يتسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بعواقب وخيمة على كافة الكائنات الحية / pixabay

ارتفاع حرارة الأرض والاحتباس الحراري كابوس هذا القرن

آفاق علمية وتربوية – اكتسبت قضية ارتفاع حرارة الأرض أهمية كبيرة خلال مطلع القرن الحادي والعشرين نظرا لعواقبها الوخيمة على سكان الأرض وعلى كافة الأنظمة الحيوية على الكوكب الأزرق، فحسب إحدى الدراسات فان حرارة الأرض يمكن أن ترتفع أربع درجات بحلول ستينيات القرن الحالي وان هذا سوف يتسبب بخسائر فادحة للبشرية تقدر بنحو 270 مليار دولار لاحتواء الارتفاع في منسوب مياه البحر في العالم.

وينجم عن ارتفاع حرارة الأرض كثير من العواقب الوخيمة لا تقتصر على ارتفاع منسوب المياه، بل هي تطال كافة القطاعات وكافة أصقاع الأرض وكافة الأنظمة الحيوية والبيولوجية، كما أن إمدادات الغذاء والماء في العالم ستتأثر كثيرا وستحدث هجرات بشرية قسرية في كثير من بقاع العالم.

لقد راهن كثير من الباحثين على أن ارتفاع حرارة الأرض سيكون في حدود درجتين فقط، إلى أن فريق دولي توصل إلى أن ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري هذا العقد يعني أن هدف الدرجتين “صعب للغاية ويمكن القول بأنه مستحيل مما يرفع احتمال ارتفاع درجات حرارة العالم ثلاث أو اربع درجات مئوية خلال هذا القرن.”

وكتب مارك نيو الذي قاد فريق دولي من جامعة أكسفورد البريطانية “عبر العديد من القطاعات -المدن الساحلية والزراعة وندرة المياه والنظم البيئية أو الهجرة – ستكون الآثار أكبر.”

وأعطت واحدة من الدراسات ما وصفته بأنه “تقدير عملي” بأن مستويات البحار قد ترتفع بنسبة تتراوح بين 0.5 متر ومترين بحلول 2100 إذا ارتفعت درجات الحرارة أربع درجات مئوية.

وسيتطلب احتواء ارتفاع سطح البحر بمقدار مترين في الأغلب على غرار الجدران البحرية الهولندية استثمارات سنوية تصل إلى 270 مليار دولار سنويا بحلول 2100.

وكتب روبرت نيكولز من جامعة ساوثامبتون أن هذا المبلغ ربما يحد الهجرة لنحو 305 آلاف شخص من أكثر المناطق عرضة للخطر. وقد يعني نقص التدابير الوقائية التوطين القسري لنحو 187 مليون نسمة، وأن الأشخاص الذين يعيشون على جزر صغيرة في آسيا أو أفريقيا أو دلتا الأنهار أكثر عرضة للخطر.


وبينت الدراسات المناخية والبيئية على أن على حكومات العالم قاطبة فعل المزيد من التدابير لخفض الانبعاث الغازية التي تتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري، وهذه الانبعاث لا تعود فقط إلى استخدام الوقود الأحفوري، فهي تطال كافة نشاطات الإنسان الصناعية ومنها انبعاث كميات كبيرة من غاز الميثان في كثير من أنحاء العالم والذي تجلت مخاطره خلال السنوات القليلة الماضية، كما شجعت تلك الدراسات على ضرورة الاستثمار في برامج الهندسة الجيولوجية والهندسة الحيوية والتي يمكن أن تقدم حلولا ناجعة لامتصاص الكميات الكبيرة من غازات الاحتباس الحراري المتراكمة في الغلاف الجوي للأرض حاليا.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

مبادرة الحزام الأزرق لحماية التنوع البيولوجي للمحيطات

محمد التفراوتي من الجميل أن تلتف القارة الافريقية بحزام الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي البحري، والاجود …

3 تعليقات

  1. يشهد العالم ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري

  2. الاستاذ بشار

    لم يدع العلماء أن تغير المناخ هو سبب موجات الحرارة هذه …. ما أشار إليه العلماء أن الارتفاع الملحوظ في متوسط درجة حرارة الأرض هي ظاهرة غير اعتيادية تاريخيا، وأن هذا الارتفاع بشري المنشأ. وهذا ما يؤدى إلى تغير المناخ. بشأن الظواهر المتطرفة، يشير العلماء إلى أن تغير المناخ يساهم في حدوث الظواهر المناخية المتطرفة مثل موجات الحرارة الشديدة. كما يشير العلماء إلى أن تغير المناخ يفاقم من حدة وتواتر وحجم مثل هذه الظواهر. ونشأ ما يسمى علم الإسناد (Attribution science) خلال السنوات الخمس الماضية ليلقي الضوء على كمية ونوعية هذه المساهمة وعلى مستوى اليقين استنادا إلى تحليل البيانات التاريخية المناخية والأدلة العلمية.

  3. للإحتباس الحراري تأثيرات خطيرة على كوكب الأرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *