معظم الغزلان في العالم اصبحت على حافة الانقراض او انقرض العديد من انواعها بسبب الصيد الجائر وذلك من اجل لحومها وجلودها بل ورعونة الانسان او ما يسميه بني البشر رياضة الصيد المزعومة.
والاردن كغيره من بلدان العالم تعرضت غزلانه الى الصيد الجائر والمدمر مما ادى الى انحسار اعداتها الى بضع مئات ان لم نقل العشرات في محميات منعزلة هنا وهناك بعد ان كانت تقدر بالالاف ترعى في طول الاردن وعرضه ومن اشهر الانواع التي تعتبر من الغزلان المهددة بالانقراض في الأردن غزال الريم واسمه العلمي .(Gazella Subgutturosa)
اسم هذا الغزال بالانجليزية (goitered gazelle) وله اسماء اخرى عديدة مثل الغزال ضخم الدرقية، غزال ذو الحوصلة غزال فارسي، غزال جوتري، الغزال الصحراوي غزال عربي، غزال اردني.
يعتبر غزال الريم من اكبر الانواع حجما من الغزلان الموجودة في المملكة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام. ويتميز الذكر بوجود انتفاخ دائم في منطقة الحنجرة. وهناك تنويعات منه يحدث عندها التضخم خلال موسم التزاوج، والذكور هي الوحيدة التي لديها قرون، و اما في الاناث فتكون القرون اما مؤقتة او غير موجودة اطلاقا.
ويصل الذكر البالغ الى الارتفاع (68) سم، ويطول شعره في الشتاء. وعلامة الوجه غير واضحة، واللون ابيض في الردفين ممتد وواضح، يتغذى على الاعشاب والشجيرات الصحراوية، ويمكن أن يتناول حتى ستة كيلوغرامات من الطعام في اليوم الواحد ويستطيع البقاء بلا ماء لفترات طويلة.
ويمكن استئناس هذا الحيوان بسهولة لأنه لا ينفر من الانسان وهذه الصفة هي احدى الاسباب السريعة التي أدت الى ان يصبح نادر الوجود، كانت اعداده في الاردن تصل من (50 – 100) رأس في القطيع الواحد لكن بسبب تأثير الصيد العشوائي، اصبح وجوده على حافة الانقراض، وانحسرت بقاياه القليلة جدا في الأردن في القطرانة والصفاوي، وسجل في مناطق صحراوية قرب الحدود السعودية، حيث يفضل هذه المناطق هربا من الانسان.
تتواجد غزلان الريم في شبه الجزيرة العربية وغربا حتى روسيا وباكستان وافغانستان وإيران والتبت ومنغوليا والعراق والقوقاز وتركيا وجنوب سوريا والأردن.
والجدير بالذكر أن هذا الغزال كان معروفا منذ أقدم العصور وجاء ذكره في الكثير من النقوش والكتابات المسمارية والاشورية والأكدية في العراق القديم، وذكره الانباط في كثير من اخبارهم وآثارهم وكان يعتبر من اهم المنتجات الحيوانية في غذائهم اليومي واستخدمت جلود افراده في صنع الصنادل وقرب صنع اللبن والزبدة.
د . عادل محمد علي الحجاج