الذى نعيش فيه فنحن فى حاجة إلى علم يهيئ الفرد و المجتمع لحقائق الثورة التكنولوجية و بذلك يصبح واضحا أنه يجب الربط بين التقدم العلمى، و التقدم التكنولوجى مما يتطلب ذلك أثرا على النظام التربوى، و على اختيار نوع التعليم مما يعدهم للحياة العملية فى المستقبل و مما يؤثر ذلك على عملية إعداد المعلم مما يجب أن تتناول عملية إعداد المعلم أن تحول وظيفة المعلم من مجرد ملقن و محفظ و استظهار للمعلومات و المناهج و المقررات الدراسية الى متبع للمنهج العلمى، و مسهلا لعملية التعليم وأن يتسم بالمرونة و ممارسا لعديد من الأنشطة الـدراسية و تحول المتعلم من متلقن سلبى الى متعلم مشارك و مناقشا و محاورا إيجابيا للحصول على المعرفة و يساعد على ذلك أيضا تكنولوجيا المعلومات التى يجب أن تدخل بصورة مهيمنة فى برامج الإعداد بحيث تمكن المعلم بتهيئة التلاميذ للتعامل مع المستقبل و التعرف على تكنولوجيا المعلومات و يجب أن تصبح ضمن مقررات كلية التربية بصورة عامة بدلا من تخصص فريد بهدف تمكين المعلم أن يساير مجتمع المعلومات ،و التعامل مع متطلبات المستقبل بإلاضافة إلى ذلك يجب أن تصبح نظم التربية متجددة بحيث تتفق مع مسايرات العصر و تحديات متطلبات المستقبل و هكذا تبدو الحاجة ماسة إلى الاهتمام بالتعليم و بالتكنولوجيا للمعلم العربى و يمكن أن يكون ذلك من خلال برنامج تعليمى يساعد المعلم على تنمية فهمه و كفاءته فى التصميم و الإنتاج و الاستخدام للمنتجات ،و النظم التكنولوجية .
و يجب على المعلم مواكبة هذا الكم الهائل من الانفجار المعرفى و تكنولوجيا المعلومات بحيث أن يظل على أتصال دائم بتلك المستجدات و المستحدثات و ملاحقة هذا الكم الهائل من الانفجار المعرفى من المعلومات و القدرة على استخدام الأساليب التكنولوجية فى العملية التعليمية

ويتصف التقدم التكنولوجي بمجموعة من الخصائص والسمات أبرزها :

ظهور تكنولوجيا جديدة ، مثل التكنولوجيا الذرية ، والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الفضاء والإلكترونيات الدقيقة .
يتسم بالإيقاع المتسارع والذى سوف يغير نسيج الحياة وإبقاعها وانعكاساتها على النظم السياسية والاقتصادية والتعليمية والعسكرية .
ظهور التكتلات الاقتصادية الضخمة والسباق فىالإنتاج والصناعة لكسب المزيد من الأسواق العالمية والاتجاه المتزايد نحو الخصخصة انطلاقا من قاعدة معلوماتية ضخمة لتصبح التكنولوجيا هى المورد الرئيسي للاقتصاد المتقدم .
يحدث بمعدلات متسارعة للغاية إلى حد ضاقت معه الفجوة الزمنية التى تفصل بين تاريخ الاكتشاف العلمى وبين بداية تطبيقه عملياً .
استحداث صناعات وخطوط فرعية جديدة الصناعات الحديثة المتنوعة ، مثل البرمجيات والإلكترونيات الدقيقة .
مساعدة التقدم العلمى والتكنولوجى على اختصار العمل اليدوى والميكانيكى والاعتماد على المجهود الذهنى .

ثانيا -تحدى المعلوماتية و صناعة المعرفة :-
يمر العالم الآن بثورة تكنولوجية تعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة و الاستخدام الأمثل للمعلومات ،و الكم الهائل من المعرفة يحتاج إلى تنظيم سريع و مستمرلمن يريد أن يستخدمه بالإضافة إلى التعرف على طرق استخدامها فهو المحك للتقدم ،و مواجهة القرن القادم و هذه القدرة التكنولوجية سوف يتأثر بها الجميع مما تحدث نوعا من التغير الاجتماعى المتسارع من الفرد، و المجتمع لكى يكونا سريعى التكيف مع كل تحول و تغير
و لا جدل أن ثورة المعلومات التى يشهدها العالم الآن أحدثت ،و مـا زالت تحدث طفرة هائلة فى مختلف مجالات المعرفة و هذا يعود الى اعتماد هذه الثورة على المعرفة العلمية المتقدمة و المعلومات المتقدمة سريعة الإنفجار المعلوماتى الناتج عن تضاعف حجم المعرفة و لذا كان من الأمور الطبيعية أن يصــاحب هذا التطور المعرفى تطور تقنيا كبيرا بهدف التوصل إلى وسيلة فعالة للتحكم فى حجم المعلومات و تدفقها و معرفة قدرة نظم المعلومات و القدرة على وضع هذه المعرفة محل العمل يمكن ان تنتج مؤسسات ،و وظائف شخصية
و انتشار المعرفة يتم الآن بسرعة لا تعرف حدودا سوى مدى إتاحة الفرص التربوية و التعليمية ؛ و ذلك بفضل انتشار وسائل الاتصال و وسائط الإعلام الفائقة و التطور التى حطمت الحواجز التعليمية التى كانت تحول دون تقاسم التراث العلمى ،و الثقافى المشترك بين البشر .
و بالطبع فإن المعرفة بنظراتها و تقنياتها و بدائلها و مستواياتها المتفاوتة و قوتها الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية هى المصدر الوحيد للقوة التى تمثل الباعث، و الدافع وراء كل الأنشطة الإنسانية المختلفة . و هى أساس و شريان و عصب التقدم المجتمعي على مر العصور و لا غنى عنها لأى تقدم أو تطور أو نمو على مر العصور
و إن كانت أهميتها تزداد بمعدل تضاعفها أو أكثر ، و هذا يجعل منها تجارة رابحة، و سلعة رائجة حيث تتحدد فى ضوء كم المعارف التى تتحصل عليها الدول مدى مكانتها بين دول العالم المختلفة ومدى تفوقها و انحسارها
وذلك فإن مهمة التعليم العالى ليس فقط تطوير المعرفة و تدريب المتخصصين و لكن أيضا نقل الحضارة و بناء صرح شائع للمعرفة ولذلك فان المهمة العظمى للتعليم العالى هوإنجاز نوع من التكامل فى كلتا الحالتين من المـعرفة ( المعرفة الخاصة و المعرفة العامة للعالم ككل ) و أن يفعل ذلك على أسس و قواعد عالمية
والتخطيط نظام المعلومات يشمل تطوير الاتجاه العام و المحدد لمناطق نظم المعلومات ، و أن برامج المستقبل و مشروعاته قد تم تجديدها من خلال تخطيط نظم المعلومات ،و التى يمكن أن تكون نتيجة مباشرة للتخطيط الإستراتيجى للمنظمة أو المؤسسة ، و أن تخطيط نظم المعلومات يمكن أن يؤثر فى الكثير من المجالات و الأفراد داخل أو خارج المؤسسة ، و تخطيط نظم المعلومات يعرض الكثير من المميزات و تشمل :-

