القيادة الرقمية للمدرسة ومميزاتها وأهدافها

شهد العالم منذ بدايات القرن الحادي والعشرون تطورا نسبيا في المجال الرقمي، فقد أصبح هذا التطور يلمس شتى مناحي الحياة التربوية و العلمية والاجتماعية و الاقتصادية والسياسية وغيرها، مما أدى إلى تغير جذري في جميع ممارسات الإنسان وسلوكياته. إذ لا يمكن لإنسان أن يعيش بمعزل عن هذا التطور الرقمي، لذا يحتاج هذا التطور الرقمي إلى أنماط جديدة من القيادة ذات رؤية علمية ونهج جديد يواكب هذا العصر الرقمي ومن هذا المنطلق ظهر مفهوم جديد يطلق عليه القيادة الرقمية.

ان القيادة الرقمية ستكون المحور السائد في المدارس لما يحتويه من مميزات و مقومات تجعله مؤهل لذلك.
و يجدر بالمدارس في القطاعات العامة والخاصة أن تبدأ باستخدام هذا النوع من القيادة في النظام العام للمدرسة لتستطيع تدريجيا التأقلم مع بيئة العمل الجديدة بما تفرضه من تحديات جديدة وغير مألوفة.

اصبح يحتاج القائد الى تعلم المهارات التي يتطلبها هذا التحول، وفي ظل هذا التحول أصبح دور مدير المدرسة أكثر شمولية، و التحول من التركيز على الإدارة إلى رؤية أوسع باتجاه نحو القيادة الرقمية.

أن التحول الرقمي الناجح يعتمد على كيفية استخدام التقنيات الرقمية لنمو المؤسسة، وأهمية دور القادة، وصنع القرار.
أن مفهوم القيادة الرقمية لا يختلف بشكل كبير عن مفهوم القيادة التقليدية، إنما الاختلاف في أن القيادة الرقمية هي ممارسة مهارات القيادة التقليدية عن طريق التقنيات الرقمية.

أهم مميزات القيادة الرقمية

هو اعتمادها على البنية التحتية الرقمية، وتوافر الوسائل الرقمية، وشبكة الأنترنت اللازمة ليستفيد منها المجتمع بشكل عام والطلبة بشكل خاص لذلك وجب على القائد الناجح مواكبة هذا التطور في التطبيقات الرقمية والتعامل معها، وجاءت جائحة كوفيد 19 لتشكل تحديا أمام المؤسسات التعليمية، حيث اضطرت المؤسسات التعليمية التقليدية إلى البحث عن حلول أكثر إبداعا للتكيف مع الجائحة، وهنا يأتي دور قادة المدارس في قيادة المدرسة إلى بر الأمان في ظل هذه التغيرات المفاجئة.
لذلك على قادة المدارس تجهيز العدة وتدريب الأفراد والجماعات للتكييف أنظمتها من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة نحو التحول الرقمي واعداد أجيال العالم الرقمي القادرين على استخدام التقنيات الرقمية.

مبررات القيادة الرقمية

أن التطور الرقمي من أهم مبررات القيادة الرقمية ، حيث تساعد في التغلب على الكثير من المشكلات الحقيقية التي تواجه النظام التعليمي مثل: نقص المرافق التعليمية، زيادة الطلب على التعليم، وزيادة التكاليف. لذلك ورغم التكاليف الباهظة للتحول إلى القيادة الرقمية الا انها ذات نفع وأهمية بالغة على المدى البعيد.
العولمة: حيث أصبحت المدرسة بحاجة إلى نوع مختلف من المعلمين والقادة الذين يمتلكون مهارات متعددة قابلة للتطور باستمرار.

أهداف القيادة الرقمية

الجدير بالذكر أن القيادة الرقمية هي اتجاه قيادي جديد يقود المدرسة نحو المستقبل داخل المدرسة وقد دعت الحاجة إلى ظهور هذا النمط القيادي الجديد حيث جاء لتحقيق العديد من الأهداف:

1. إمكانية تلبية حاجات ورغبات الطلبة العلمية والمعرفية.
2. تحسين عملية حفظ واستدعاء المعلومات المكتسبة.
3. تحديث المعلومات بشكل مستمر.
4. المساعدة في الاحتفاظ بقاعدة بيانات رقمية عن المدرسة ككل.
5. تحسين الأداء وتقليل الأخطاء.
6. تعزيز دور أولياء الأمور في متابعة أبنائهم.
7. توفير الو قت والجهد والمال.
8. تحسين المخرجات المادية والبشرية كماً ونوعاً.
9. تحسين التفاعل بين أطراف المجتمع المدرسي.
10. تحسين مستوى الخدمات المقدمة من خلال تبسيط الإجراءات.
11. تيسير إجراء الاتصالات بين المديريات التعليمية والمدرسية المختلفة وكذلك مع المنظمات الأخرى.
12. ضمان الدقة والموضوعية في إجراء الأنشطة المختلفة في المدرسة.
13. الحد من استخدام الورق.
14. زيادة الترابط من خلال الأدوات الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة المعلومات والممارسات المثلى بين أطراف المنظمة مما يزيد الإنتاجية والجودة، تقليص الفارق الزمني ووفرة المعلومات.
15. زيادة الشفافية، و إزالة الهرمية والحواجز الشخصية، وتعزيز النزاهة.
16. تقليل تكاليف الإجراءات الإدارية.
17. تحسين كفاءة المدرسة مع المنتفعين.
18. تشكيل ثقافة مدرسية إيجابية لدى كافة العاملين باستخدام تقنية المعلومات.
19. التعامل مع البيانات الرقمية )جمع – تنظيم – حفظ – استرجاع المعلومات).
20. توفير مناخ تنظيمي جيد للعاملين مما يحسن من إنتاجية وجودة العمل.
21. كما يقوي العالقة بين المعلم والطالب والمعلم وولي الأمر.

أبعاد القيادة الرقمية

العناصر الأساسية للقيادة الرقمية والتي تتمثل في الرؤية التي تبرز من خلالها النظرة المستقبلية للمدرسة، والأبداع الذي يبرز كأحد أهم عوامل القيادة الرقمية، والتي تظهر ملامحها في تجنب العمليات غير الضرورية والتسلسل الهرمي، ومن عناصرها أيضا التعاون الذي يتجلى من خلال تهيئة بيئة ملائمة للعمل كفريق واحد.

متطلبات القيادة الرقمية

متطلبات تشريعية: وتشمل إصدار التشريعات الإدارية اللازمة لتطبيق القيادة الرقمية.
متطلبات بشرية: وتعني تدريب الموارد البشرية اللازمة لتطبيق القيادة الرقمية.
متطلبات مادية: تأسيس البنية التحتية الداعمة لتقنية المعلومات والاتصالات من خلال تو فير شبكات اتصال قوية عالية السرعة والسعة متصلة بالشبكة العالمية ( الأنترنت ) تربط جميع مؤسسات التعليم ويمكن للعاملين الاتصال بتلك الشبكة من أي مكان، وهي متاحة كذلك للطلبة وأولياء الأمور؛ للوصول إلى المعلومات التي تخصهم.
و بالرغم من التكاليف المرتفعة نسبيا ألا أنها مربحة جدا على المدى البعيد.
اهم التحديات التي تواجه المديرين عند قيادتهم للتقنية
نقص التدريب، المقاومة، نقص الموارد.

مهام و دور مدير المدرسة كقائد رقمي

1. وضع الرؤية والأهداف لدمج التقنيات الرقمية و حمل راية التقنيات الرقمية.
2. دعم استخدام التقنيات الرقمية في المدرسة.
3. توفير فرص التطوير المهني للمعلمين التي تؤكد على استخدام ودمج التقنيات الرقمية في تعلم الطالب.
4. تأمين الموارد لدعم استخدام التقنيات الرقمية ودمجها في المدرسة.
5. الدعوة الاستخدام التقنيات الرقمية التي تدعم تعلم الطالب.
6. الدراية بمعايير التقنيات الوطنية .
7. وضع إدارة المدرسة خطة واضحة وشاملة لجميع جوانب العملية التعليمية التعلمية بما يتناسب مع متطلبات التحول الرقمي.
8. رصد قائمة بأجهزة و الأدوات والتقنيات الرقمية المتوفرة في المدرسة على الطلبة والمعلمين لاستخدامها ( خارطة المصادر).
9. متابعة الصيانة الدورية للأجهزة الرقمية.
10. تكليف المعلمين بإنجاز ملفات إلكترونية لتقييم أداء الطالب.
11. وضع نسبة من تقييم أداء المعلمين وتقييم مستويات الطالب على درجة استخدامهم للتقنيات الرقمية
12. توفير مختصي التقنيات الرقمية التعليم في المدارس.
13. أن يوفروا الوقت والموارد المناسبة للتطوير المهني ودعم التنفيذ الفعال للتقنيات الرقمية في الفصول الدراسية.
14. يتأكدوا من إطلاع اولياء الامور والمجتمع المحلي على أهداف المدرسة والتقدم المحرز فيما يتعلق باستخدامها للتقنيات الرقمية باعتبارها مصدر التعلم.
15. محفزين لجميع الطالب و المعلمين في تنفيذ رؤية لدمج التعلم بالكامل بالتقنيات الرقمية.
16. مشاركة نجاحاتهم مع المعلمين الآخرين في المدارس.
17. وضع أهداف للبقاء مواكبين للتطور بشأن التقنيات الناشئة للتعلم والابتكارات في علم أصول التدريس والتطور ات في علوم التعلم.
18. المشاركة بانتظام في شبكات التعلم

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *