الشاي سيد المشروبات الخفيفة، هذا ما جاء به استطلاع عام شمل جميع دول العالم شرقها وغربها وبأنه لم يحظ اي مشروب في العالم بمثل الأهمية التي يحظى بها الشاي.
ولا غرابة في ذلك لان الشاي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياة معظم الشعوب وأصبح له وزنه المؤثر في التجارة العالمية وهيكل الاقتصاد العالمي بل وأصبحت له بورصة خاصة به.
تقول الأساطير ان اكتشاف الشاي يرجع الى الراهب البوذي داروما الذي ترك بلاده الهند متوجها للصين ليبلغهم بالدين الذي كان يعتنقه وبعد وصوله الى بكين نذر الا ينام لمدة تسع سنوات حتى ينتهي من صلاته الا انه في اثناء عبادته شعر بتعب شديد وأغمضت عيناه، فلما استيقظ لأم نفسه ومزق رموشه وقذفها بعيدا ومن المكان الذي سقطت فيه رموشه ظهرت شجرة دائمة الخضرة فاندهش داروما وتقدم من الشجرة وقطف بعض الأوراق منها ووضعها في ماء مغلي و شرب السائل عنها وفورا شعر بالنشاط والحيوية وأصبح قادرا على الاستمرار في صلاته.
انها اسطورة، لكن المتعارف عليه ان الصينيين شربوا الشاي منذ القرن الرابع الميلادي وشعوب الهند اعتادوا على شرب الشاي في الفترة نفسها. أما الموطن الطبيعي للشاي فهي سيريلانكا.
وقد اثر الشاي وساهم في بعض الوقائع التاريخية مثل حفلة شاي بوسطن الشهيرة التي اشعلت حرب الاستقلال الامريكية وأثرت على استهلاك الشاي .. وتغير موقف الأمريكيين من الشاي من كونه افضل المشروبات الأمريكية حتى اصبح رمزا للكراهية وأصبحوا يشربون القهوة اكثر من الشاي (من تاريخ 16/12/1773 ولغاية الآن).
قد يرتبط استهلاك الناس للشاي بحكم العادة، اذ تعودنا أن نتناوله كمشروب على وجبة الفطور او بين الوجبات لسهولة تحضيره ولرخص ثمنه مقارنة مع المشروبات الأخرى وقابليته للهضم بسهولة وكذلك لجلب الدفء في ايام الشتاء.
يصنع الشاي من الأوراق الصغيرة لنبات الشاي وتجهز الاوراق بطرق عديدة لإنتاج الشاي الأسود او الاخضر او المتوسط بينهما.
وينتمي نبات الشاي الى جنس الكاميليا ويطلق عليه الاسم العلمي Carnellia sinenisis وإذا ترك نبات الشاي لينمو بريا فانه يصل إلى ارتفاع ثمانية أمتار تقريبا وينمو ويزهر كأي نبات اخر.
ولإنتاج الشاي بشكله التجاري فان الشجيرات تزرع على مسافات متقاربة من بعضها البعض وتقلم بشكل مستمر لكي تنمو الأوراق في اتجاه أفقي والمادة المستفادة من الشجيرة هي الورقة الخضراء.
وتتكون الورقة الخضراء في الشاي من: سیللوز 24%، تانین 22%، دهون 8%، سکریات 3%، نشا 0.5%، كافيين 4% ، بكتين 6.5%.
وبعد عملية التجفيف للورقة الخضراء يبقي : تانین 25% ، كافيين 4% ، مواد صلبة ذائبة 27%.
للشاي قيمة غذائية بسيطة جدا الا اذا اضيف له الحليب .. وننصح الأمهات اللواتي يكره اولادهن الحليب ان يدمجوا لهم فيه الشاي .. صحيح أن القيمة الغذائية للحليب هنا تنخفض ولكن تدريجيا يمكنهم التعود عليه ومن ثم تقليل كمية الشاي بالنسبة للحليب ثم اعطاء الطفل الحليب بدون الشاي اي التدرج في جعل الطفل يحب الحليب.
يوصي الأطباء في حالات عدة بعدم شرب الشاي او بالتقليل منه وذلك في الحالات التالية:
1- في حالة مرض السكري يمنع تناول الشاي الثقيل او المحلى بالسكر العادي (السكروز) ولكن يفضل استخدام محليات مثل كاندريل Canderel المحتوي على مادة الاسبارتيم وهو متواجد في الصيدليات.
2- بعد اجراء العمليات الجراحية ينصح بتناول الشاي المنزوع منه الكافيين.
3- المفروض تقليل شرب الشاي لمرضى القلب لأنه يرفع مستوى السكر في الدم بسرعة ثم ينخفض بعد ذلك الى حد الخطورة مما يضر بعضلة القلب .. وعند الامتناع عن تناول الشاي يفضل تركه تدريجيا وليس بسرعة التحاشي التأثير السيء للتوقف المفاجىء عن تناول الشاي على القلب.
4- الانيميا اي فقر الدم وينصح هنا بالابتعاد كليا عن شرب الشاي لمفعوله السلبي، فهو يزيد الأنيميا لأنه يرتبط بالحديد الموجود في دم الانسان، وبالتالي يفقد جسم الانسان الحديد.
5- في حالة الحمل والإرضاع تنصح الحامل او المرضع بعدم تناول الشاي لأنه يؤثر على مستوى الحديد في جسمها.
وتشير دراسة حديثة أن الذين يتناولون على الاقل عشرة اكواب من الشاي الاخضر لديهم نسبة كوليسترول اقل بالإضافة الى انهم اقل عرضة للإصابة بأمراض القلب. وتشير الدراسات إلى أنه يوجد مواد كيماوية في الشاي الاخضر تساعد في تفادي امراض القلب.
امل مناصرة
اختصاصية التغذية والتصنيع الغذائي