التلوث الضوضائي وتأثيره على صحة الانسان وسلامته

قامت الحكومة البريطانية بوضع العديد من القوانين لخفض نسبة الضجيج، فمثلا لديها قوانين للتقليل من مستوى الضجيج الصادر عن الآلات، وبناء على ذلك يكون بمقدور العامل الادعاء والمطالبة بالتعويض المالي اذ ما أصيب بالصمم جراء عمله في بيئة مزعجة لفترة زمنية طويلة، وعلاوة على ذلك انفقت الحكومة البريطانية مبالغ باهظة من الأموال لجعل المطارات والطرق العامة اكثر هدوءا، إذ يوجد قوانین مشابهة لهذه في كل من اليابان وامريكا والنرويج، حيث يمكن للعامل الذي يصاب بالصمم المطالبة بالتعويض المالي، وعلى العموم لا توجد قوانين فاعلة كهذه في العديد من دول العالم!.

يوجد قليل من القوانين لتخفيض الضجيج في عدد قليل من الدول ومثال ذلك البرتغال واسبانيا، فاذا أقدم أي شخص على عمل ازعاجات كثيرة بين منتصف الليل وحتى الساعة السادسة صباحا فان الشرطة تحتجزه، وغالبا ما يوجد في هذه الدول تعليمات لتخفيض الضجيج في المطارات، خصوصا في الليل، وزيادة على ذلك، يوجد عدد قليل جدا من الدول لديها قوانین تجبر اصحاب العمل بدفع تعويض مالي للعمال الذين يصابون بالصمم اثناء العمل لديهم.

والسؤال المطروح هو، هل تشعر بتأثير كثرة الضجيج في منطقة سكنك؟ اذا كانت مدرستك او بيتك بجانب مطار؟ فهنا يكمن الشعور بأهمية تلك القوانين، الا ان بعض الناس لا يكترثون للأمر كثيرا، وان مراکز الشرطة في مناطقهم تتلقى القليل من الشكاوي اليومية حول الضجيج ! ومثال ذلك، يتلقى مطار هيثرو في لندن القليل من الشكاوی سنويا، والظاهر ان الناس المجاورين لهذا المطار قد تعودوا على صوت الضجيج الصادر في اثناء اقلاع الطائرات وهبوطها، حيث توقفوا عن الشكاوى، وربما يعود السبب لان الناس الذين يتضايقون من الضجيج لا يقطنون بجانب هذا المطار، وعلى أي حال فان معظم مطارات العالم تتلقى الكثير الكثير من الشكاوى ضد الضجيج!

نعلم بان كثرة الضجيج تجعل الحياة صعبة وغير سارة، ويمكن أن تؤدي الى تحطيم الصحة وتمنع الناس من تأدية أعمالهم بشكل جيد. ويحاول العلماء جاهدين ایجاد آليات اكثر فاعلية للحد من الضجيج، الا انه من المعروف بان الضجيج المستمر الذي يتجاوز مستواه 85 ديسيبل (وحدة قياس الضجيج ) يسبب الصمم، وايضا يؤثر مستوى الضجيج الذي اقل من 85 ديسيبل في الانسان مسببا له التعب والقلق.

كان الاعتقاد السائد في الماضي بان العمال الذين يعملون في اماكن مزعجة يمكن أن يصابوا بالصمم وحدهم، فمثلا في اثناء طباعة الجرائد والكتب يصل مستوى الضجيج الى 86 ديسيبل فبعض العمال يصابون بالصمم ، واما اليوم فيعتقد العلماء بان 10% من اجمالي العمال في بريطانيا يصابون بالصمم بسبب الضجيج الصادر في اماكن عملهم.


وعلاوة على ما تقدم، توجد اخطار حديثة اخرى، مثل الموسيقى الشعبية الذي يصل مستوى الضجيج فيها الى 120 ديسيبل عبر مكبرات الصوت على مسافة متر واحد او نصف المتر، عدا عن اقلاع الطائرات وقصف الرعد اللذين يسببان ضجيجا عاليا، وقد اكتشف حديثا بان قدرة سماع العديد من المراهقين في امريكا لا تتجاوز قدرة سماع من تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين عاما!! بسبب ضجيج الموسيقى الصاخبة.

وفوق ذلك، يمكن أن يجعل الضجيج الانسان اقل فاعلية، حيث أن العمال الذين يعملون في اماكن مزعجة أقل فاعلية من غيرهم في الاماكن الهادئة، وفي المقابل فان الموسيقى الهادئة تساعد عمال المصانع على زيادة وكثرة الانتاج.

ترجمة حسن الشروف

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

مبادرة الحزام الأزرق لحماية التنوع البيولوجي للمحيطات

محمد التفراوتي من الجميل أن تلتف القارة الافريقية بحزام الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي البحري، والاجود …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *