آفاق علمية وتربوية موقع متخصص بالثقافة العلمية والتربوية
يعد ارتفاع ضغط الدم، أو ما يعرف بـ”القاتل الصامت”، من أخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان دون ظهور أعراض واضحة.
حيث يكتشف العديد من الأشخاص إصابتهم به عند إجراء فحص طبي روتيني أو بعد حدوث مضاعفات خطيرة مثل النوبات القلبية أو تدهور وظائف الكلى.
إن السيطرة على هذا المرض تبدأ بالاكتشاف المبكر واللجوء إلى العلاجات الملائمة سواءً كانت دوائية أو غير دوائية.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
ارتفاع ضغط الدم يحدث عندما تضيق الشرايين الدقيقة، مما يزيد الضغط على جدران الأوعية الدموية، ويجبر القلب على العمل بجهد أكبر لضخ الدم.
ويتم قياس ضغط الدم من خلال رقمين: الأول هو الضغط الانقباضي الذي يمثل قوة ضخ القلب للدم إلى الجسم، والثاني هو الضغط الانبساطي الذي يعبر عن الضغط أثناء ارتخاء عضلة القلب.
فعندما يتجاوز الضغط الانقباضي 140 ملم زئبقي أو الانبساطي 90 ملم زئبقي، يصنف هذا كارتفاع في ضغط الدم.
أنواع ارتفاع ضغط الدم
1. ارتفاع ضغط الدم الأساسي
يمثل النوع الأكثر شيوعًا بين المرضى (حوالي 98%)، ولا يُعرف له سبب محدد، ولكن من المعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة به، اذ أن عوامل مثل السمنة، استهلاك كميات كبيرة من الملح، والضغوط النفسية تساهم في تفاقم الحالة، وتظهر الدراسات أن حوالي 30-60% من حالات الإصابة بالضغط الأساسي مرتبطة بعوامل وراثية.
2. ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يحدث هذا النوع نتيجة وجود حالة مرضية أخرى قابلة للعلاج، مثل أمراض الكلى أو اضطرابات هرمونية، ويشكل هذا النوع نسبة صغيرة جدًا من الحالات (حوالي 2%)، وإذا تم علاج السبب الأساسي، يمكن أن يعود ضغط الدم إلى طبيعته.
العوامل المساهمة في ارتفاع ضغط الدم
1. الأسباب الوراثية
العوامل الوراثية تلعب دورًا كبيرًا في ارتفاع ضغط الدم، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض هم أكثر عرضة للإصابة.
2. العوامل الهرمونية
الخلل في النظام الهرموني الذي يتحكم في ضغط الدم مثل نظام الرينين والأنجيوتنسين قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. هذا النظام يساهم في تضييق أو توسيع الأوعية الدموية، وضبط كميات الماء والصوديوم في الجسم.
3. الاضطرابات العصبية
تؤثر بعض اضطرابات الجهاز العصبي، مثل زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي، على الشرايين وتزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم. هذا النظام العصبي يتحكم في العديد من الأعضاء الداخلية ويؤثر على انقباض الشرايين.
4. السمنة والسكري
تظهر الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من السمنة أو داء السكري من النوع الثاني يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
كيفية تشخيص ارتفاع ضغط الدم
لأن الإرتفاع في ضغط الدم مرض صامت، فإن التشخيص يعتمد على الفحص الدوري. يوصي الأطباء بقياس ضغط الدم بانتظام للتأكد من عدم وجود ارتفاع، فإذا تم ملاحظة ارتفاع في القيم، يجب تكرار القياس للتأكد. يجب أن يتم القياس في بيئة هادئة بعيدًا عن التوتر لضمان دقة النتائج.
الفحوصات الضرورية بعد التشخيص
عند اكتشاف حدوث ارتفاع في ضغط الدم، ينبغي إجراء عدة فحوصات لتقييم الضرر المحتمل على أعضاء الجسم. تشمل هذه الفحوصات تحليل الدم لتقييم وظائف الكلى ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم، بالإضافة إلى تخطيط القلب الكهربائي (ECG) لقياس تأثير الضغط على عضلة القلب.
طرق علاج ارتفاع ضغط الدم
1. التغييرات في نمط الحياة
تخفيف الوزن، تقليل تناول الملح، واتباع نظام غذائي صحي هي من أولى الخطوات التي ينصح بها الأطباء. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي، تساعد في خفض ضغط الدم.
2. العلاج الدوائي
في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استخدام الأدوية التي تعمل على خفض ضغط الدم، وهذه الأدوية تأتي بأنواع مختلفة تعتمد على حالة المريض.
الوقاية من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
التحكم في هذا المرض بشكل فعال يحد من مخاطر الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل السكتات الدماغية وأمراض القلب. ينصح بمتابعة العلاج بانتظام والالتزام بالتوجيهات الطبية لتجنب هذه المضاعفات.
في الختام إن ارتفاع ضغط الدم هو مرض شائع ولكنه خطير، ويجب التعامل معه بجدية من خلال الفحص الدوري وتبني أسلوب حياة صحي. الكشف المبكر عن المرض يساعد في تجنب مضاعفاته والعيش بحياة طبيعية.
المراجع
1. أحمد، حسن. “أمراض القلب والشرايين”. دار الفكر العربي، 2021.
2. علي، محمد. “الضغط الدموي: الأسباب والعلاج”. دار الهلال، 2020.
3. وزارة الصحة الأردنية. “دليل الوقاية من أمراض القلب”. 2022.
4. Mayo Clinic. “High Blood Pressure (Hypertension).” 2023.
5. World Health Organization (WHO). “Hypertension Fact Sheet.” 2022.
