المهندس أمجد قاسم
كاتب علمي متخصص بالشؤون العلمية
يواجه استغلال الطاقة الشمسية على سطح الأرض معضلة عدم ثباتها حيث تخضع لتقلبات الحالة الجوية، ويعتقد الباحثون ان الطاقة الشمسية هي من اهم مصادر الطاقة المتجددة وانه يجب تفادي الأرض كلية، والتوجه بدلا من ذلك إلى الفضاء، حيث الشمس تشع دائما، والطقس هناك مختلف تماما.
وللتغلب على معوقات استغلال الطاقة الشمسية على الأرض، اقترح فريق من الباحثين إطلاق أقمار صناعية خاصة Solar power satellites لالتقاط أشعة الشمس وتحويلها إلى طاقة يتم إرسالها إلى الأرض لاسلكيا، حيث يتم استقبال تلك الموجات من خلال محطات أرضية تعيد تحويلها إلى طاقة كهربائية.
هذه الفكرة تبنتها الوكالة اليابانية للاكتشافات الفضائية (جاكسا) والتي تخطط حاليا لإطلاق أقمار صناعية بقدرة جيجا واط لكل قمر بحيث ترسل طاقتها الى الأرض لاسلكيا من خلال موجات الميكروويف، ويتوقع أن يرى هذا المشروع النور في ثلاثينيات هذا القرن.
الباحثون يعتقدون حاليا أن عملية الحصول على الطاقة الشمسية من الفضاء على النطاق التجاري مشروعا كبيرا جدا. فللحصول على ناتج يصل إلى غيغاواط واحد (أي مليار واط) من الطاقة، تخطط اليابان لتطوير مجمع شمسي يزن أكثر من 10 آلاف طن متري بعرض يمتد إلى عدة كيلومترات، وذلك على مدار ثابت حول الأرض على ارتفاع 36 ألف كيلومتر.
لقد واجه القائمون على هذه التقنية مشكلة نقل الطاقة إلى الأرض، وكان أفضل ما توصلوا إليه نقلها بواسطة موجات الميكروويف بحيث يتم استقبال تلك الموجات من خلال محطات أرضية تتجه تماما نحو الأقمار الصناعية المرسلة للطاقة، علما بان مرور تلك الموجات نحو الأرض لا يتأثر بالحالة الجوية للأرض ولن تؤثر عليها حركة الغيوم.
من جهتها تأمل شركة ميتسوبيشي تطوير تقنية نقل الكهرباء لاسلكيا لاستخدامها في الأغراض المنزلية ولشحن السيارات العاملة على الكهرباء.