يكثر الحديث من حين لآخر عن جدوى تناول المنتجات الغذائية والعشبية المختلفة والمعالجة بها، ولا يقتصر الأمر هنا على الأوساط الشعبية، بل يتعداها الى المختصين والباحثين، كما يأخذ حيزا واسعا في وسائل الاعلام.
ولا يقتصر الأمر على البلدان النامية، بل يمتد ليشمل المتقدمة ايضا التي تطالعنا وسائل الاعلام فيها باستمرار بحملات ترويجية مكثفة عن الفوائد الجمة لهذه المنتجات.
وفي خضم الزخم الكبير من هذه المنتجات التي اخذت تكتسح اسواق العالم، تأخذ حيرة الانسان العادي بالتزايد، فهو يرغب بالاستفادة مما يقال عن فوائدها، ويخشى في الوقت نفسه التعرض لمضاعفات صحية هو بغنى عنها، ومع هذه الحيرة يقف المختصون والاطباء صامتين، اذ لا تتوفر لديهم المعلومات العلمية للإجابة.
لإيجاد حل جذري لهذه المسألة تأتي خطة الاتحاد الأوروبي التي أعلن تطبيق انظمة انتاج الدواء وتسويقه على المنتجات العشبية الصحية والعلاجية ايضا، وتعني هذه الخطة ان اكثر من 450 منتجا عشبيا شائعا يشتريها ملايين الناس كل عام، قد تختفي من الصيدليات والمحلات التجارية المختصة قريبا.
الخطة التي نشرت تفاصيلها الصحف البريطانية تتضمن اجبار مصانع و المنتجات العشبية الصحية والعلاجية على التثبت من فائدة هذه المنتجات وامانها من خلال تجارب عيادية قبل تسويقها، وهي خطة يعتقد المختصون انها ستجبر المصانع على التوقف عن انتاج العديد من الأصناف بسبب الكلفة العالية للتجارب العيادية، اضافة الى ان بعض هذه المنتجات سيفشل في تلبية المواصفات المفترض تحققها فيها.
يقول المسؤولون في الاتحاد الأوروبي ان الخطة الجديدة تأتي لتنظيم صناعة طب الأعشاب الآخذة في اكتساح السوق العالمية وسط قلق متزايد تجاه تأثيرات سلبية محتملة لبعضها على صحة الإنسان، وتأتي لتوحيد القوانين والانظمة ذات العلاقة المطبقة حاليا في دول الاتحاد الاوروبي.
ويشار الى ان المنتجات العشبية الصحية والعلاجية تصنف في الدول بشكل عام ضمن العقاقير التي لا تحتاج الموافقة على تسويقها الى اجراء تجارب عيادية عليها.
وفي محاولة لمواجهة الاعتراضات المتوقعة من أنصار هذه المنتجات، تقرر عدم شمول المنتجات التي تباع في الاسواق الأوروبية منذ اكثر من 15 سنة بمضمون الخطة.
الشركات الصانعة لهذه المنتجات ابدت قلقها الشديد تجاه الخطة التي تعني خروجها من السوق بسبب الكلفة العالية لتسويق عقاقير جديدة وتسجيل القديمة وفق أنظمة تسجيل الدواء التقليدي، وتقول ان الاعشاب الطبية تستخدم بأمان منذ مئات السنين، وان الخطة الجديدة ستوقف بيع مئات المنتجات، وتدمر صناعة مهمة في اوروبا اذ على سبيل المثال سيتأثر سلبا في بريطانيا نحو 400 مصنع واكثر من 1300 محل تجاري مختصة بتصنيع هذه المنتجات وبيعها.
بالمقابل يقول المسؤولون في الاتحاد الأوروبي، ان تنفيذ الخطة الجديدة يعني تزويد المستهلكين بمنتجات عشبية صحية وعلاجية آمنة، وتتيح للمنتجين الإعلان بكل ثقة، وللمرة الأولى عن الفوائد الطبية لهذه المنتجات، وبالتالي دخولها سوق الدواء المعتمد.
مصدر الصورة
pixabay.com