1 – تطوير إستراتيجية طويلة المدى
2- الاستغلال الأفضل لمصادر المعلومات
3-الآداء الأفضل للمجالات الوظيفية

والتخطيط لنظم المعلومات يمكن أن ينتج عنه الاستخدام أو الاستغلال الأفضل لمصادر المعلومات ،و بدون تخطيط لنظم المعلومات يمكن أن ينتج عنه أنظمة أقل تطورا و يمكن من الصعب جدا تقييم آداء يقيم نظم المعلومات ،و استخدام تكنولوجيا المعلومات داخل المؤسسة و أن يكون هناك مستوى لقياس الآداء الفعلى و عدم وجود مستوى للمعيار يمكن أن ينتج عنه سوء فهم بين التنفيذ على المستوى الأعلى و قسم نظم المعلومات
وتتميز المعلومات بعدة خصائص رئيسية يمكن تلخيصها فيما يلي :-

1-التمتع والسيولة فالمعلومات ذات قدرة هائلة علي التشكل فعلي سبيل المثال يمكن تمثيل المعلومات نفسها فيصورة قوائم أو أشكال ورسوم بيانية أو رسوم متحركة أو أصوات ناطقة وتقوم وسائل الإعلام باستغلال تلك الخاصية في تكييف رسائلها الإعلامية بما يتفق مع مصلحة المعلن أو المهيمن .
سهولة النسخ : حيث يستطيع مستقبل المعلومات نسخ ما يتلقاه منها بوسائل يسيرة للغاية
قابلية النقل عبر مسارات محددة ( مثل انتقال موجة أو بثها علي المشاع لمن يرغب في استقبالها) .
إمكانية استنتاج معلومات جديدة من بيانات قديمة قد تكون مشوشة وذلك من خلال تتبع مسارات عدم الاتساق والتعويض عن البيانات غير المتكاملة .
القابلية الكبيرة للإندماج بين العناصر المعلوماتية حيث يمكن ضم عدة قوائم في قائمة واحدة أو إضافة ملف معين لقاعدة بيانات قائمة أو تكوين نص جديد من فقرات يتم استخلاصها من نصوص سابقة .
المعلومات مصدر رئيسي للقوة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية للمجتمعات الحديثة .
المعلومات تنمو مع زيادة استهلاكها فهي لا تتأثر بالاستهلاك وهي المورد الإنساني الوحيد الذي لا يتناقص بل علي العكس

*سمات مجتمع المعلومات : –

إن مجتمع المعلومات هو ذلك المجتمع الذي يسمح بالاتصالات المفتوحة وذلك المجتمع الذي ينتج المعلومات علي نطاق واسع وتنتشر فيه المعلومات بلا قيود وبذلك تصبح فيه المعلومات قوة دافعة نحو توجيه الاقتصاد والتنمية .
ولمجتمع المعلومات سمات تميزه وتميز أيضا المهارات المعلوماتية لأفراده ويمكن إجمال ذلك فيما يلي :
القوة المحركة الأساسية في مجتمعات المعلومات هي إنتاج المعلومات وليس إنتاج السلع المادية .
تكنولوجيا الحاسب الآلي هي التكنولوجيا الأساسية في مجتمع المعلومات .
أساليب حل المشكلات وصناعة القرار هو أساس مجتمع المعلومات .
الصناعات الرئيسية هي الصناعات المعتمدة علي المعلومات والمرتبطة بالمعرفة .
مركز الثقل الاجتماعي سيكون للعاملين في حقول المعلومات والاتصالات وإنتاج المعرفة .
بينما يقوم المجتمع الصناعي علي التخصص وتقسيم العمل فإن مجتمع المعلومات يعتمد علي التكامل والتنسيق وحسن استخدام المعلومات في الواقف المتعددة ومرونة التنقل بين المهن والوظائف .
7-تتوزع السلطة في الوحدات الاقتصادية أفقياً وليس رأسياً وسيتحول التنظيم الإداري من المركزية إلي اللامركزية .
8-ارتفاع قيمة الوقت في مجتمع المعلومات أكثر منه في المجتمع الصناعي .
8-تمتع أفراد المجتمع المعلوماتي بالوعي الكوني أي إدراك المتغيرات العالمية مع إجادة اللغات وأسس الرياضيات والقدرة علي التعلم الذاتي والابتكارية وامتلاك فلسفة كونية تؤكد على المثل العليا ومفهوم الحرية واحترام خصوصية الآخرين
و يجب على المعلم مواكبة هذا الكم الهائل من الانفجار المعرفى و تكنولوجيا المعلومات بحيث أن يظل على اتصال دائم بتلك المستجدات و المستحدثات و ملاحقة هذا الكم الهائل من الانفجار المعرفى ، و المعلومات ، و القدرة على استخدام تلك الأساليب التكنولوجية فى العملية التعليمية و بالتالى يجب أن تتضمن برامج، و مقررات كلية التربية مختلف مجالات المعرفة ، و التكنولوجيا الحديثة و المتقدمة

