من يقف وراء تغيير الأسماء العلمية لنباتات المنطقة العربية..؟

إعداد المهندس رائد محمد و الدكتور سعود شهاب

واجهت العلماء قديما مشكلة تسمية النباتات والحيوانات التي تصادف يومياً نتيجة لاختلاف الثقافات، فتعددت أسماء الكائنات الحية بتعدد اللغات، وتنوعت طرق تسمية أنواعها، وأعطت الأحياء التي وصفوها أسماء لاتينية طويلة وغير عملية، أمكن تغييرها حسب الرغبة، إضافة إلى عدم قدرة الباحث الذي يقارن بين وصفين للأنواع أحياناً على معرفة الكائنات الحية المشار إليها.

على سبيل المثال جرت الإشارة إلى الوردة البرية الشائعة بثلاثة أسماء من قبل علماء النبات وهي:
Rosa sylvestris inodora seu canina
Rosa sylvestris alba cum rubore
Folio glabro.

وفي عام 1753 وضع العالم السويدي لينوس Linnaeusمؤلفه الأنواع النباتية Species Plantarum والذي حدد فيه نظام التسمية الثنائية Binomial System of Nomenclatureحيث يطلق على كل نبات اسماً مزدوجاً يحدد الجنس والنوع التابع له. ويطلق على كل نوع من النباتات اسم علمي واحد باللغة اللاتينية يختص به دون سواه، يعرف بالاسم الثنائي Binomial، ويتركب من اسم الجنس Generic name، ونعت النوع Specific epithet.

فالشق الثاني عادة يرمز للنوع، وفي بعض الأحيان يحمل اسماً يدل على أصوله وجذوره التي تعود لمنطقةٍ معيَّنة. ومثالاً على تلك الأسماء التالية التي تدل على أماكنها العربية:

Syriaca- Palestina –Yebrudi –Amana – Arabica –Damascena.
كما ويسجل في الاسم العلمي للنبات اسم أول عالم قام بنشره على أن يكتب بعد اسم النوع. وفي حالة تغيير وضع الجنس أو النوع مع بقاء الاسم الأصلي يوضع اسم العالم الأول بين قوسين متبوعاً باسم العالم الذي قام بالتنظيم الجديد.

لقد حبا الله وطننا العربي موقعاً جغرافياً مميزاً بين دول العالم والممتد في قارتي آسيا وأفريقيا، وقد انعكس ذلك على تنوع مصادره الوراثية بشكل عام والنباتية بشكل خاص،وما تمتلكه هذه المصادر من خصائص تميزها وتنفرد بها عن باقي الكائنات الحية.

ويلاحظ مؤخراً، أن بعض الأطراف الدولية بدأت بالعمل على تهميش الشق الثاني من الاسم العلمي أو إلغائه واستبداله بأخر، وذلك محاولة منها لطمس أصوله الوراثية الدالة على منطقة انتشاره وهويته وخاصة في المنطقة العربية،وهذا ما يحدث حالياً،من خلال التسميات العلمية الجديدة التي طالت مجموعة كبيرة من النباتات،وخاصة نباتات بلاد الشام (فلسطين، الأردن، لبنان، سورية)، ويخشى أن تكون هذه الخطوة هي بداية لخطوات متتابعة ومبرمجة تستهدف المكونات الحيوية لبيئتنا العربية بتغيير أسمائها، استجابة لمخطط أوسع يشمل تغيير مسميات كل من البشر والشجر والحجر بأصولها وتاريخها، بغية تجريد المنطقة من مقوماتها المعنوية والمادية،وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

ويجب على العلماء والباحثين العرب التنبه لخطورة ما يجري والمحافظة على الأسماء الأصلية للنباتات في منطقتنا العربية واستعمالها في دراساتهم وأبحاثهم ومراجعهم، وتجاهل كل محاولات الطمس والتغيير المضللة بدعوى التجديد.


إذ أصبح التمسك بالأسماء العلمية الأصلية ضرورة أخلاقية وقومية يمليها الواجب الوطني للحفاظ على هويتها العربية التي تمتعت بها عبر العصور.

عن الدكتور سعود شهاب

دكتور باحث في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية

شاهد أيضاً

أضرار التلوث الكهرومغناطيسي على الإنسان

يتعرض الانسان لكم هائل من الموجات الكهرومغناطيسية مثل أمواج الراديو والتلفزيون والهاتف النقالة وموجات الاتصالات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *