مرض النقرس Gout ، أو ما يُعرف بمرض “داء الملوك”، هو حالة صحية تصيب المفاصل بسبب ارتفاع مستويات حمض اليوريك في الدم.
ويُؤدي هذا الارتفاع إلى تراكم بلورات اليوريك في المفاصل، مما يُسبب التهابات وآلاماً حادة، خاصةً في إصبع القدم الكبير.
فهم أسباب مرض النقرس
النقرس ينشأ عادةً من تراكم حمض اليوريك نتيجة خلل في عمليات الجسم الحيوية، وقد تشمل أسباب هذا الخلل عوامل جينية، إضافة إلى عادات غذائية غير صحية.
أسباب ارتفاع حمض اليوريك
1. أسباب جينية وفسيولوجية: بعض الأشخاص يُعانون من استعداد وراثي يزيد من إفراز حمض اليوريك في الجسم.
2. ارتفاع البروتينات في النظام الغذائي: تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات، مثل اللحوم الحمراء والمأكولات الدهنية والمشويات، يزيد من حمض اليوريك في الدم.
3. ضعف وظائف الكلى: الكلى التي تُعاني من مشاكل في تصفية السموم قد لا تستطيع التخلص من حمض اليوريك بشكل كافٍ، ما يؤدي إلى تراكمه.
4. زيادة الوزن وأمراض الأيض: السمنة ومرض السكري، بالإضافة إلى ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية، يُساهمون جميعاً في رفع مستويات حمض اليوريك في الدم.
الأغذية التي يُفضل تجنبها
لتقليل حدة الأعراض وتجنب المضاعفات، من الأفضل لمريض النقرس الحد من تناول بعض الأطعمة التي تُحفز إنتاج حمض اليوريك. من أبرز هذه الأطعمة:
– اللحوم الحمراء والأطعمة الدهنية: مثل المقالي والدهون الحيوانية.
– اللحوم المعالجة: كالنقانق والمرتديلا.
– الأجبان الدسمة: التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة.
– المشروبات السكرية: خاصةً تلك التي تحتوي على سكر الفركتوز الذي يزيد من حمض اليوريك.
نصائح غذائية لتخفيف أعراض مرض النقرس
اتباع نظام غذائي صحي يُمكن أن يُساعد في السيطرة على أعراض النقرس وتخفيفها، ويُقلل من تكرار نوبات الألم.
شرب الماء بكثرة
زيادة شرب الماء يُساهم في تقليل تركيز حمض اليوريك في الدم عبر تعزيز التبول والتخلص من الزائد منه. يُوصى بشرب 3 إلى 4 لترات يومياً، وفق النصائح التالية:
– تناول كوبين من الماء قبل النوم.
– تناول كوب من الماء عند الاستيقاظ.
– بدء النهار بكوب ماء بارد قبل تناول القهوة أو الشاي.
الحفاظ على وزن صحي
الوزن الزائد يزيد من خطر الإصابة بالنقرس، لأن الدهون الزائدة قد ترفع مستويات حمض اليوريك. إذا كنت تعاني من السمنة، فمن الأفضل اتباع نظام غذائي متوازن لتخفيف الوزن تدريجياً وتجنب نوبات النقرس.
التركيز على الخضروات والفواكه الطازجة
تناول الخضروات المسلوقة أو المشوية والسلطات يوميًا يساعد في تخفيف أعراض النقرس.
ويفضل تجنب بعض الخضروات التي قد تحتوي على نسبة عالية من البيورين مثل السبانخ والهليون، بينما الخضروات الأخرى، مثل الكرفس والجزر، تعد مفيدة جدًا.
الأطعمة التي تساعد في تخفيف حدة النقرس
هناك مجموعة من الفواكه والعصائر التي تساهم في تقليل التهابات النقرس وتحفيز الجسم للتخلص من حمض اليوريك الزائد:
– الكرز: يحتوي على مركب الـ Proanthocyanidins، وهو مركب يُقلل من مستويات حمض اليوريك ويُخفف الالتهابات.
– الكرفس والجزر: عصائر الكرفس والجزر الطازجة تعتبر مفيدة بفضل خصائصها القلوية التي تساعد على إذابة الترسبات المتراكمة في المفاصل.
– العنب: سواء تناوله كفاكهة أو كعصير، فهو يُساهم في علاج النقرس، لكن ينبغي تناوله بحذر لدى مرضى السكري.
– التفاح: يحتوي التفاح على البكتين الذي يُساعد على امتصاص حمض اليوريك وإخراجه من الجسم، لذا يُنصح بتناول 2-3 تفاحات يوميًا.
– الأناناس: يحتوي الأناناس على إنزيم البروميلين، الذي يُقلل من الالتهابات المصاحبة للنقرس، ويمكن تناوله قبل الأكل للحصول على أقصى فائدة.
تحسين نمط الحياة لمريض النقرس
بالإضافة إلى تغيير العادات الغذائية، هناك بعض التعديلات في نمط الحياة التي قد تساعد في تخفيف أعراض النقرس وتحسين جودة حياة المريض:
1. ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يُحسن الدورة الدموية ويُساعد في السيطرة على الوزن، ما يُساهم بدوره في تقليل مستويات حمض اليوريك.
2. الابتعاد عن الكحول: الكحول يزيد من مستوى حمض اليوريك ويُؤدي إلى تفاقم نوبات النقرس.
3. الحفاظ على مواعيد النوم: النوم الجيد يُعزز مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الالتهابات.
أهمية متابعة مستويات حمض اليوريك بانتظام
يجب على مرضى النقرس مراقبة مستوى حمض اليوريك بشكل منتظم للتأكد من بقائه ضمن المستويات الطبيعية.
كما يجب ألا يتجاوز مستوى حمض اليوريك لدى الرجال 7 ملغم/ديسيلتر، وعند النساء 6 ملغم/ديسيلتر.
ويمكن الاستعانة بالتحاليل الطبية بشكل دوري لضمان عدم حدوث ارتفاع مفاجئ يُمكن أن يُسبب نوبة حادة.
ختاما فإن مرض النقرس هو مرض مزمن يتطلب اهتمامًا خاصًا بالنظام الغذائي ونمط الحياة لتقليل الأعراض وتجنب النوبات الحادة.
فمن خلال اتباع النصائح الغذائية المناسبة، مثل تجنب الأطعمة الغنية بالبيورين، وزيادة شرب الماء، وتناول الفواكه والخضروات المفيدة.
يُمكن لمريض النقرس أن يُحافظ على مستوى حمض اليوريك ضمن الحدود الصحية، مما يُقلل من التهابات المفاصل ويُحسن جودة حياته.