ثالثاً: تحدى التكتلات الاقتصادية:-
واكبت التغيرات التكنولوجية تطور الاقتصاد فى العالم من اقتصاد ما قبل الصناعة ما يمكن أن يطلق عليه اقتصاد ما بعد الصناعة post industrial economy و الذي يعتمد على التكنولوجية المتقدمة ،و تكنولوجيا المعلومات كما شملت هذه التغيرات أيضا مجال التجارة حيث نجد الآن المؤسسات و الشركات المتعددة التى تتخطــى موازناتها موازنـات الكثيـر من الـدول بل تمتد تعـامـلاتها عبر الحدود و الدليل على ذلك مما سمى باتفاقية التجارة الحرة (الجات) . و المتغيرات الاقتصادية التى يعيشها المجتمع الإنساني بصفة عامة أو الدول النامية بصفة خاصة عديدة يصعب حصرها فى هذا المجال إلا أن اهم عناصرها تؤثر فى العملية التعليمية الجامعية : من هذه العناصر ظهور أساليب فى الإنتاج الزراعي و الصناعي و فى الخدمات و اختفاء أخرى مما يستدعى ملاحقة ذلك فى مضمون العملية التعليمية و منها نوع العمل الذى يقوم به خريجو الجامعة فى حياتهم الوظيفية و ينتظر تزايد ذلك مما يستوجب أسلوبا فى التعليم يركز على الكيف أكثر من مجرد الكم و إتقان المهارة و يركز على تمكين الفرد من اختيار العمل المناسب لقدراته ، و التكيف مع الظروف المتغيرة و من أبعاد التغيرات الاقتصادية الأخذ بمعايير الكفاءة الداخلية فى إدارة المؤسسات المختلفة و من بينها الجـامعات و من أخطر أبعاد التغير الاقتصادى تحقيق زيادة فى الإنتاج و رفع مستوى معيشة الأفراد و ينتظر من الجامعات أن تشارك بصورة أسـاسية فى هذا الجهد بحيث تحقق أهداف خطط التنمية حيث أن معقل الفكر و مركز الثروة البشرية فنقدم أساليب و بدائل جديدة للتنمية ، و تقوم بتخريج الكفاءات البشرية على أختلاف مستوياتها لتقوم بأعباء العمل فى تنفيذ خطط التنمية
و لقد صاحب هذا التقدم الاقتصادى السريع ظاهرة التغير السريع فى بنية المهن و طبيعتها حيث اختفت بعض المهن و ظهرت أخرى ، و لم تعد المهن اليوم تتطلب الجهد العضلى، و القوة الجسمية؛ أنما تتطلب دقة التفكير بدرجة عالية كما حلت التقنيات الحديثة محل الإنسان فى الكثير من الأعمال الأمر الذى دعا بعض الكتاب من أمثال كلاركCLARK فى كتابه عن الحياة فى القرن الواحد و العشرين إلى أن يقول إنه فى حلول عام 2019 سوف لا تبقى فى المصانع وظائف إلا قلة من الفنيين ذلك لملاحظة إشارات التحكم حيث إن مصانع الغد سوف تكون ألية و بأجهزة كمبيوتر توجه إلانسان الألى
و أشارت دراسة أجريت عام 1980 إلى أنه فى فترة تراوحت ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام من بداية عمل المهندسين اليابانيين أكثر من 40% ينخرطون فى تخصصات فنية مختلفة إلى حد كبير عن تلك التى درسوها فى الجامعة و هذا يعنى أنه ينبغى على التعليم أن يعد الأفراد إعدادا يجمع بين الشمول و التخصص بحيث يسهل على الفرد بعد تخرجه أن ينتقل من عمل الى لآخر قريب منه بعد فترة من التدريب، و هذا يعطى للمتعلم الفرصة فى مواكبة التجديدات داخل تخصصه و عليه ينبغى أن ينعكس هذا الاتجاه على سياسة إعداد المعلم بحيث يتسم بالتكامل فيجمع بين الشمول، و التخصص حيث إن ذلك سوف يؤدى الى حسن إدراك المعلم للعلاقة التفاعلية بين مختلف التخصصات من ناحية و يمكن له أن يقوم بتدريس أكثر من تخصصين متقاربين من ناحية أخرى
و هذا الاتجاه لا يقلل من شأن التخصص و أهميته و إنما هى استجابة للتغير السريع فى بنية المهن و تزايد الاعتماد على التقنيات فى أساليب الإنتاج مما يضاعف فى مسؤوليات التربية وذلك من منطلق إحداث التوازن بين التقدم التقنى و التقدم الروحى، و الاجتماعى، و الفكرى سعيا وراء التوظيف الأمثل لهذا التقدم و بصفة خاصة فى المجال الاقتصادى و هكذا فإن ارتفاع مستويات التعليم و الـتدريب من أجل الاحتفاظ بالعمل فى مكان معين و الترقى فيه سيكون دافعا الى إحداث تغيرات هامة فى مجال التعليم بصفة عامة و فى مجال إعداد المعلمين بصفة خاصة
و من هنا فإن التقدم الاقتصادى يتأثر بنوع التعليم و جودته كما تتأثر إنتاجية الفرد بمقدار التعليم الذى حصل عليه و نوعيته، و مقدار ما يتوفر له من الخبرات الأساسية، و القدرات و بهذا يصبح لدى الفرد قدرة متميزة وإنتاجية مرتفعة تحدد موضع الدول على الخريطة العالمية و أن تقدم أى دولة يتوقف على قيمة المعارف فى هذه الدولة ، و فى الوقت الذى نتجه فيه الى الموجة الثالثة و الإنتاج الكثيف للمعرفة، و نجد أن قيمة أى منتج اليوم تتحدد بقيمة مكون المعرفة فى هذا المنتج و إذا كانت المعرفة هى المكون الأساسى فان هذا يعنى أن تصبح قدرة أى دولة على تشجيع أبنائها لامتلاك هذا المكون الأساسى معيار مهما للتقدم و الأمن القومى معا و لكى نستطيع أن نواجه هذا فإنه من المحتم ، و الضرورى أن تحدث تحولات جذرية فى التعليم طالما أن قيمة أى دولة تتمثل فى المكون المعرفى فيها و فى قدرتها على اكتشاف تقنيات جديدة و فى قدرتها على اكتشاف أساليب جديدة لإنتاج تكنولوجيا فائقة فنحن من أجل هذا نحتاج إلى نوعية جديدة من المتعلمين يتعاملون و يتفاعلون مع الموجة الثالثة مع لغة القرن الحادى و العشرين و ألياته
كما أن المتغيرات الاقتصادية تتيح دورا محسوسا للقطاع الخاص فى ظل نظام الخصخصة بما يزيد من دور النشاط الفردى فى إدارة الاقتصاد و إن التغيرات الاقتصادية المعاصرة و المستقبلية تؤثر تأثيرا مباشرا على المدارس و المعلمين من خلال إيجاد توازن بين احتياجات القوى العاملة و هذا يتطلب تحليلا واعيا لمحددات اختيار ،و انتقاء و تدريب التلاميذ، و إعداد معلمى المستقبل ،و إعادة تدريبهم بحيث يكونوا قادرين على اتخاذ القرارات فى أساليب الإدارة الذاتية للمشروعات الاقتصادية و إرساء المفاهيم الأساسية للجودة و تقليل الكلفة و تمويل المشروعات و التكيف مع الظروف المتغيرة و المتوقعة و المحتملة فى فهم المنظور العالمي و المجتمعي و المعرفي و التكنولوجي

رابعاً : تحدى المتغيرات الثقافية :-
يقصد بالتغير الثقافى بأنه ظاهرة اجتماعية طبيعية مستمرة لا تتوقف، و لا يمكن القضاء عليها فالمجتمع فى تغير دائم مهما كانت حالته من العزلة أو البدائية و من عوامل التغير الثقافى طبيعة الفكر الإنسانى نفسه ؛ لأن الإنسان لا يكف عن التفكير و يدفعه التفكير إلى العمل بالاضافة إلى أن الاتصال بين ثقافتين يؤدى إلى التلاحم بينهما سواء كان هذا الاتصال عرضاأم مقصودا هذا بالإضافة إلــى أن البعثات و المهام العلمية تعتبر إحدى الوسائل للاتصال بين الثقافات إلى جانب الثورة التكنولوجية فى عالم الاتصالات أدت إلى اتصال جميع ثقافات العالم عن طريق شبكة المعلومات ووصلات الأقمار الصناعية التفاعلية ،و المستحدثات و الاكتشافات البيئية أدت الى تغير البناء الاجتماعي ؛ و من ثم تغيرت ثقافة المجتمع و يجب تحقيق الوحدة الثقافية العربية ؛و ذلك للحد من الثنائيات و الانفصاليات و الازدواجيات القائمة فى الثقافة العربية و تنمية ما طرأ عليها من علائق و شوائب، و مواجهة الغزو الثقافى الأجنبى الهادف إلى تشويه و تحجيم الثقافة العربية و سبيل ذلك توحيد نظم التعليم العربى و عصريته من خلال برامج تعليمية متقدمة و سلم تعليمى متطور و إدارة تقنية و معلم مؤهل تأهيلا علميا و مبادئ حديثة و مناشط و إشراف تربوى واع
و مهمة الثقافة فى توجيه وعى الجماعة هى توحيد الناس فى مجتمع خاص بهم من خلال تراكيب اللغة و الرمز و المعتقدات و الجماليات و تكنولوجيا المعلومات هى البنية التحتية (الأساسية) لدعم هذا المهام أما بالنسبة لتشكيل وعى الفرد فالثقافة دورها المحورى فى اقتناء المعرفة و تنمية أساليب التفكير و قدرة التعبير عن العواطف و الأحاسيس .
و مهمة التعليم هو تدمير الأسوار الفاصلة التى تحافظ على الهويات المنفصلة و بذلك يخلق التفاهم و يعــزز التعــاطف مع الحفــاظ على الفروق الثقافية فـى الوقت ذاته و بالرغم من أن الجامعة تقف على قمة الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الوعى بثقافات و لغات معينة فإن من تحديات التعليم فى العصر الجديد هو الربط بين قاعدة الفهم المتطور للمصالح الوطنية و الأبعاد الدولية و ينبغى أن يوفر التعليم العالى تعليما أرقى يحافظ على الهويات المستقلة و يعمل مع ذلك على جذب تلك الهويات داخل كل أوسع و أكثر شمولا يحترم كل من الثقافات المتميزة و البيئة متعددة الثقافات و كذلك ينبغى لمؤسسات التعليم العــالى أن تبذل جهودا خاصة للتشجيع على وضع برامج متكاملة ترمى إلى ظهور ثقافة للسلام و تعزيز التنمية المتواصلة
و بذلك لا يجب أن تنعزل التربية عن مجريات الأحداث و أن تحاول خلال عناصرها، و وسائطها التربوية المختلفة بناء الشخصية الخلاقة التى لا تتابع الجديد فحسب ،بل تعمل على صياغة مستقبل أفضل و تجد لها مكانا فى عالم الإبداع و للمعلم دوره الهام، و الخطير فى مواجهة الغزو الثقافى حيث يساعد الأبناء على البحث لأنفسهم عن الذاتية و الهوية الثقافية لمواجهة عالم الغد ذلك أثناء تعلم المهارات الفنية المتعددة و تنمية قدرة الفرد على الابتكار و الابداع و بث روح المنافسة فى التلاميذ و من ثم إعداد الأفراد القادرين على أن يجدوا لهم مكانا فى المجتمع العالمى الجديد .
و لمواجهة هذا التحدى من التحديات يجب أن تكون برامج إعداد المعلم تنمى لديه فهم الثقافة العامة و التفكير الناقد، و القدرة على التشكيل الاجتماعى و تزويده بالمهارات التى تمكنه بالإلمام بالمستحدثات الجديدة فى مجال التعليم و التعلم و أن تتناول برامج إعداد المعلم القضايا، و المشكلات المستقبلية ،و أن تؤهله لكيفية التعامل مع هذه القضايا و المشكلات

خامساً- تحدى المتغيرات الاجتماعية :-
يشهد العصر الحالى كثيرا من التغيرات و التحولات الاجتماعية التى تترك أثارها المباشرة و الغير مباشرة على المنهج الدراسى من أبرز ذلك ما تشهده الأسرة من تغير فى قيمها و أهدافها و طموحاتها و أنماط سلوكها فقد تخلت الأسرة فى المجتمع العربى و الإسلامى عن كثير من أدوارها ،و قيمها السابقة فى اختيار شريك الحياة و الإنجاب و عدد أفراد الأسرة و المشاركة و العمل و الطموح و حلت محل تلك قيم و أدوار جديدة بفعل تأثير كثير من العوامل الثقافية و السياسية، و الإعلامية التى يصعب مقاومتها و الحد من تأثيراتها و بغض النظر عن كون هذا التحول و التغير موجبا أو سالبا إلا أن ما يترتب عليه فى مجال تربية النشئ خطيرا جدا و ليس الأمر مقتصرا على مجال الأسرة لكنه يسرى على كل المؤسسات الاجتماعية التى انتابها التغير و التحول و أخطر من ذلك كله مشاركة الأفراد فى تلك المؤسسات الاجتماعية بفاعلية و من هذا المنطلق فإن على المناهج المدرسية أن تتحمل مسئوليتها الخطيرة تجاه التنشئة الاجتماعية، و إعداد الأفراد للتكيف مع كل المتغيرات و هذا يتطلب أعادة النظر فى أهداف هذه المناهج و مضامينها المعرفية ،و الخبرات التعليمية التى تقدمها،و عمــليات تقويم التعلم كما يتطلب مراجعة النظم و اللوائح التعليمية السائدة و أنماط الإشراف و الإدارة و للمتغيرات الاجتماعية متغيرات عديدة أهمها اختلاف الفوارق الحادة بين الريف و الحضر و طموح أهل الريف ،و هذا حقهم أن يعيشوا حياة أهل الحضر و يصير الفارق بينهم نوع من النشاط الاقتصادي لأنواع المعيشة و منها خروج المرأة الى مجالات العمل ،و سعيها نحو التعلم ، وحركتها نحو المساواة فى الحقوق و الواجبات مع الرجل و هذه الأنواع من الطموح المشروع يفرض طلبا اجتماعيا لابد من الاستجابة له على التعليم الجامعي
و هناك متغيرات اجتماعية أخرى هى علاقة الصغار بالكبار فطغت على السطح علاقات جديدة تمثلت فى جماعات الرفاق ،أو الأصدقاء و التغير فى التراكيب الأسرية و دخول المرأة إلى سوق العمل ،و زيادة الطلب الاجتماعي على التعليم و التزايد السكاني بمشكلاته المتعددة و تغير الاتجاهات ،و القيم و الأخلاق و من أهم هذه المتغيرات أيضا تغير التركيبة السكانية و زيادة عدد السكان أكثر من الموارد المتاحة، و اختلاف توزيع السكان هذا بالاضافة إلى انتشار بعض الظاهرات الاجتماعية السلبية مثل جرائم العنف، و الإرهاب و المخدرات و الإدمان و التفكك الأسرى الى غيرها
و يتطلب هذا التغير الاجتماعى المتسارع من الفرد و المجتمع أن يكونا سريعى التكيف و التأقلم مع كل تحول و تبدل ،و وإلا قضى عليهما هذا التــغير بقطاره المندفع ،و لا يمكن للفرد و المجتمع أن يتكيفا إلا إذا كانا مسلحين بنوع من التفكير و المعرفة يساعدهما على ذلك و يضع هذا العبء أساسا على النظام التربوى .
و المتغيرات التى ينطوى عليها عصر المعلومات ستحدث بالضرورة هزات عنيفة فى منظومة التربية من حيث فلسفتها و سياستها و دورها و مؤسساتها و مناهجها، و أساليبها و أن كل تغيير اجتماعى لابد و أن يصاحبه تغيير تربوى الإ أن الأمر نتيجة للنقلة النوعية الحادة الناجمة عن تكنولوجيا المعلومات لا يمكن وصفه بأقل من كـونه ثورة شاملة فى تنمية الإنسان المــصرى و يقع عبء هذه المهمة على التربية لتسد الفجوة بين قيم المجتمع الثقافية و الأجتماعية و التغيرات التكنولوجية ،و المادية ؛لأن التربية هى التى تكسب السلوك و تعدله و تنوعه و هى التى تشكل الشخصية الإنسانية التى تتفق مع القيم ،و الاتجاهات الجديدة فعلاقة التربية بالمجتمع خاصة فى عصر المعلومات علاقة ذات طابع ديناميكى و نجاح التربية يقاس بسرعة استجابتها و تجاوبها مع المتغيرات الاجتماعية ذات الإيقاع السريع و المتسارع لمجتمع المعلومات مقارنة بالإيقاع البطئ الذى تتسم به عمليات التجديد التربوى المحكومة بالقاعدة الزمنية لقوانين التغير الاجتماعي و هنا ينشأ حدوث فجوة تربوية بين مطالب المجتمع و آداء مؤسساته التربوية لذلك فإن تربية المستقبل لابد أن تكسب الإنسان العصرى أقصى درجات المرونة و سرعة التفكير و قابلية التنقل بمعناه لتغير أماكن العمل و المعيشة و التنقل الاجتماعي تحت فعل الحراك الاجتماعي المتوقع ،و التنقل الفكرى كنتيجة لانفجار المعرفة، و سرعة تغير المفاهيم و لذلك فإن تنمية الإنسان العصرى لمواجهة تحديات القرن الحادى و العشرين تتطلب منه أن يكون قادرا على التعامل مع أدوات وآليات التكنولوجيا المتقدمة
وهذا يوضح إلى أننا بحاجة إلى معلم قادر على حل المشكلات بالطرق المناسبة و التحول المتبادل، و نمو الشخصية المشتملة على قيم و احتياجات الجيل الجديد و لابد أن يكون قادرا على استيعاب القيم القومية و إلانسانية ،و التكيف مع المتغيرات الحضارية، و قادرا على التخطيط و تدريب طلابه على مثل هذه الأمور بهدف تقريب الفوارق الاقتصادية و الاجتماعية0 و الأهم من ذلك أن يكون قادرا على القيام بأدوار قيادية كالإسهام فى عمليات التغير الاجتماعى نحو الافضل .

سادساً تحدى الديمقراطية :-
تعتبر الديمقراطية نوعا من الحق السياسي للشعوب ، و هى ثقافة و فكر و سلوك ،و أنها تحتل فى مجتمعنا مكانة محددة فى منظومة الوعى الاجتماعى و السياسى سواء على مستوى النخبة السياسية و الثقافية بكل شرائحها أو على مستوى القواعد الجماهيرية فى المدن و القرى و مختلف التجمعات الاجتماعية و تشير عديد من البحوث الى أن مسألة الديمقراطية و المشاركة السياسية تحتل مكانة متدنية فى الوعى الشعبى، و حتى بين شرائح الصفوة المهتمة اهتماما مباشرا بشئون السياسة و الحكم و نـجد قضايا التنمية و التحرر الوطنى تتصـدر أولــويات اهتماماتها بينما تتوازى مسألة الديمقراطية و الحق فى المشاركة السياسية من دائرة الأهتمام ، و هناك فريق آخر يعتقد أن تحرير الوطن أهم من تحرير المواطن و الذى يجعل من الحرية الاقتصادية و الاجتماعية سابقة على الحرية السياسية و فريق ثالث يرى تأجيل الديمقراطية لأن الديمقراطية لابد و أن تسير بخطوات محسوبة متواكبة مع ما يتحقق فى المجتمع من تنمية أقتصادية و اجتماعية و ثقافية .
و معنى الديمقراطية يرجع فى الأصل الى فلاسفة الإغريق إلا أن الاستخدام الحديث له يرجع إلى الاضرابات الثورية التى حدثت فى المجتمعات الغربية فى نهاية القرن العشرين ظهرت ثلاث أتجاهات عامة فى الجدل الذى دار حول معنى الديمقراطية و تم تعريفها باعتبارها شكلا من أشكال الحكم من حيث مصادر السلطة اللازمة للحكم و الأغراض التى تؤديها الحكومة و الاجراءات المتبعة لتكوين الحكومة .
و يعتبر مشاركة العنصر البشرى فى عملية التنمية، و تحقيق الإبداع فيها هما جزء من العملية الديمقراطية الأوسع و هما رهن بواقع الحريات التى يمارسها المواطن و الحقوق التى يتمتع بها ، و شــعوره بالكـرامة و تكــافؤ الفرص و تحقيق العدالة، و الحصول على نصيبه العادل من ثمار التنمية لقد أدى إضعاف دور المواطن و تقليص المشاركة الحقيقية فى العملية الإنمائية إلى الابتعاد عن الفئة التى لها المصلحة الحقيقية فى التنمية و أن غياب أو تقليص المشاركة الشعبية و الديمقراطية قد أديا إلى ضعف الإنجازات الإنمائية إذ أن التقدم الاقتصادى لا يتوقع تحقيقه و استمراره فى غيبة الإصلاح السياسى و الاستناد إلى قاعدة ديمقراطية أوسع ،و تمتع فعال بالحريات السياسية
و هذا التحول الديمقراطى لم يعد مجرد استجابة لمطالب فئات و طبقات جديدة ترغب فى المشاركة السياسية، و صنع القرار فحسب ،و لكنه أصبح شرطا ضروريا للثورة التكنولوجية ،و ثورة التكتلات الاقتصــادية حيث تعتمد الثورة التكنولوجية على العقل البشرى الذى تعد الحرية شرطا لازما لضمان عمله بقوة كاملة هذا بالإضافة إلى أن المشكلات المتجددة و بخاصة الناجمة عن الثورة التـكنولوجية هى من التعقيد و التشعب بحيث تتجاوز قدره أية أجهزة حكومية مركزية لأية دولة . فتغير الديمقراطية يفرض على التعليم الجامعى أعباء ليعد المواطنين للمشاركة المسئولة فى حركة المجتمع و لا يقتصر أثر متغير الديمقراطية على هذا الأمر و إنما فرض على الجامعة أن تغير من سياستها فى الاقتصار على تعليم الصفوة الى أن تفتح أبوابها لتعليم الجماهير العريضة و ظهرت الجامعات ذات الأعداد الفقيرة
و لقد ترتب على ما سبق مسئوليات جديدة على الأنظمة التربوية و منها ديمقراطية التعليم Democratization of Education التى أدت إلى التوسع فى الخدمات التعليمية و تقديمها لمجموعات متباينة من الطلاب أكثر من أى وقت مضى و من ثم لم تعد مهمة التربية تحديد و انتقاء الأفراد الذين تقدم لها الفرص التعليمية و إنما أصبحت مهمتها تهيئة الشروط التى تساعد كل فرد على الوصول إلى حد يمكنه الوصول إليه و تسمح به استعداداته0 و هذا يتطلب من المعلمين إعداد أنفسهم و يهيئها لمواجهة ذلك بالإلمام بالخلفيات الثقافية و الاجتماعية المتباينة لتحديد حاجات التعلم لدى الطلبة و تكيف البيئات التعليمية للأوضاع المتغيرة و فى سبيل تحقيق ديمقراطية التعلم حددت منظمة اليونسكو لمستقبلها هدفين هما :-

اولا: جعل حق التعليم واقعا ملموسا لكل المواطنين
ثانيا :يتمثل فى مساعدة الدول الأعضاء فى بناء و تجديد أنظمتها التعليمية كى تتمكن من مواجهة تحديات القرن الحادى و العشرين بما فيه تحدى حق التعليم لكل مواطن
و تحقيق مثل هذه الأهداف يتطلب تهيئة المعلم للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الطلاب متى يتطلب الأمر ذلك، و من خلال الأنظمة غير التقليدية و بخاصة الأشكال المتعددة للتعليم و الذى يجب أن نتوسع فى أنماطه و أساليبه حتى نتمكن من استيعاب كل الراغبين فى مواصلة تعليمهم مع الأخذ فى الاعتبار التباين الكبير الذى يجب أن يوجد فى نظام إعداد المواد التعليمية لهذه الصيغ التعليمية غير التقليدية حيث يفضل أن تتمشى مع مفاهيم التعلم الذاتى و مبادئه المختلفة
كما يفرض ذلك أيضا على كليات التربية أن تجمع فى إعدادها و تدريبها للمعلمين بين التدريس فى التعليم النظامى ،و بين العمل فى محو الأمية بحيث يؤهل المعلم للعمل فى كليهما و فى هذا توفير للوقت و الجهد ،و النفقات و فيه كذلك استجابة لهذا التحدى الكبير و المتمثل فى الأعداد الكبيرة من الأميين التى مازلت أعدادها تتزايد، و بخاصة فى الدول النامية رغم إننا أصبحنا على أعتاب القرن الحادى و العشرين

سابعاً: تحدى الزيادة السكانية :-
إن مشكلة السكان مشكلة عالمية كبرى و أنها تأخذ اليوم أبعادا خطيرة على أبواب القرن الحادى و العشرين و تنذر بتدابير على المستوى العالمى قد لا تكون إنسانية ، و تفرض على الدول المختلفة إتخاذ إجراءات صارمة أحيانا حيث من المتوقع وصول عددد سكان العالم سنة 2025 الى 14.5 مليار نسمة و أن يتركز95% من الزيادة السكانية فى الدول النامية و أن يكون عددد السكان عام 2020 فى الوطن العربى 514 مليون منهم حوالى 85 مليون نسمة فى مصر وحدها و إذا كانت الانطلاقة الثقافية متمثلة فى الثورة الصناعية كعنصر من عناصر التنميـة فـى المجتمع فإن الزيادة القادمة تضع علامات أستفهام كبيرة حول مستقبل الحياة فى بدايات القرن القادم
كما تعد الزيادة السكانية أحد أخطر التحديات التى تواجه مصر و تخطو نحو القرن الحادى و العشرين و تزداد حدة المشكلة إذا أدركنا أن الموارد و خاصة الزراعة و الغذا ء لا يتضاعف بنفس المعدل الذى يتضاعف به عدد السكان و من هنا توجد فجوة حقيقية بين كل من نمو السكان و نمو الموارد و هذه الزيادة السكانية و هى تمثل تحديا خطيرا لهاأثر ملموس على التعليم و النظام التعليمى فهى تعرقل تقدمه و تجعل اليوم الدراسى الكامل عدة فترات قصيرة لا تفى بالاحتياجات التعليمية فضلا عن تكدس الأعداد الضخمة من التلاميذ كما جعلت وباء الدروس الخصوصية ينتعش نتيجة إزدحام الفصل المدرسى ، و نقص الاستيعاب لدى الطلاب، و قلة اهتمام المدرس بتلاميذه لزيادة عددهم على المعدلات المعقولة و أن مواجهة هذه التحديات يتطلب تطوير التعليم كخيار استراتيجى
و من المعروف أن كثافة السكان و نوعياتهم و مستوياتهم لها تأثيراتها على معدلات النمو و التطوير و التغير فى المجتمع و فى بعض المجتمعات تكون الزيادة السكانية أمر مرغوب فيه لتوافر الموارد الكفيلة باستيعاب هذه الزيادة و فى بعضها الآخر تعتبر الزيادة معوقا للتنمية غير أن السائد هو معاناة العالم أجمع من مشكلة الزيادة السكانية و على الرغم من الإنخفاض الضئيل فى معدلات الخصوبة فى العقدين الماضيين الإ أن سكان العالم أستمروا فى الزيادة و يمثل الزيادة السكانية شبحا يواجه المجتمع حيث يلتهم كل عوائد التنمية و يهدد كل المنجزات التى يمكن تحقيقها و يفسر لنا ذلك الضغط غير المسبوق على أنظمة التعليم و زيادة الطلب عليها
و الملاحظ أن معدل الزيادة السكانية العالى يلتهم كل المجهودات التى تبذلها الدولة من إنشاء مدارس، و مساكن، و مستشفيات و تدنى مستوى الخدمات بأنواعها كما أن لها أثر سلبى على التعليم و النظام التعليمى فهى تعرقل اليوم و تجعله على فترات فضلا على تكدس الأعداد الضخمة من التلاميذ و نقص الاستيعــاب و قلة اهتمام المدرس بتلاميذه لزيادة عددهم عن المعدلات المعقولة مما يسبب زيادة نسبة الأمية و تسرب التلاميذ من التعليم هذا بالإضافة الى أن الانفجار السكانى يؤدى إلى أنتشار ظواهر التطرف و الإرهاب خصوصا فى المناطق العشوائية
و ترجع مشكلة الزيادة السكانية الى ارتفاع معدل النمو السكانى و سوء توزيع السكان و قد تؤدى مشكلة الانفجار السكانى إلى عقبات خطيرة تعوق عملية التنمية مما تنتجه من عدم التوازن بين الكثافة السكانية و الموارد المتاحة و العجز عن توفير الغذاء اللازم لهذا العدد المتزايد من السكان، و عدم توفير الخدمات الصحية و التعليمية المناسبه فى مختلف مراحل التعليم، و عدم القدرة على توفير فرص العمل لهذا العــدد من الشباب مـما ينتج عنه مشكــلة البطالة، و غيرهــا من آثار المشكلة السكانية مما ينتج عنه عدم القدرة على استغلال هذه الطاقة و الموارد المتاحة من الشباب و كيفية الاستفادة من المهارات و القدرات لديهم .


و لمواجهة هذه التحديات المعاصرة و التغيرات السريعة فى مختلف المجالات و القدرة على متابعة التقدم العلمي و التكنولوجي و بذلك يتطلب على كلية التربية أن تقوم بإعداد معلم المستقبل الذى يجب أن يكون معلما باحثا و معلما مثقفا و معلما تقنى و معلما مبتكر
وفي ضوء ذلك فعلي التربية كإحدى الوسائل الهامة والضرورية في مواجهة الحاضر والمستقبل وتحدياتهما أن تصيغ من الخطط والأساليب ما يساعد علي مواجهة تلك التحديات من خلال إعداد الأطفال وتهيئتهم للتعامل مع تحديات المستقبل في القرن الحادي والعشرين بالطموح والأمل واثقين بأن العصر القادم هو عصرهم وأنهم قادرون علي مواجهة تلك التحديات. و لتحقيق ذلك يجب على كلية التربية جامعة الأزهر ان تعمل على تطوير أهدافها و شروط قبول الطلاب بها، و جوانب إعداد الطلاب بها و نظام التربية العملية و نظم تقويم الطلاب ، و ذلك لإعداد المعلم بما يتفق و احتياجات المجتمع ، و مواجهة تحديات المستقبل ،و بما يتماشى مع الاتجاهات الحديثة لتنظيم كليات التربية

المراجع

1 – عيد عمر التربية و المستقبل مجلة التربية قطر ع 100 مارس سنة 1992
2 – احمد مصطفى ابو زيد التحدى الثقافى من دور الجامعات فى مواجهة التحديات المعاصرة رسالة الخليج العربى مكتب التربية العربى لدول الخليج السعودية ع 32 سنة 1990
3 – محمد عبد القادر احمد التعليم العالى فى عالم متغير ترجمة أسعد حليم مجلة مستقبليات التعليم العالى للقرن الحادى و العشرين اليونسكو مجلد 28 سبتمبر سنة 1998
4 – هيب فيسورى أهمية التعليم العالى فى عالم متغير ترجمة اسعد حليم مجلة مستقبليات التعليم العالى للقرن الحادى و العشرين اليونسكو مجلد 28 ع 3 سبتمبر سنة 1998
5-عنتر لطفى محمد (ملامح التغير فى منظومة إعداد المعلم فى ضوء التحديات المستقبلية ) مجلة التربية كلية التربية – جامعة الازهر 56 يونيه سنة 1996
6– سعاد محمد عبد الشافى التربية و تنمية الانسان المصرى فى ضوء تحديات القرن الحادى و العشرين مجلة دراسات تربوية و اجتماعية كلية التربية جامعة حلوان مجلد اول ع 3 سبتمبر سنة 1995
7 – سليمان بن محمد الجبر برامج اعداد المعلم بين النظرية و التطبيق دراسات تربوية القاهرة جزء 63 سنة 1994 ص 114
8-جبرائيل بشارة تكوين المعلم العربى و الثورة العلمية التكنولوجية ليبيا المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ط 1 سنة 1986 ص 10
9-حسن الشريف التعلم و استيعاب التكنولوجيا و عصر العولمة ورقة مقدمة الى ندوة (مستقبل التربية العربية فى ظل العولمة التحديات و الفرص) المنعقدة فى جامعة البحرين الصخير 2-3 مارس سنة 1999
10-سعد اسماعيل على التعليم و الاعلام عالم الفكر الكويت المجلس الوطنى للثقافة و الفنون و الاداب مجلد 24 سبتمبر سنة 1995
11-عثمان الجزار اكرام سيد غلاب البنية الثقافية و تنمية الوعى بالتحديات المستقبلية لطلاب كلية التربية فى القرن الحادى و العشرين مجلة التربية كلية التربية جامعة الازهر ع 85 سنة 1999 .
12-سهير احمد محمد حسن دور كليلت التربية النوعية فى اعداد المعلم دراسة تقويمية دكتوراه كلية التربية جامعة الاسكندرية سنة 1998 .
13-اليونسكو تقرير عن التربية فى العالم مجلة مستقبليات ع 86085 سنة 1991
14-على على حبيش استيعاب التكنولوجيا و تحديات العصر القاهرة أكاديمية البحث العلمى و التكنولوجيا سنة 1993 .
15-محمد عبد الحميد محمد ابراهيم البحوث التربوية ياكاديمية البحث العلمى و التكنولوجيا دراسة تحليلية فى ضوء الاحتياجات الحالية و المستقبلية للمجتمع المصرى دكتوراه كلية التربية جامعة الازهر سنة 1998
16-عبد اللطيف محمود محمد التعليم و مستقبل التنمية البشرية فى الوطن العربى و تغيرات نهاية القرن مجلة دراسات تربوية و اجتماعية كلية التربية جامعة حلوان مجلد اول ع اول يناير سنة 1995
17-عبد الفتاح احمد جلال تحديد العملية التعليمية فى جامعة المستقبل دراسات تربوية القاهرة رابطة التربية الحديثة جزء 30 سنة 1991
18عبد الفتاح احمد حجاج رؤى مستقبلية لاعداد المعلم العربى فى ضوء تحديات القرن الحادى و العشرين موتمر تربية الغد فى العالم العربى رؤى تطلعات جامعة الامارات العربية المتحدة العين 24- 27 ديسمبر سنة 1995
19-هيب فيسورى اهمية التعليم العالى فى عالم متغير مستقبليات مجلة التربية المقارنة 0 ترجمة اسعد حليم ع 107 مجلد 28 سبتمبر سنة 1998
20 -بثينة حسين عمارة ثقافة علمية اسرية للقرن الحادى و العشرين القاهرة دار الامين سنة 1999
21-صامويل هانتجتون الموجة الثالثة التحول الديمقراطى فى أواخر القرن العشرين الكويت دار السعاد الصباح ط 1 سنة 1993
1-Beare, H . and Slavughter , R.Educution for the twenty first century . London . Routledge press – 1993
2-Mason , Robin . Globalisaition Education , trends and applicatios . p 67
3-Ralph M.Stair , Principls of information systems amaeagariol , approach Boyd & Fraser publishing cowpceng . Thomas Walker publishing , Boston , USA 1992
4-Wright , Thomorsu & Landa , donald. technology education – aposition statement. Journal of the international technology education associations . jonuary . 1993
5 – Kerk a, Sendra . Life and Work in atechnoloical society 1994Eric Ogest .1994
6 -Eillen Scanlon & Tim oshea . educational computing , John Wiley and Sons ,Chichister , 1987
7- H. Beare and w, Lowe Boydy , Restrucing school : An international Perspective on the movement to trans form theCntral and Performance schools
8- Razik Taher.( Innovations in teacher Training and Prepartion )Teacher Edueation In the Arab States .
9-UNESCO .World action in Education,2 and Education , Paris : UNESCO 1993

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

استكشاف أفضل طرق التعلم

تتعدد طرق التعلم من شخص الى آخر، كما تختلف باختلاف المواضيع الدراسية التي يراد تعلمها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *