أسباب القولون العصبي والأعراض والتشخيص والعلاج

• أسباب مرض القولون العصبي
• اعراض القولون العصبي
• تشخيص القولون العصبي
• علاج القولون العصبي

القولون العصبي من الامراض الشائعة في مختلف دول العالم بما فيها الوطن العربي، ويسمى ايضا القولون المتهيج، القولون التشنجي، الأمعاء المتوترة، وهي ظاهرة وظيفية غير عضوية تتميز بمجموعة من الأعراض التي تدل على اضطراب في الجهاز الهضمي في غياب اي مرض عضوي وهذه الأعراض التي مردها النشاط غير الطبيعي في عضلات الامعاء تختلف من شخص لآخر، كما انها في نفس الشخص قد تختلف من وقت لآخر، وقد تشتد في بعض المراحل ولكنها تعود للاختفاء مع امكانية بقائها كامنة عند بعض الناس طوال الحياة.

ويعتقد ان حوالي 15٪ من سكان العالم يعانون من بعض اعراض هذه الحالة، وهي أكثر انتشارا بين النساء مقارنة بالرجال، وعادة ما يكون عمر المصاب في الثلاثينيات ولكنها قد تصيب الأطفال أو المتقدمين في السن.

أسباب مرض القولون العصبي

سبب هذا المرض ما زال لغاية الان لغزا وغير معروف وقد نفاجأ في السنوات القادمة باكتشاف سبب معين لهذه الحالة المرضية ولكننا في الوقت الحاضر نستطيع القول اننا نلاحظ ارتباط هذا المرض بما يلي:

1- المشاكل الاجتماعية والحزن والقلق والتوتر: فقد تظهر الأعراض في اوقات الشدة والتوتر العصبي، وهذا ما لوحظ عند العديد من المرضى حيث أن بداية الاعراض كانت بعد التعرض لضغط نفسي شديد كما لوحظ تحسن الحالة المرضية عند تحسن الحالة النفسية.
2- الاجهاد وقلة النوم.
3- اضطرابات الوجبة الغذائية: حيث يمكن ان يكون للطعام قليل الفضلات ( قليل الالياف) اهمية في ظهور الأعراض عند بعض المرضي، وقد يكون السبب هو عدم تحمل اللاكتوز وبقية السكريات وقد يكون عند البعض الاخر تحسسهم الخاص لاحد انواع الطعام مثل الحليب، السمك، البيض او الشوكولاته.. الخ.

ويعتقد بعض الباحثين أن تهيج الامعاء قد يكون له علاقة مع تناول الشمام، الفجل، الزهرة، الملفوف، الفلفل او البهارات.

اعراض القولون العصبي

تختلف الاعراض من مريض لآخر وقد تختلف لدى المريض نفسه من وقت لاخر ولكن من الممكن ان نذكر الاعراض التالية :

1- الم بطني ومغص: وهو اكثر الأعراض شيوعا، وقد يكون الألم أو المغص شديدا في بعض الحالات وقد يدوم ساعات او ایام. وعادة ما يظهر بعد تناول الطعام الذي يزيد الضغط داخل القولون، وفي اغلب الحالات يظهر الالم اما في الناحية السفلية اليمني للبطن او الناحية اليسرى السفلية منه، وفي حالات أخرى قد يكون الألم في أي جزء من البطن او في الناحيتين السفليتين اليسرى واليمني معا وقد يقل الالم بعد خروج الغائط نتيجة انخفاض الضغط داخل القولون.

وتوجد حالات عديدة وخاصة خلال فترة الالم يمكن فيها حس القولون الايسر باليد وكأنه حبل او انبوب قاس ومؤلم. اما في حالة انعكاس حركات القولون الى الاعلى فقد يشكو المريض من الألم في المنطقة العليا الوسطى من البطن منطقة المعدة مع شعور بجشاءات وشعور بالحرقة ايضا.

2- تناوب الإمساك والاسهال: في حالة القولون العصبي قد يعاني المريض من امساك او من التغيير المستمر بين الاثنين ، وقد تفصل بين النوبات فترات من الاخراج الطبيعي، ويكون البراز في بعض الحالات
مدورا صغيرا او رقيقا وقد يطرح مع البراز كميات من المخاط.

ومن المعروف أن تغير وظيفية الأمعاء على شكل امساك او اسهال والتناوب بينهما يعتبر صفة هامة لهذا المرض، ولكن يجب التوضيح والتذكير ان الاسهال الليلي الذي يوقظ المريض من النوم غالبا ما يكون نتيجة مرض عضوي في الأمعاء وليس نتيجة القولون العصبي كما أن وجود الدم مع البراز يجب ان يكون مدعاة للشك في أن يكون السبب عضوي يستحق البحث عنه.

3- اعراض اخرى مصاحبة مثل اعراض عسر الهضم: التي قد تتمثل بغثيان، قيء، حموضة وقد يعاني المريض من الصداع، نقص بسيط في الوزن.. الخ.

4- الشعور بانتفاخ البطن: عادة ما يكون في المنطقة السفلى من البطن وهذا الشعور بالانتفاخ قد يستمر في الازدياد اثناء النهار، وعادة ما يعاني منه اغلبية المرضى.

5- درجات متفاوتة من القلق والتوتر او الاكتئاب.

تشخيص القولون العصبي

على الشخص الذي يعاني من الاعراض المذكورة أعلاه مراجعة اختصاصي للكشف عليه سريريا بعد ذلك عمل فحوصات مخبرية متنوعة واشعاعية، وقد يحتاج لإجراء تنظير للجهاز الهضمي للتأكد من انه خال من اي مرض عضوي، بعدها يمكن تشخيصه بالقولون العصبي بعد استبعاد الأمراض العضوية.

ومن الخطأ أن نكشف على المريض سريريا فقط ونشخصه على الفور بالقولون العصبي بدون اجراء الفحوصات التي ذكرناها سابقا.

وعلى المريض المشخص بالقولون العصبي مراجعة الطبيب كل ستة اشهر او كل سنة للتأكد أنه لا يوجد مرض عضوي هام.

ومن الجدير بالذكر ان نسبة ضئيلة جدا من المرضى الذين يتم اجراء کامل الفحوصات لهم وتشخيصهم بالقولون العصبي قد تم اكتشاف مرض عضوي عندهم بعد عام او عامين أو خمسة أعوام، وقد يكون ذلك المرض خطيرا.

لهذا يجب أن لا نترك المريض يتناول العلاجات للقولون العصبي لسنوات طويلة، دون الرجوع من جديد لإعادة تقييمه وليكن ذلك سنويا.

علاج القولون العصبي

1- ان اهم نقطة في العلاج في طمأنة المريض انه غير مصاب باي مرض عضوي وتوضيح ذلك بشكل جيد له وهذا الاطمئنان سوف يزيل القلق والتوتر عند المريض وقد يزيل الاعراض كلها في بعض الحالات.

وقد ننصح بممارسة رياضية منتظمة او محاولة الاسترخاء لبعض الوقت يوميا، وننصح دائما بمحاولة تهدئة الأمور، والنظر الى الحياة بنظرة أكثر تفاؤلا وبساطة ولوحظ التحسن التام في بعض الحالات بعد حدوث تغيير هام على حياة المريض مثل الزواج او انجاب الأطفال أو تغيير الوظيفة.. الخ.

2- واذا تبين ان القلق المزمن يلعب دورا رئيسيا ولم نتمكن من معالجته بالتدابير البسيطة فقد يكون من المفيد استعمال الأدوية المضادة للقلق اما عند المرضى المكتئبين فغالبا ما تتحسن الأعراض عندهم باستعمال الأدوية المضادة للاكتئاب، ولكن يجب الانتباه إلى تأثيراتها السلبية الكثيرة.

3- العلاجات المضادة للتشنج ، ضد تشنج القولون نستعملها عند بعض المرضى اذا وجدنا أن ذلك مناسبا لحالة المريض.

4- تغير وجبة الطعام: الحقيقة أنه لا يوجد حمية بسيطة واحدة قابلة للتطبيق لكل المرضى الذين يعانون من هذا المرض الا اننا قد نساعدهم بالنصائح التالية:


أ- ابعاد الحليب ومشتقاته عن المرضى الذين يعتقد أنهم لا يتحملون اللاكتوز.
ب- تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضراوات والفواكه والحبوب لأنها تقلل من الاعراض عند المرضى الذين يعانون من امساك، ولكنه قد يعطي نتائج عكسية في بعض الحالات عند المرضى الذين يعانون من الاسهال.
ج- الابتعاد عن القهوة والمشروبات الكحولية والبصل والجوز لأنها قد تسبب تخرشا في الأمعاء، كما أن الشاي والمشروبات الغازية بالإضافة للقهوة تعتبر من المثيرات الهضمية التي يجب تجنبها قدر الامکان.

د. نعيم ابو نبعة
استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *