أهمية البرغل وقيمته الغذائية وفوائده الصحية

• نشأة البرغل وأهميته
• القيمة الغذائية للبرغل
• مراحل صناعة البرغل
• أنواع البرغل
• فوائد البرغل الغذائية والصحية
• محاذير تناول البرغل

الدكتور سعود شهاب
آفاق علمية وتربوية

قالوا ……….

البرغل غذاء الفقراء وحمية للأغنياء
البرغل مسامير الركب
المجدرة أكلة مقدرة
العز للبرغل.. والرز !

نشأة البرغل وأهميته:

تعد الحبوب من أهم المحاصيل الغذائية على الأرض لارتباطها المباشر بغذاء البشر، ويعتبر القمح (الحنطة) المحصول الغذائي الأول في جميع أنحاء العالم، حيث يشكل الخبز الغذاء الرئيسي لأكثـر مـن ثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية.

ويعتمد استقرار أي بلد وأمنه الغذائي على مدى توفر هذه المادة زراعةً وإنتاجاً وتخزيناً وصولاً إلى الاستهلاك الأمثل لها، كما ويعد من أهم المحاصيل لدى الدول النامية، بل أن الهيئات والجمعيات الصحية والغذائية أصبحت توصي بزيادة الحصة اليومية من الحبوب لكل الأفراد حتى في الدول المتقدمة.

وللقمح أهمية كبيرة، وذلك لكونه يدخل في تحضير العديد من منتجات الحبوب الضرورية للتغذية وتمتاز برخصها وقدرتها في الاشباع وتوفير قدر كبير من البروتين والطاقة وغيرها من المكونات الغذائية الضرورية للقيام بالنشاط الحيوي اليومي.

ويستعمل القمح القاسي Triticum durum الذي ينتشر في المناخ المعتدل من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وشمال أفريقيا في تصنيع منتجات العجائن pasta التي تشمل المعكرونة والكسكس والشعرية والسباكيتي والنودلز إضافة الى منتجات البرغل وغيرها، كما تستعمل في صناعة الخبز في بعض دول حوض البحر الأبيض المتوسط.

ويعتبر البرغل Bulgur نوع من القمح المجفف، استعمل بمنطقة البحر الأبيض المتوسط منذ حوالي 1000 سنة قبل الميلاد في الحضارات القديمة كالحضارة الرومانية والمصرية، وعادة ما يستخدم في منطقة الشرق الأوسط والهند وشمال إفريقيا، وقد استخدمته النساء في إسبانيا قديماً من أجل الرشاقة ونحت الجسم.

والبرغل هو نوعٌ من الحبوب، يتم إعداده عن طريق سلق القمح وتجفيفه، ومن ثم طحنه بأحجام مختلفة، ممّا يجعله من الحبوب سريعة التحضير، كما أنّ هذه الطريقة من التصنيع تبقي على النخالة Wheat bran وجنين القمح Wheat germ، وما يشكلانه من فوائد غذائية وقيمة وقائية عالية، لذلك فالبرغل من الأطعمة التي تستعمل الحبوب الكاملة Whole grains، فهو طعامٌ أساسي في الشرق الأوسط، إذ يُستخدَم كمكوّنٍ في العديد من الأطعمة الشهيرة، بالإضافة إلى أنه غنيٌ بالكربوهيدرات المُعقّدة، والألياف، والبروتين، ويعتبر غذاءً مناسباً وجيداً للنباتيين، أو لمن يحاول اتّباع نظام غذائي صحي، ويمكن أن يصنع البرغل من أيّ نوعٍ من القمح، إلّا أنّه عادةً ما يُصنع من القمح القاسي، ويمكن العثور عليه في أي متجر او بقاليةٍ وعلى مدار السنة. ويمثل البرغل أحد المنتجات المهمة الشائعة في تركيا والدول العربية، وتعد تركيا وسورية من أكثر الدول إنتاجاُ وتصديراً للبرغل في العالم.

القيمة الغذائية للبرغل:

يحتوي الكوب الواحد من البرغل المطبوخ (182غ)، وبدون إضافة الملح على القيم الغذائية والمتضمنة السعرات الحرارية 151 سعرة حرارية، الدهون 0.4 غ، السكر 0.2 غ، الكربوهيدرات 33.8 غ، الألياف 8.2 غ، البروتين 5.6 غ ، الصوديوم 9 ملغ، البوتاسيوم 123.76ملغ ،الكالسيوم 2% من القيمة اليومية الموصى بها، الحديد 10% من القيمة اليومية الموصى بها، كما يعتبر البرغل مصدراً جيداً لكل من المنغنيز، والفسفور، والسيلينيوم. ويلاحظ من الجدول 1، تفوق البرغل على الأرز في قيمته الغذائية، وخاصة في نسبة الفوسفور والكالسيوم والحديد والفيتامينات، بينما أنخفض محتواه من المركبات الفينولية وأصبغة الكاروتين مقارنة بالقمح (جدول 2).

مراحل صناعة البرغل:

– الغسيل: تتم باستعمال الماء لإزالة الشوائب والأتربة
– السلق: تجرى عملية السلق بالماء بدرجة حرارة 95-100 مº
– التجفيف : تجفف الحبوب لتصل إلى نسبة رطوبة 10%، وتتم إما صناعياً أو بأشعة الشمس على درجة حرارة 50-70 مº
– التقشير: تهدف العملية لإزالة الطبقة الخارجية الغنية بالسللوز وبقاء غلاف الحبة والجنين
– الجرش: ترطب الحبوب بكمية قليلة من الماء لتجنب تشكل الغبار الناتج عن عملية الجرش
– التعبئة والتخزين: يمكن أن يخزن البرغل في ظروف التحزين المثالية لفترة طويلة لانخفاض محتواه من الماء.

أنواع البرغل:

يوجد ثلاثة أنواع من البرغل، ولكل نوعٍ منه استخداماته المختلفة في تحضير الاطعمة والمأكولات الشهية والمتنوعة.
– البرغل الناعم أو صغير الحبيبات (0.5 – 1.25 مم)، يُستخدَم لتحضير طبق الكبة النيئة الشهير، والذي يتكون من مزيج اللحم والبرغل .
– البرغل متوسط الحبيبات (1.25– 2 مم)، يُستخدَم في السلطات المختلفة، وفي تحضير طبق التبولة والكبة المقلية بأنواعها.
– البرغل الخشن او كبير الحبيبات (2.5 مم)، يستخدم في مختلف وصفات الطعام كبديل عن الأرز وفي إعداد المنسف العربي، كما يمكن استخدام البرغل كبديلٍ عن اللحم في النظام الغذائي النباتي.

فوائد البرغل الغذائية والصحية:

للبرغل العديد من الفوائد الصحية نذكر بعضاً منها كما يلي:

– الحفاظ على صحة القلب:
إذ تعد أمراض القلب السبب الرئيس لكثير من الوفيات في العالم، وتساهم الحبوب الكاملة (البرغل) في التقليل من خطرها، حيثُ وجدت دراسة أنّ الأشخاص الذين يتناولون كمية كبيرة من الحبوب الكاملة، مقارنةً بما يتناولونه من الكربوهيدرات بشكلٍ عام، قلت احتمالية إصابتهم بأمراض القلب بنسبة 47%.

– انخفاض نسبة الاصابة بالسكتة الدماغية:
حيث تحتوي الحبوب الكاملة كالبرغل على فيتامين ك، والألياف، ومضادات الأكسدة التي تقلّل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية Stroke، كما يعد تناول الحبوب الكاملة إحدى توصيات كل من الحمية المخصصة لمرضى الضغط DASH diet ، وحمية البحر الأبيض المتوسط Mediterranean diet اللتان تساهمان في الوقاية من خطر السكتة الدماغية .

– الوقاية من مرض السكري النوع الثاني:
يساهم استبدال الحبوب المكررة Refined grains بالحبوب الكاملة في التخفيف من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثانيType 2 Diabetes، حيث تساهم نسبة الألياف العالية في التّحكم في الوزن، والوقاية من السمنة التي تُعتبَر من العوامل المُؤدية للإصابة بالسكري، كما وجدت الدراسات ارتباطاً بين تناول الحبوب الكاملة وانخفاض مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى تحسُّن في حساسية الإنسولين Insulin sensitivity.

– تعزيز صحة الجهاز الهضمي: حيث تقوم الألياف الموجودة في البرغل بدعم عملية الهضم، فهي تقي من الإمساك، وتعمل كغذاء للبكتيريا النافعة في الأمعاء مثل البروبيوتيك Probiotics .

– تخفيف أثار الالتهابات المزمنة:
تشير بعض الأدلة إلى قدرة الحبوب الكاملة كالبرغل على التخفيف من الالتهاب المزمن Chronic Inflammation؛ حيث أظهرت دراسةٌ انخفاض المؤشرات الحيوية التي ترتفع في الدم نتيجة الاستجابة للالتهاب لدى الأشخاص الذين استبدلوا تناول الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة.

– الوقاية من السرطانات:
تشير الابحاث الطبية إلى أنّ التأثير الأقوى للحبوب الكاملة ضد السرطان كان في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم Colorectal cancer على وجه الخصوص، وهو أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الرجال والنساء.

– التقليل من خطر الموت المبكر:
إذ يساهم تناول حصة واحدة من الحبوب الكاملة بشكلٍ عام في تقليل خطر الموت المبكر بنسبة 5% .

– زيادة الشعور بالشبع:
يعتبر البرغل مصدراً ممتازاً للألياف التي تعزز الشعور بالشبع، حيث يحتوي على ثلث احتياجات الشخص اليومية من يُعتبَر البرغل مصدراً جيداً للبروتين المهم لصحة العضلات، والشعر، والجلد، والأظافر .

– محتواه من الحديد:
يحتوي البرغل على الحديد المهم في تكوين خلايا الدم الحمراء وبعض الهرمونات والنواقل لعصبية.

محاذير تناول البرغل:

– حساسية الغلوتين:
من الممكن ألّا تكون الحبوب الكاملة ومنها البرغل مُناسبةً لبعض الأشخاص المصابين ببعض الحالات، وفي ما يأتي نذكر بعضاً منها حساسية القمح أو حساسية الغلوتين، حيث يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه القمح Celiac Disease أو بروتين الغلوتين Gluten بشكلٍ عام، وتسبّب أعراضاً مختلفة؛ كالتعب، وعسر الهضم، وألم المفاصل، لذلك، يجدر بمن يعاني من هذه الحساسية الابتعاد عن تناول أي شيءٍ يحتوي على الغلوتين كالبرغل.
– متلازمة القولون العصبي:
يحتوي القمح على كربوهيدرات قصيرة السلسلة تدعى ب FODMAPs، والتي تسبب أعراضاً مختلفة لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي Irritable Bowel Syndrome.
– التهاب الرَّتْج:
تحتاج بعض الحالات الصحية أن يتجنّب المصاب بها تناول الأطعمة الغنية بالألياف، ومنها التهاب الجيوب الصغيرة الموجودة في الأمعاء، أو ما يُعرَف بداء الرتجDiverticulitis .
استعمالات البرغل في إعداد الأطعمة:


يستعمل البرغل على نطاق واسع في الكثير من الأطعمة الصحية، ومن أشهر المأكولات الشعبية التالية:

– المنسف العربي بأنواعه
– المجدّرة
– برغل بالشعيرية
– برغل بالبندورة (عيش أحمر)
– كبة البرغل بأنواعها
– الكبة النيئة
– التبولة
– برغل بالفول اليابس أو بحبوب الفول الغضة
– برغل بالحمص

المصادر:

– البرزنجي، زانيار و بيان، العبد الله (2016). للدراسة التركيب الكيميائي والمعادن والفيتامينات الكيميائية النباتية لبعض أصناف الحنطة والبرغل المنتج منها. مجلة تكريت للعلوم الزراعية، 16 (1):154-163.
– ألفين، فرحان (2013). تقانة طحن الحبوب (الجزء النظري). كلية الهندسة البتروكيميائية، قسم الهندسة الغذائية، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، 201 صفحة.
– ضمراوي، بانا (2017): موقع موضوع.

مصدر الصورة
pixabay.com

عن الدكتور سعود شهاب

دكتور باحث في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *