أوهام العلاج بالسوار الطبي المغناطيسي

الدكتور الصيدلاني صبحي العيد *

كثر في الآونة الأخيرة السؤال والدعاية المكثفة لما يسمى بالسوار الطبي magnetic health bracelet وبدأ يظهر منه ألوان وأشكال مختلفة وبأسماء طبية مغرية كسوار ابن سينا أو سوار الشفاء وبأسعار خيالية حيث يعتقد البعض أن له أثرا سحريا في معالجة أمراض الروماتيزم والمفاصل وإنني أشاهد أعدادا لا بأس بها من الذكور والإناث على حد السواء يلبسون في معصمهم أو كاحلهم مثل هذه الأساور وإن هذه الأعداد في تزايد مستمر .

والحقيقة التي أود أن أوردها هنا إنه ليس لهذا السوار أي فائدة طبية وما يشاع عنه ما هو إلا تشويه لمعالجة بعض الأمراض بالمعادن مثل الذهب والذي كان يعطى قديما بالوريد وبجرعات مدروسة لمعالجة بعض آلام الروماتيزم حيث يصل كدواء وبواسطة الدم للأماكن المصابة فيخفف الألم دون معالجة لأسباب المرض الحقيقية .

يقول بائعو هذه الأساور المغناطيسية : أن كريات الدم الحمراء تحتوي على الحديد وهكذا يجذبها المغناطيس فيزيد من دوران الدم وكمية الأكسجين في المنطقة المصابة .

إن هذا القول ليس صحيحا فالدم ليس مغناطيسا ولو كان كذلك لانفجرت أجسامنا أثناء التصوير بجهاز الرنين المغناطيسي IMAGING- MRI- MAGNETIC RESONANCE الذي يستخدم مغنطيسات أقوى بكثير من تلك التي يروج لها الباعة الجوالون في الشوارع بحجة أنها تزيل الألم والروماتيزم .

في اجتماع ضم اختصاصيين في الطب الرياضي عقد في صيف 2003 في الولايات المتحدة أظهرت عدة دراسات بأن المغناطيسات فشلت في تحسين دوران الدم أو تخفيف الألم عند الرياضيين علما بأن الأدوات المغنطيسية ( الشافية) تباع في بعض البلدان بقدر ما تباع حلوى الأطفال وبأسعار خيالية .

إن الأدوات المغنطيسية التي تباع لمعالجة الألم على شكل سوار أو غيرها ضعيفة للغاية وإن معالجها المغنطيسي لا يخترق الجلد وإن قوة جذبها أضعف من أن تؤثر على وظائف الجسم .

بالنسبة للألم تعمل المغنطيسات عن طريق الإيحاء وإن تخفيف الألم هو في العقل أو الفكر فقط حيث أن هناك اتصالا طبيعيا بين العقل والبدن .

لقد جذبت المغنطيسات الطبية خيال الإنسان لألفي عام ناقش الفيلسوف أفلاطون جدواها وحملت الإمبراطورة كليوبترا واحدة منها لتبقى صبية ماذا كانت النتيجة ؟

كبرت كليوبترا وانتحرت في سن التاسعة والثلاثين لذا لم تفعل المغنطيسات السحر قبل ألفي عام ولن تفعل السحر الآن فهي لا تزيل ألم ولا تحسن دوران الدم فمن الأفضل توفير نقودك وتذكر أنك تعيش في زمن العلم والبحث والمعرفة وأنك في بلد بلغ التقدم الطبي والدوائي به درجة عالية ولا مكان لما قد يسمى بالطب البديل أو خلطات الأعشاب وغيرها من الادعاءات التي تبدو مبهرة وغير حقيقية فاستعمل فطرتك وعقلك ولا تنجر وراء كل ما يكتب عن صحتك ودوائك حماك الله ورعاك وابعد عنك المرض والدواء .

*مستشار الغذاء الصحي والنباتات الشافية
Email: drsubhi_eid@hotmail.com