كيف وصف فيليكس قفزته من الفضاء نحو الأرض؟

في شهر أكتوبر لعام 2012 قفز المغامر فيليكس بوغمارتنر من حدود الفضاء نحو الأرض بعد خمس سنوات من التخطيط الدقيق، ضمن مشروع ريد بل ستراتوس، واليت عرفت باسم قفزة فيليكس .

لقد تابع الملايين حول العالم قفزة فيليكس من حدود الفضاء، وقد حطم بهذه القفزة عددا من الأرقام القياسية، منها اختراقه لحاجز الصوت بواسطة جسده.

رصد دقيق

لقد تمكن العالم من متابعة هذه القفزة عن طريق نظام متكامل من الكاميرات بلغ عددها 35 كاميرا.

حيث تم تثبيت بعضها على بزته وأخرى في الكبسولة التي أقلته للفضاء ومجموعة من الكاميرات كانت تحلق في السماء وأخرى على الأرض.

لكن خلف تلك الصور والمشاهد التي تم عرضها، كانت خفايا ومشاعر دفينة ومخاوف هائلة لدى فيليكس والطاقم المتابع له على الأرض والبالغ 100 شخص من المتخصصين.

شجاعة في مواجهة الخطر

يقول فيليكس (عندما نقف هناك عند قمة العالم، نشعر بتواضع كبير، وكل ما نتمناه هو العودة أحياء، أحياناً علينا أن نصعد عالياً جداً لندرك كم أننا صغار).

أما عن قفزة فيليكس من الكبسولة والتي شاهدها الملايين حول العالم.

فقد اظهر فيليكس رباطة جأش كبيرة بالرغم من خطورتها وبالرغم من حدوث عطل صغير في نظام التدفئة الخاص بإزالة البخار من خوذته مما اظهر غباش أمامه.

وكان فيليكس بعد ان وصل الى ارتفاع 39 ألف متر، قام بإجراء سلسلة طويلة من الاختبارات لأجهزة الملاحة والتحكم المرافقة له.

ثم، ألقى بنفسه ورأسه للأرض للوصول الى أقصى سرعة ممكنة، وبعد مضي وقت قصير جدا اخترق حاجز الصوت.

ماذا قال فيليكس؟

يقول فيليكس (القفز من الكبسولة كان ممتازاً، لكنني بعد ذلك بدأت أشعر بأنني اهتز بقوة)

وأضاف فيليكس ( قلت لنفسي إنني سأنجح في السيطرة على القفزة، لكن عندما ارتفعت السرعة أصبح الأمر عنيفاً، وخلال ثوان اعتقدت أنني سأفقد وعيي )

وتابع قائلاً ( لحسن الحظ تمكنت من وقف هذا الأمر، كان صعباً جداً، أصعب بكثير مما كنا نظن) .

أما عن اختراقه لحاجز الصوت، بين فيليكس انه لم ينتبه إلى خرقه جدار الصوت.

قال ( لم أسمع صوت جدار الصوت، أعتقد أن الأمر جرى ورائي).

وبعد أربع دقائق وعشرين ثانية من الاستسلام التام لقانون الجاذبية، فتح بومغارتنر مظلته وحط على الأرض بسلام.

وعن مشاعر فيليكس وهو يقف على ذلك الارتفاع الشاهق وينظر للعالم من ارتفاع 39 ألفاً و45 متراً فوق صحراء ولاية نيومكسيكو في الولايات المتحدة.

قال فيليكس (عند قمة العالم تشعر بالتواضع والصغر )

وعندما وصل فيليكس قال للصحفيين المحيطين به ( لدي انطباع بأن ثقلاً من عشرين طناً قد أزيل عن كاهلي، فأنا أتحضر لهذه القفزة منذ سبع سنوات )

يذكر ان المغامر فيليكس يبلغ من مواليد عام 1969، وقد استغرقت التمارين على هذه القفزة خمس سنوات.

وكان الخطر الأكبر المحدق به هو أن يفقد السيطرة ويبدأ بالدوران حول نفسه، ما يؤدي إلى فقدانه وعيه.

لقد شملت التمارين التي اجراها فيليكس قفزتين، واحدة من ارتفاع 21800 متر، والثانية من ارتفاع 29600 متر.

أهمية قفزة فيليكس

وعن اهمية هذه القفزة التي اجراها فيليكس عن ارتفاع 36 كيلومتر، وبتنظيم من فريق (رد بول ستراتوس ميشن) والمكون من 100 شخص، قال فريق العمل:

( ان ما تم جمعه من بيانات أثناء قفزته تلك، سيكون لها أهمية في مجال الأبحاث الطبية اثناء الطيران، وسيكون لها فوائد لرواد الفضاء، ولكل من يرغب في السياحة الفضائية مستقبلا).

اقرأ أيضا

حياة يوري غاغارين .. اول انسان حلق في الفضاء

 

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

في المستقبل المزارع العمودية داخل بنايات المدن الحديثة

على غرار حدائق بابل المعلقة والتي اعتبرت من عجائب الدنيا، برزت فكرة بناء المزارع العمودية …

تعليق واحد

  1. مدهش وعمل استثائي لقد تابع كل العالم هذه القفزة الغريبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *