اسلوب العقاب لتعديل سلوك الأطفال

يشير العقاب الى العملية السلوكية التي تعمل فيها المثيرات البيئية التي تحدث بعد السلوك على تقليله في المستقبل. ويسمى هذا المثير اذا حدث بالمثير العقابي، وهو عقاب من الدرجة الاولى، او قد يتم عن طريق ازالة مثير ايجابي، ويسمى هذا العقاب بالعقاب من الدرجة الثانية، ولما كانت سيئات العقاب كثيرة، فان المبدأ الاساسي في تعديل السلوك هو الاكثار من الثواب والتقليل من العقاب.
من اساليب العقاب:

1- الاقصاء
2- النتائج الطبيعية للسلوك السيء
3- النتائج المنطقية للسلوك السيء
4- جزاء السلوك
5- الضرب

الاقصاء

يحتاج الاباء الى عقاب الطفل عندما يقوم بارتكاب سلوك سيء، حتى يتعلم الطفل التحكم بالنفس وهناك اساليب للعقاب منها ما يجب اتباعه بعد وقوع الذنب مباشرة ومنها ما يصلح بعد ذلك.
اما الاسلوب الامثل الذي يصلح ايقاعه بعد اداء السلوك السيء مباشرة فهو اسلوب الاقصاء.

ما هو الاقصاء؟

هو وضع الطفل في مكان لا يوجد فيه شيء يفعله فيشعر بالملل فهو يعني الابعاد عن التعزيز والمكافأة والاهتمام، ويتم بابعاد الطفل لمدة قصيرة عن الموقف السار المعزز الذي حصل اثناؤه سوء التصرف، بحيث يوضع الطفل في مكان هادئ خال من المعززات او الاصوات السارة، وبذلك يمنع الطفل من الحصول على الاهتمام والمكافأة بعد اساءة التصرف.

ان طريقة الاقصاء طريقة لتأديب الاطفال، ولها هدفان: هدف فوري، وهدف على المدى البعيد، الهدف الفوري وقف السلوك السيء فورا، اما الهدف البعيد فهو مساعدة الطفل على اكتساب الانضباط الذاتي.

وعندما يوضع الاطفال في الاقصاء يخسرون الاهتمام من عائلاتهم ويخسرون القوة والسيطرة والمقدرة على ازعاج الاباء واغضابهم، لذلك يخسر الاطفال اللعب مع الالعاب التي يحبونها او الانخراط في نشاط يرغبونه.

لا شك ان اسلوب الاقصاء اسلوب سريع ومحدد ومفاجئ ولا يتمكن الاطفال من تجنب هذا النوع من التأديب، ويكون الاطفال عادة حساسين من آبائهم عندما يعاقبونهم بهذه الطريقة، وعادة ما يختفي انزعاج الاطفال سريعا بعد انتهاء العقوبة.

محاسن استخدام الاقصاء

– الاقصاء يضعف بسرعة السلوك السيء
– يساعد الاقصاء على ايقاف السلوك السيء كليا
– سهل الاستعمال من قبل الاباء
– يكون الاباء اقل انزعاجا وغضبا عند استخدامهم لهذا الاسلوب
– يضع الاباء نماذج عقلانية واقل عدوانية للاطفال
– تعود العلاقة بين الاباء واطفالهم الى الوضع الطبيعي بسرعة بعد انتهاء العقوبة

متى يستعمل هذا الاسلوب؟

يستخدم اسلوب الاقصاء بنجاح في سن الثانية الى الثانية عشرة(2-12) سنة، ومع ذلك يجب ان لا يتجاوز عمر الطفل الحادية عشرة عند البدء باستخدام هذا الاسلوب.
ضع الطفل في الاقصاء خلال عشر ثوان من حدوث السلوك السيء لان الفورية في وضع الطفل في الاقصاء هامة جدا اذا كان طفلك بين الثانية والرابعة من العمر (2-4) سنة.
اما الفترة التي يقضيها الطفل في الاقصاء فتكون دقيقة لكل سنة من عمر الطفل، فاذا كان عمره خمس سنوات فيجب ان يمكث في الاقصاء خمس دقائق، واذا كان عمره 7 سنوات فيمكث في الاقصاء 7 دقائق، وهكذا. وعند استعمال الاقصاء يجب ان تكون حازما وثابتا وفعالا لكي يتعلم الطفل السلوك المقبول. وكرر العقوبة كلما حدث السلوك السيء، ولا تقتصر على ذلك فقد عندما تكون غاضبا.

الخطوات المتبعة لإجراء الاقصاء

1- اختر سلوكا مستهدفا واحدا تريد استعمال الاقصاء معه
2- احص عدد مرات حدوث السلوك الستهدف
3- اختر مكانا مضجرا لتنفيذ الاقصاء
4- اشرح كيفية الاقصاء لطفلك
5- انتظر حتى يحدث السلوك المستهدف

ان عقوبة الاقصاء فعالة في تصحيح السلوك المتهور والمندفع والعاطفي.

وفيما يلي قائمة بالسلوكات التي تستحق عقوبة الاقصاء:

1- الضرب
2- نوبات الغضب والانفعال
3- اثارة الاخرين
4- صراخ الغضب والذعر
5- رمي الالعاب
6- تدمير الالعاب
7- رفس الاخرين
8- البصق او التهديد بالبصق على الاخرين
9- رمي التراب والحجارة على الاخرين
10- البكاء بصوت عال وتعمد لمعاقبة الوالدين
11- القرص او التخميش
12- الثرثرة
13- القيام باعمال خطرة كقيادة الدراجة في وسط الشارع
14- تخريب الاثاث
15- الشكوى او التذمر بصوت عال
16- تسمية الاخرن بالقاب مختلفة
17- عصيان الاوامر

اختيار السلوك المستهدف

1- اختر سلوكا واحدا فقط او اثنين تريد تغييره
2- احسب عدد المرات التي يحدث فيها السلوك المستهدف، تأكد من ان السلوك السيء يحدث باستمرار ، اي يحدث على الاقل مرة في اليوم
3- يمكن اختيار سلوكين احدهما سلوك مشكل وكبير ورئيسي والاخر سلوك فرعي

اختر مكانا مضجرا لتنفيذ الاقصاء

ان المكان الافضل لوضع الطفل فيه هو المكان الذي لا يحصل الطفل فيه على انتباه منك او من أي فرد من افراد الاسرة، كما ان على الطفل ان يصل الى هناك بسرعة ويفضل خلال(10) ثوان، ويؤخذ بعين الاعتبار عمر الطفل عند اختيار مكان الاقصاء ويفضل استخدام كرسي الاقصاء للاطفال من 2-4 سنوات، اما الاطفال من عمر 5-12 سنة فيفضل وضعهم في غرفة منفصلة. ويفضل ان يكون المكان:
– ممل ومضجر للطفل
– خال من الناس، أي معزول عن بقية افراد الاسرة، على ان يكون على مرأى من الوالدين لضمان سلامة الطفل
– ان يكون آمنا وجيد الاضاءه وغير مخيف
– ان يكون من السهل الوصول اليه خلال 10 ثوان

وإذا استعمل كرسي الاقصاء فيجب ان يكون كبيرا وليس من السهل ان ينزل عنه الطفل وحده، امنع الطفل من الوقوف على الكرسي او القفز عليه، وامنعه من اخذ شيء مسل معه على الكرسي، تجنب الكلام معه او النظر اليه بشكل مباشر، لا تتركه يلاحظ مراقبتك له، قد يناديك فتجاهل مناداته بقوة لا تنظر اليه او تستمع له لانهما يعتبران شكلا من الاهتمام الذي يقلل فاعلية الاقصاء، قاوم الشعور بالذنب وطفلك في الاقصاء.
اذا اخترت لطفلك غرفة الحمام او غرفة الغسيل فابعد عنه المواد الخطرة كالزجاج او المواد الحادة او سوائل التنظيف، كما لا تستعمل غرفة نوم الطفل مكانا للاقصاء، لانها مسلية بالنسبة له، تجنب ارسال الطفل الى مكان مخيف، لان ذلك يسبب له مشاكل انفعالية ، المقصود بالإقصاء ان يشعر الطفل بالملل لا بالخوف.

ايضاح اجراء الاقصاء للطفل

على الوالدين ايضاح وشرح برنامج الاقصاء للطفل، واخباره عن حبهما ورغبتهما في مساعدته للتخلص من سلوكه السيء، وعليهما ان يتوقعا تصرف الطفل بشكل مزعج او مختلف عما يرغبانه.

انتظار حدوث السلوك المستهدف

بعد ذلك على الوالدين ان ينتظرا ان يحدث السلوك السيء المراد تغييره، فاذا حدث السلوك السيء كالضرب او الشتم او شد الشعر فاتبع الخطوات التالية:

1- ارسل الطفل الى الاقصاء لمدة لا تزيد عن عشر دقائق، اعط للطفل تعبيرا من وجهك يوحي بعدم الرضا، وانظر الى عينيه واعطه امرا بالذهاب الى الاقصاء مشيرا له بيدك.
يميل الاباء الى توبيخ اطفالهم قبل وضعهم في الاقصاء، لكن هذا التصرف خاطئ ، لان التحدث الى الطفل او توبيخه قبل وضعه في الاقصاء يشجعه على المجادلة، وكثير من الاطفال يتجنب الاقصاء عن طريق التحكم بوالديه، فيجادل ويقاوم ويلوم طفلا آخر او يطلب العفو عنه، او يقوم بعمل ماكر، لكن تجاهل كل تلك المحاولات، حافظ على هدوءك وضعه في الاقصاء.
واذا اراد الطفل التحدث اليك فلا مانع من ذلك شرط ان يكون بعد الاقصاء، قل للطفل شيئين اثنين اثناء وضعه في الاقصاء: الاول السلوك السيء الذي ارتكبه، الثاني امر الطفل بالذهاب الى الغرفة.
2- احضر منبه التوقيت واضبطه ليقرع بعد دقيقة وضعه في مكان يستطيع الطفل سماعه ولا يستطيع اللعب به او حمله، حدد دقيقة لكل سنة عمرية فاذا كان طفلك في السادسة فاضبط المنبه لمدة 6 دقائق. اجعل المدة ثابتة فلا تجعلها مرة طويلة ومرة قصيرة. لكن في حالة تمرد الطفل وعصيانه قم بزيادة المدة عدة دقائق اكثر من المعتاد.
3- انتظر حتى يقرع الجرس، لا تعط الطفل أي انتباه اثناء ذلك.
4- التحدث مع الطفل بعد انتهاء مدة الاقصاء
اسأل الطفل عن سبب عزله في الاقصاء وما هو الذنب الذي ارتكبه، فاذا نسي لماذا عزل او ذكر اسباب غير صحيحة فذكره بالسبب، ثم اعد السؤال مرة اخرى، واستمر معه حتى يتمكن من ذكر سبب عزله، وبعد ذلك يصبح حرا في الذهاب، اذا بقي طفلك متضايقا بعد الانتهاء من العزل، تجاهله ودعه يعبر عن مشاعره. اذا اكتشفت بعد الانتهاء ان ابنك بريء فاعتذر له مباشرة، واذا اراد الطفل مناقشتك بصحة عزله او عدمه فاستمع اليه فقط ولا تجادله، واذا هرب من مكان الاقصاء او اظهر مقاومة فيمكن معالجة هذه المشكلة، خاصة ومعظم الاطفال لا يقاومون اكثر من اسبوعين من بدء استخدام العزل.
– اذا تأخر او رفض الذهاب الى الاقصاء فاحمله بسرعة وضعه على كرسي الاقصاء اذا كان صغيرا، اما اذا كان فوق خمس سنوات فأخبره انك ستزيد مدة الاقصاء دقيقة لكل عشر ثوان تأخير.
– اذا قام بازعاج وصراخ وغضب اثناء الاقصاء فتجاهله ان كان صغيرا، او زد عليه فترة الاقصاء بضع دقائق.
– اذا هرب من مكان الاقصاء فارجعه الى الكرسي ان كان صغيرا. واذا كان فوق خمس سنوات فاضف دقيقة لكل 10 ثوان تأخير حتى 5 دقائق ، فاذا بقي خارج الاقصاء فاخبره بعقاب آخر.
– اذا لم يغادر الكرسي او ظل يصرخ ويبكي بعد انتهاء مدة الاقصاء فتجاهل سلوكه واخرج من الغرفة واذا استمر بالصراخ كرر الاقصاء.
– اذا قام بالتخريب في غرفة الاقصاء فلا تسمح له بالخروج حتى يعيد ترتيبها او يصلح الخراب.
– اذا آذى نفسه في الاقصاء فاستشر الاخصائي.

تنبيهات

1- ان استخدام الاقصاء مع السلوكات التي تم ذكرها اسلوب فعال وقد مكن من التخلص منها او التقليل من حدوثها
2- قم باستعمال اسلوب الاقصاء بثبات وتكرار كلما حدث السلوك السيء الذي تود تغييره
3- بعد الحصول على خبرة جيدة في استعمال الاقصاء يمكنك الانتقال الى اختيار سلوك مستهدف رئيسي مثل الضرب او نوبات الغضب
4- يجب ان تحصل على تراجع نسبة حدوث السلوك مقداره 50-90 بالمائة خلال اسبوع او اسبوعين.

اساليب عقاب اخرى

اذا وجدت ان الاقصاء غير كاف، او ان الطفل قام بارتكاب الخطأ ولم تعلم بها الا بعد مرور الوقت، فيمكنك استخدام الاساليب التالية في ايقاف السلوك السيء:

1- التوبيخ وعدم الرضا : اذا اردت الوتبيخ على سلوك سيء تحرك قريبا من طفلك ، انظر الى عينيه وعبر عن شعورك، ثم اذكر السلوك السيء الذي يوبخ الطفل لاجله، من المهم ان تتحكم بنفسك، ولا تستخف بالامر او تبدي الملاحظات الساخرة، كن هادئا، لان بعض الاطفال يستمتعون بحديث الاباء الطويل واثارة غضبهم، ليحصلوا على الاهتمام الزائد من الام او الاب حتى لو كان هذا الاهتمام سلبيا.

تذكر ان تظهر عدم الرضا عن سلوك طفلك وليس عن الطفل نفسه، والوقت الفعال في استخدام عدم الرضا هو بعد حدوث السلوك السيء فورا.

روى البخاري عن ابي ذر رضي الله عنه قال: ساببت رجلا فعيرته بامه (قال له: يا ابن السوداء) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابا ذر، اعيرته بامه! انك امرؤ فيك جاهلية.)

متى يكون التوبيخ وعدم الرضا غير مفيد؟

يكون التوبيخ غير مفيد في تغير سلوك الطفل عندما يرد الطفل على والديه بوقاحة او يجادلهم عند توبيخهم له، او اذا تجاهل توبيخهم وابتسم واظهر عدم الاهتمام، او عندما تصيبه نوبة انفعال او عصبية عندما يوبخ، او عندما يظهر عليه الاستمتاع بالحصول على الاهتمام الزائد منك حتى لو كان سلبيا.
وفي هذه الحالات : على الوالدين استخدام اسلوب من اساليب العقاب الخفيف.

2- النتائج الطبيعية للسلوك السيء : الناتج الطبيعي هو ما ينتج عادة بعد حدوث السلوك السيء، الا اذا منع الوالدان حدوثها.

على الاب ان يسمح لطفله ان يجرب النتائج الطبيعية لسلوكه السيء، الا اذا كان هناك خطرا على سلامة الطفل، دع النتائج الطبيعية تحدث بعد السلوك السيء، فمثلا اذا كسر لعبته عمدا فالنتيجة الطبيعية هي الحصول على لعبة مكسورة ولن تستبدل باخرى جديدة، واذا ضايق اخاه فالنتيجة الطبيعية ان لا يلعب معه، واذا لم يستقظ للمدرسة في الصباح بسرعة فالنتيجة الطبيعية هي التاخر عن المدرسة ومراجعة الادارة لتوضيح سبب التأخير، واذا سكب الشراب باهمال فالنتيجة الطبيعية هي عدم الحصول على شراب آخر، ولأن العقاب يقع من غير تدخل الاباء فان الاطفال يكونون اقل غضبا على آبائهم بسبب هذا العقاب.

3- النتائج المنطقية للسلوك السيء : في بعض الاحيان لا يستطيع الاباء ان يتركوا النتائج الطبيعية للسلوك ان تحدث لانها خطيرة على الطفل ، فاذا ركب الطفل الدراجة وسار بها في شارع غير آمن، فان ترك للنتائج الطبيعية فانه قد يتعرض لحوادث السير، لذلك عاقبه عقوبة اخرى، وهي حرمانه من ركوب الدراجة لمدة اسبوع مثلا، او اذا مشى بالغيبة والنميمة بين اصدقاءه امنعه من التحدث الى اصدقائه لمدة ثلاثة ايام، او تكاسل عن الصلاة الغ الرحلة المقرر له القيام بها…وهكذا.

فاذا رأى الطفل علاقة واضحة ومعقولة بين سلوكه السيء والعقاب فانه يميل الى تطهير سلوكه، كما ان ميلة لمقاومة العقوبة يقل.

وينبغي ان يكون العقاب مناسبا لعمر الطفل من ناحية ، وسلوكه السيء من ناحية اخرى، واذا اتخد الوالد قرار العقوبة يجب ان يتخذها وهو هادئ بعيد عن الانفعال والغضب الشديد.

طريقة استخدام جزاء السلوك للتخلص من السلوك السيء :

اذا لم يستطع الوالدان ان يجدا نتيجة منطقية لسلوك محدد، عليهم التفكير في استخدام طريقة جزاء السلوك. مثل حرمان الطفل من مشاهدة افلام الكرتون لمدة يومين اذا كذب على احد الوالدين، او اذا شتم اخاه يدفع غرامة مالية مقدارها 50 فلسا عن كل مرة،، هذا يمكن للوالدين معرفة العقوبة التي تعني الكثير بالنسبة للطفل. وقبل استعمال طريقة (الجزاء) حاول ان تذكر العقوبة او الجزاء قبل حدوث السلوك السيء كأن تقول الام لابنها اذا شتمت اخوانك ستدفع غرامة مالية وقدرها 50 فلسا لكل مرة، وان تطلب منه ان يعيد قول عقوبة السلوك حتى يتذكر مستقبلا عقوبة الشتيمة فيمتنع عنها.

تجنب اظهار الغضب الشديد، عند استخدام العقاب، ويجب ان يشعر الطفل انه عوقب بسبب سلوكه السيء وليس بسبب غضب الوالد.

اذا استمر السلوك السيء، فهذا يعني ان العقاب اقل من الذنب المرتكب لذلك يجب ملاحظة ان يتساوى العقاب مع الذنب بما يتناسب مع عمر الطفل.

4- ابرام العقود بين الطفل ووالده :العقد المبرم بين الطفل ووالديه هو موافقة خطية بينهم، حيث يعمل الجميع على تعريف المشكلة ومناقشتها وبالتالي التوصل لحل، بعد ذلك تحدد المسؤوليات ويوقع العقد ويتم البدء بتنفيذه.
ويتم اللجوء الى توقيع العقود مع الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين السابعة والثامنة ويلعب دورا في حل المشاكل التي تنشب بين اطفال الاسرة الواحدة.

فكر بمشكلة تعاني منها اسرتك واعمل على حلها بعقد اتفاقية بين الطفل وذويه وذلك باتباع الحطوات التالية:

– عرف المشكلة، وعادة ما يخصص مشكلة واحدة تعيشها الاسرة، كعدم الدراسة او عدم الصلاة في مواعيدها او العناد وعدم الاستجابة لاوامر الوالدين، او عدم احترام الكبار او الاعتداء على الاخوة الصغار.
– تفاوض مع الطفل للتوصل الى حل، ينبغي ان يوافق الطرفان على حل واحد، ويتعين ان يشترك الاب والام في ذلك ويستحسن ان يتصف الجميع بالهدوء والصبر والايجابية والتركيز على السلوك الفعلي المستهدف.
– دون شروط العقد التي تم الاتفاق عليها من قبل الاطفال والاباء والعقوبات المترتبة على الاطفال اذا لم يلتزموا بها، كما يشمل العقد على تاريخ انتهائه والمكافآت التي سيحصل عليها الاطفال لو نفذوا بنود الاتفاق.
– وقع العقد ثم باشر بتحمل مسؤولياتك.
تساعد العقود الاسر على توضيح الشروط وتحديد المسؤوليات، كما تشجع المراهقين على المواظبة على الدراسة وتحديد موعد العودة الى البيت.

نموذج لعقد بين طفل ووالديه:

اسم الطفل …. العقد
اوافق انا سعيد على :
1- طاعة والدي واحترامهما
2- عدم الاعتداء على اخواني الصغار
نوافق نحن الاب والام على ما تعهد سعيد به من طاعة والديه واحترامهما وعدم الاعتداء على اخوانه الصغار مقابل ان يشاهد الرسوم المتحركة لمدة ساعة يوميا وان يدفع خمسة قروش عن كل امر لم يطعه او اعتداء على اخوانه.
تاريخ سريان العقد:
تاريخ انتهاء العقد: يستمر العمل بهذا العقد لمدة 6 اشهر
التاريخ
وافق الاطراف الثلاثة على شروط العقد:
الاب:
الام:
الطفل:

5- التعبير عن المشاعر :يحس الاطفال بكثير من المشاعر والانفعالات كالغضب والخوف والغيرة وخيبة الامل والاحباط، والرغبة في الشجار مع الاطفال، وهذه المشاعر طبيعية لذلك لا بد من مساعدة الاطفال للتعبير عنها وفهمها والتغلب عليها. لان بوح الطفل بمشاعره المجروحة يفرغ جزءا من المه، مما يمكنه من السيطرة على مشاعره وعلى سلوكه، وعند تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره لا بد من اتباع ما يلي:
– تقبل واحترام مشاعر الطفل كلها، اصغ له بهدوء وتقبل مشاعره حتى لو لم تكن متقبلا لسلوكه، فمثلا اسمح له ان يخبرك انه يغار من اخيه او انه غاصب على صديقه ولكن لا تسمح له بضرب اخيه او اغاظته.
– وضح له انك تصغي له، وذلك بأن تدفعه للحديث عن المشاعر والموقف معا، أي اسأله عن الموقف الذي احس فيه بهذه المشاعر، مثلا انه شعر بالغيرة من اخيه (مشاعر) لانه يملك حقيبة افضل من حقيبته (موقف)، او انه غاضب على اخته (مشاعر) لانها رفضت ان تبحث عن مفاتيحه (موقف).

– سم مشاعره، ان تصغي بحذر لما يقوله الطفل وتلاحظ تعابير وجهه، سم مشاعره وحاول التوصل الى سببها، فمثلا تقول له: انت تشعر بالتوتر (شعور) والاضطراب (شعور آخر) لان عندك امتحان وانت غير مستعد له استعدادا تاما (موقف).

واذا اخطأت في تحليل حاول مرة اخرى حتى تتوصل انت وهو لمعرفة سبب ما يشعر به.

– قدم النصيحة والاقتراحات والطمأنينة او اية بدائل اخرى، فمثلا اذا كان يغار من زميله لأنه يحمل مصروفا اعلى من مصروفه، او كان غاضبا عليك لان اخيه يملك حقيبة افضل من حقيبته، فاسأله عن اقتراحه لحل هذه المشكلة، فاذا طلب رفع مصروفه وشراء حقيبة له، وكنت قادرا من الناحية المادية على تنفيذ ما اقترحه ولا يوجد اسباب اخرى للرفض فطمأنه ونفذ ما يريد، اما اذا كنت لا تريد التنفيذ لعدم قدرتك المادية او عدم رغبتك في زيادة التدليل حتى لا تسوء اخلاقه، فاشرح له ذلك وابحث معه عن بدائل اخرى. وربما اكتفى الطفل بالتعبير عن مشاعره السلبية ضدك فامنحه هذه الفرصة، ولكن لا تسمح له بشتمك او الصراخ عليك.
– ساعده في التفكير قبل الاقدام على أي عمل كرد فعل لما يشعر به ودربه على ذلك، فاذا احس بالغضب فليفكر قبل الاندفاع في ثورة عصبية، واذا خاف من طفل آخر طلب ان يعطيه دفترا او قلما دون وجه حق، قبل ان يمد يده ليعطيه الدفتر او القلم ، عليه ان يفكر بالدفاع عن نفسه وممتلكاته.
وعليه ان يفكر بالنتائج المترتبة على ردود فعله.

فاذا احس ان معلما اهانه فقرر على الفور احداث شغب وفوضى داخل الصف، فبين له النتائج السيئة المترتبة على ذلك، واخبره عمن فعل فوضى وكانت نتيجته الفشل في الدراسة والعمل مستقبلا، واذا لم يستجب لك دعه يجرب بنفسه النتائج الطبيعية لما يقوم به، ولكن قدم له شعارا: العاقل من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ بنفسه.

6- الضرب : كثر جدال المربين حول مشروعية الضرب، هل يجوز ضرب الابناء ام لا ؟ وهل يجدي ضربهم نفعا، وما هي الاثار المترتبة على ذلك؟

الفريق الاول: الفريق المانع للضرب

يرى هذا الفريق انه لا يصح للمربي ان يستخدم أية وسيلة تصيب الطفل بالالم مثل صفعه او ضربه او حتى الصراخ عليه، لان استعمال اية وسيلة من وسائل العنف لا تجدي نفعا في ردعه عن ارتكاب السلوك السيء واستبداله بسلوك جيد، وذلك للاسباب التالية:

– قد يؤدي العقاب الجسمي للطفل الى الاعتداء على الام، ويدفعه للانتقام منها باية وسيلة يستطيع استخدامها ولذا بدلا من ان يطور الطفل النظام الذاتي الذي ينبع من داخله يزداد امعانا في اساءة سلوكه من اجل اغاظة امه، وبذلك يعتاد على تكرار هذا الاسلوب وتصبح صفة لازمة له يصعب الاقلاع عنها.
– استعمال الضرب يثير لديه شعور بالعجز عن جذب انتباه والديه نحوه الا اذا تعمد ان يرتكب سلوكا سيئا يثير غضبهما، وقد يفضل جذب انتباه والديه حتى لو تعرض لألم العقاب الجسدي الذي يقع عليه، وهكذا فان استعمال العقاب الجسدي يزيد من سلوكه المذموم.

– من النادر ان يوقف الخوف من العقاب الطفل عن ارتكاب الخطأ، فقد يفضل اللذة العاجلة على العقوبة الاجلة، او انه قد يفكر بانه سينجو من الحساب ( العقاب)

– اذا كان العقاب قاسيا ومؤلما، فان الطفل ينسى السبب الذي عوقب من اجله ، ويتذكر فقط ما يريد الحصول عليه، واذا لم يجرؤ على مواجهة العقاب مباشرة مرة اخرى، فقد يثور في داخل نفسه، وقد ينفس عن ثورته الداخلية بالاعتداء على اخيه الاصغر منه. او يتباطأ ويتوانى في ادائه اعماله، وقد يؤدي العقاب الى انكماش الطفل وغرس الجبن في نفسه، وضعف روح الحيوية والنشاط، ويرى هذا الفريق ان افضل وسيلة لعقوبة الطفل هي الاقصاء والعزل لمدة قصيرة في مكان خال من وسائل المتعة.

الفريق الثاني: الفريق المجيز للضرب

يرى هذا الفريق ان بعض الاباء يشعرون بالحاجة الى معاقبة اطفالهم عقوبات جسدية خفيفة تشعرهم بانهم يعملون شيئا ما حيال سلوك ابنائهم وهم يجيزون الضرب الخفيف للاسباب التالية:

– ان العقاب البدني يثبت الامر الصادر من الوالدين في ذهن الطفل فيلتزم فيما يأمرانه به، ان العقوبة الخفيفة اسهل للطفل من العقوبات الاخرى كالتوبيخ او الاقصاء والاجبار على الصمت والسكوت لمدة طويلة . والعقاب الجسدي الخفيف يمكن ان يخفف عنه بشكل فعلي اذا ما شعر بالذنب نتيجة خطئه، فعندما تصفعه امه يكون الجزاء عادلا، وقد دفع ثمن خطئه وبذلك يتحرر من عقدة الشعور بالذنب.

الضرب في الشريعة الاسلامية

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع”

عندما تريد الاستفادة الكاملة من طاقة وامكانيات أي جهاز تود استخدامه لا بد لك ان تستشير خبيرا في ذلك، وهذا الخبير لا بد له من قراءة الكتاب(الكتالوج) المرفق مع الجهاز، حتى يعرف كيفية استعماله وكيفية معالجة اخطاؤه، واجراء الصيانة المستمرة له، والذي وضع الكتاب( الكتالوج) المنظم لكيفية التعامل مع الجهاز هو الذي اخترعه وصممه.

وكذلك الانسان الذي خلقه الله سبحانه وتعالى ويعرف مداخله ومخارجه، هو الذي يضع له نظاما يفجر الطاقات الكامنة فيه، وهذا النظام وضعه للإنسان وانزله اليه عن طريق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فحتى نستطيع استخراج الطاقات الكامنة في الانسان لا بد من تطبيق النظام الاسلامي الذي وضعه رب العالمين له. كما ان لدى الانسان حاجات وغرائز عضوية تحتاج الى اشباع، واذا ترك للإنسان ان يضع نظاما لاشباع حاجاته وغرائزه ادى ذلك الى اشاعه لها اشباعا شاذا او خاطئا، لان نظامه سيتأثر بمواصفاته التي تحمل التناقض والعجز والاحتياج والتأثر بالبيئة والظروف، فيأتي نظامه متناقضا عاجزا، فان صلح لزمان لا يصلح لاخر، وان صلح لمكان او فئة من الناس لا يصلح لمكان آخر او فئة اخرى. لهذا كان من مصلحة الانسان ان يسير على نظام الله في اشباع حاجاته وغرائزه.

ورب العالمين الذي خلق النفس البشرية ادرى بما يصلح شأنها، قال تعالى: (الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

ويعلم الله ان النفس البشرية بحاجة احيانا الى العقاب البدني للتطهير وتعديل السلوك والتخلي عن السلوك السيء.

ولذلك شرع الله سبحانه وتعالى العقاب بما في ذلك الحدود والقصاص والتعزير. وكذلك الامر في تربية الاولاد على السلوك الفاضل، وابعادهم عن سلوك الحرام. اجاز استخدام الضرب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مروا اولادكم بالصلاة وهم ابناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم ابناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع”.

ولكن الضرب ليس على اطلاقه، وانما له شروط مفصلة في كتب الفقه. وقبل الحديث عنها لا بد من بيان نكتة في الحديث، فالحديث جعل فترة زمنية بين الامر بالصلاة والتشجيع عليها وبين الضرب على تركها مدة ثلاث سنوات، فالضرب لا يستخدم في كل الاحوال وعلى أي ذنب، وانما لا بد ان يسبق الضرب اساليب ووسائل يجب استخدامها قبل الوصول الى الضرب لان آخر العلاج الكي.

فحتى يحرص الاولاد على الصلاة لا بد من اتباع ما يلي:

1- تلقين الصلاة للطفل بتعليمه الوقوف والركوع والسجود والتشهد…
2- القدوة بان تصلي امامه ثم اطلب منه الصلاة وصحح اخطاؤه بلطف
3- استخدم المكافأة المادية في سن سبع سنوات كالنقود او الشكولاتة
4- التدرج في الانتقال من المكافأة المادية الى المكافأة المعنوية. كمدحه سواء منفردا او امام اخوانه وزملائه او اقاربه، والدعوة له بالتوفيق والرضا، او اصطحابه في زيارات عائلية او الخروج في رحلة معا.
5- استخدام العقوبات المعنوية والتدرج من الاقل الى الاكثر شدة، فيبدأ بعدم اظهار الرضا كالعبوس في الوجه والتوبيخ الشديد او حرمانه من شيء يحبه.
6- في السنة التاسعة يرتقي في اساليب الثواب والعقاب فبدلا من اثابته بأشياء مادية ومعنوية تذكيره بالحسنات ورضى الله عنه وذكر ثواب الاخرة مفصلا، أي تذكيره بالجنة ونعيمها بشيء من التفصيل. وذكر جانب من عذاب الاخرة.
7- اذا ترك الصلاة لا بد من بحث الاسباب ومعالجتها بطريقة مريحة للولد ، واذا اصر على ترك الصلاة او التهاون بها، تهديده بالضرب اذا بقي على حاله حتى بلوغ سن العاشرة.
8- اذا بلغ العاشرة وبقي مصرا على ترك الصلاة رغم حرص الاهل على استخدام الوسائل السابقة كلها وعدم تقصيرهم في ذلك، فيضرب ضربا غير مبرح، وقد اشترط الفقهاء ان لا يترك الضرب اثرا او عاهة، وان يتجنب ضرب الوجه والرأس، ويكتفى بالضرب على قفاه او يديه او رجليه، فلا يضرب الصدر او الظهر او البطن.
9- كما يجب الابتعاد عن ضرب التعذيب والانتقام لان ذلك له مساوئ كثيرة قدمنا بعضا منها عند الحديث عن الضرب عند الفريق الممانع له، فالضرب المبرح القاسي يعتبر نوعا من التعذيب وهذا ما لا تجيزه الشريعة الاسلامية.


وكان المربون القدامى يقولون:لا يجوز للمربي ان يلجأ الى العقوبة الا عند الضرورة القصوى، وان لا يلجأ للضرب الا بعد التهديد والوعيد وتوسط الشفعاء لإحداث الاثر المطلوب في اصلاح الطفل.

وقد قرر ابن خلدون في مقدمته:” ان القسوة المتناهية مع الطفل تقوده الى الخور والجبن، والهروب من تكاليف الحياة، ومما قاله: من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين او المماليك او الخدم.. سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعاه الى الكسل وحمله على الكذب والخبث خوفا من انبساط الايدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة، ولذلك صارت له هذه العادة خلقا”

وقد اسهب ابن خلدون في توضيح ما ينشأ من الاثر السيء والنتائج الوخيمة بسبب القهر واستعمال الشدة والعنف مع الولد: ان من يعامل بالقهر يصبح حملا على غيره اذ يصبح عاجزا عن الذود عن شرفه واسرته لخلوه من الحماسة والحمية ، على حين يقعد عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل .

نجاح السباتين

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

طرق التربية بين الماضي والحاضر

لطالما كانت التربية أحد الأسس الرئيسية لتشكيل شخصية الإنسان وتطوير المجتمع. ومع تغير الزمن، شهدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *