تأثير الإشعاعات الكونية والغيوم على المناخ

توصل العلماء إلى أن الإشعاعات الكونية والغيوم تؤثر علي تغيرات المناخ بالعالم. هذا ما بينه فريق من علماء المناخ الألمان بمعهد ماكس بلانك بهايدلبرج، في دراستهم للمناخ، التي نشرتها مجلة Geophysical Research letters التي يصدرها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي.

وجاء فيها أنهم عثروا على أدلة على العلاقة ما بين الإشعاعات المذكورة والتغيرات المناخية فوق الأرض. ورغم هذا لم يتم التعرف إلى الآن وبشكل كامل على عمل هذه الغيوم. إلا أن كميات الإشعاعات الكونية القادمة نحو الأرض تخضع بشكل كبير لتأثير الشمس. والبعض يقول أن النجوم لها تأثير غير مباشر على المناخ العام فوق الأرض.

ويرى بعض العلماء أن جزءا هاما من الزيادة التي شهدتها درجات حرارة الأرض في القرن العشرين، ربما يكون مرده إلى تغيرات حدثت في أنشطة الشمس، وليس فقط فيما يسمى بالاحتباس الحراري الناجم عن الإفراط في استخدام المحروقات والوقود الأحفوري.وقد قام الفريق الألماني بتركيب عدسة أيونية ضخمة في إحدى الطائرات، ووجد أن القياسات التي أجراها رصدت، لأول مرة، في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، أيونات موجبة ضخمة بأعداد كثيفة. ومن خلال مراقبتهم وجدوا أدلة قوية بأن الغيوم تلعب دورا هاما في التغير المناخي حسب تأثيرها على الطبيعة الأيونية، وتشكيل ونمو هذه الجزيئات الفضائية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. مما يؤيد النظرة القائلة بأن الأشعة الكونية يمكن أن تساهم في التغيرات المناخية، وتؤثر على قدرة الغيوم على حجب الضوء.

وقد أُكتشف في مركز تيندال للأبحاث حول التغيرات المناخية، التابع لجامعة إيست أنجليا في بريطانيا، أهمية الغيوم في المنظومة المناخية، وأن لها تأثير قوي في اختراق الأشعة للغلاف الجوي للأرض، لكونها(الغيوم) تمنع بعض إشعاعات الموجات القصيرة الوافدة نحو الأرض، وتمتص إشعاعات أرضية من نوع الموجات الطويلة الصادرة عن الأرض، مما يسفر عن حجب هذه الأشعة القصيرة، وامتصاص الأشعة الطويلة، برودة وزيادة حرارة الغلاف الجوي على التوالي.

وقد يكون تأثير السحب كبيراً، لكن، لم يظهر حتي الآن دليل يؤيد صحة ذلك. لأن السحب المنخفضة تميل إلى البرودة، بينما السحب العليا تميل وتتجه نحو الحرارة. لهذا، تقوم السحب العليا بحجب نور الشمس بشكل أقل مما تفعله السحب المنخفضة كما هو معروف. لكن الغيوم تعتبر ظواهر قادرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء. لأن الطبقة الفوقية للغيوم العالية تكون أكثر برودة من نظيرتها في الغيوم المنخفضة، وبالتالي فإنها تعكس قدرا أقل من الأشعة تحت الحمراء للفضاء الخارجي. لكن ما يزيد الأمر تعقيدا هو إمكانية تغير خصائص السحب مع تغير المناخ، كما أن الدخان الذي يتسبب فيه البشر يمكن أن يخلط الأمور في ما يتعلق بتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الغيوم.

ويتفق الكثير من علماء الجيوفيزياء على أن حرارة سطح الأرض بدأت في الارتفاع، بينما تظل مستويات حرارة الطبقات السفلى من الغلاف الجوي على ما هي عليه. لكن بحثهم، الذي نشروه حول تأثير الإشعاعات الكونية، يفترض أن هذه الإشعاعات يمكنها أن تتسبب في تغييرات في الغطاء الخارجي للسحب. وهذا الغطاء قد يمكنه تقديم شرحا للغز الحرارة. ومن رأيهم أن الاختلاف في درجات الحرارة بالمناخ العالمي ليس سببه التغيرات التي سببها الإنسان على المناخ. لأن الشواهد علي هذا مازالت ضعيفة.

ويفترض هذا التأثير أن يظهر في ارتفاع كامل في الحرارة من الأسفل نحو الغلاف الجوي. ورغم أن هؤلاء العلماء يرون بأن التغييرات الطارئة على غطاء السحب يمكن أن تفسر هذا الاختلاف، فإنه لم يستطع أحد منهم أن يقدم دليلا عن أسباب الاختلافات الموجودة في مستويات الحرارة بالمناخ العالمي. لكن دراستهم الأخيرة رجحت أن تكون الإشعاعات الكونية ، وهي عبارة عن شحنات غاية في الصغر، وتغزو مختلف الكواكب بقياسات مختلفة، حسب قوة الرياح الشمسية، هي السبب، وربما تكون هذه هي الحلقة المفقودة في تأثير الأشعة الكونية علي المناخ فوق كوبنا .

ووصف عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ التغير المناخي على الأرض بأنه أشد خطورة على الكوكب من الارهاب. وذكرت شبكة CNN ان تصريحات هوكينغ جاءت في أعقاب تصريحات أخرى لعلماء بريطانيين في وقت يستعد فيه علماء بارزون لدفع عقرب ساعة يوم الدينونة العملاق أكثر باتجاه منتصف الليل كناية عن خطر وقوع كارثة نووية عالمية مدمرة. وتعد هذه الخطوة الرابعة منذ نهاية عصر الحرب الباردة التي يتم فيها تقديم الساعة. وحذر هوكينغ من “أننا بوصفنا مواطنين في العالم فانه يقع على عاتقنا واجب تحذير عامة الناس من المخاطر غير الضرورية التي نعيش معها كل يوم”.

وكان عالم بريطاني قد رسم صورة مرعبة للعام 2007 بيئياً، متوقعا تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل يجعل هذا العام أحد أكثر أعوام التاريخ سخونة. وتوقع الدكتور فيل جونز- مدير أبحاث المناخ في جامعة أنجليا الشرقية – حدوث موجات جفاف كبيرة في استراليا، وأعاصير في آسيا، وفيضانات في أمريكا الجنوبية، مع توقع تعرض التوازن البيئي.


وسبق أن أصدرت وزارة الخزانة البريطانية تقريرا كشف بان ارتفاع نسبة الغازات المسببة للاحتباس الحراري ستؤدي الى ارتفاع حرارة الأرض بوتيرة لن تتحملها الطبيعة وقد تكون لها عواقب وخيمة على البيئة والجغرافيا. وقال رئيس الوزراء توني بلير في مقدمة التقرير “من الواضح اليوم ان انبعاث الغازات ذات مفعول الدفيئة والنشاط الصناعي والنمو الاقتصادي لسكان الارض الذين ارتفع عددهم 6 اضعاف خلال 200 سنة، (كلها عوامل) ستؤدي الى ارتفاع حرارة الارض بوتيرة لن تتحملها الطبيعية. واضاف بلير انه لدى قراءة التقرير، يتبين ان “مخاطر التغيرات المناخية اكبر مما نتصور”.

أ.د. كاظم المقدادي
مصدر الصورة pexels

عن الدكتور كاظم المقدادي

أكاديمي وباحث وكاتب بشؤون الصحة والبيئة

شاهد أيضاً

مبادرة الحزام الأزرق لحماية التنوع البيولوجي للمحيطات

محمد التفراوتي من الجميل أن تلتف القارة الافريقية بحزام الاستدامة وحماية التنوع البيولوجي البحري، والاجود …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *